تبرعا بأعضائه.. والدا المرحوم يزن: سنرى ابننا في 6 أشخاص

صورة تعبيرية لشخص يتبرع بقلب - (أرشيفية)
صورة تعبيرية لشخص يتبرع بقلب - (أرشيفية)
غادة الشيخ عمّان - "يكفي أني رح أشوف ابني في جسد ستة أشخاص، هذا وحده كفيل أني وأمه نكون مبسوطين"، بهذه العبارة طبطب والد الشاب الراحل يزن الشيبي على نفسه وعلى نفس زوجته، وهو يبدي شعور الراحة والسلام بالخطوة الإنسانية التي قام بها عندما سلم جسد ابنه يزن بعد وفاته دماغيا لأياد طبية أمينة، من أجل التبرع بأعضائه وبث الأمل والحياة من جديد لمن يحتاجونها. والد يزن وهو مازن الشيبي كان هو وزوجته طوال يوم أمس حديث الرأي العام الأردني، الذي اعتبر أن خطوته شكلت "أسمى" معاني الإنسانية، نبه إلى أمر مهم وهو أن الخير والنفوس الطيبة ما تزال حاضرة في مجتمعنا، بصرف النظر عن ملوثات الحياة وصعابها. [caption id="attachment_872002" align="alignnone" width="1400"]التبرع بالاعضاء التبرع بالاعضاء[/caption] فهو اليوم ووفق حديثه لـ"الغد" أدى هو وزوجته رسالة نبيلة تقديرا لابنهما يزن وحرصا على الحفاظ على حياة آخرين، حتى لو كان أولئك الآخرون غرباء لا يعرفونهم. إقرأ أيضا وتعود تفاصيل القصة، أنه قبل عشرة أيام تعرض الشاب يزن الشيبي لحادث سير مروع، أدى إلى وفاته سريريا، وفي لحظة عابرة اجتاحت والده ووالدته قررا يوم أمس بأن يقدما جسد ابنهما بعد وفاته قربانا لأجساد مريضة بحاجة إلى التبرع لها بالأعضاء. "هذا القرار خرج من أعماق قلبي وقلب زوجتي، وأنا أكيد أننا سنبقى فخورين بقرارنا طوال حياتنا" يقول الأب، ويختم بتكراره لعبارته "يكفي أني رح أشوف ابني في أجساد أخرى". واحتراما لمشاعر الأب، اكتفت "الغد" بتصريحه البسيط خصوصا وأنه وخلال التواصل معه تزامن ذلك مع إعلامه عن خبر توزيع أعضاء من جسد ابنه لستة مرضى محتاجين ينتظرون الفرج، ذلك الفرج الذي اكتفى الأب بالتعليق عليه "ألف الحمد لله والشكر، نحتسب عملنا صدقة عن روح ابننا". [caption id="attachment_872003" align="alignnone" width="1851"]التبرع بالاعضاء التبرع بالاعضاء[/caption] وفي حديث مع رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في وزارة الصحة الدكتور خالد زايد قال: “تفاجأنا بلفتة إنسانية من قبل والد الراحل الشيبي، حيث وأثناء تواجده في المستشفى حيث كان يرقد ابنه هناك وبعد علمه بوفاة ولده، بادر بأن طلب من إدارة المستشفى في البحث بإجراءات التبرع بالأعضاء> وعلى الفور تابعت كل من مديرية التبرع بالأعضاء في وزارة الصحة وأطباء الكلى وأطباء القرنية إضافة إلى الخدمات الطبية الملكية إجراءات نقل الأعضاء إلى مستفيدين، وأشرفت أنا وزملاء لي على مريض بعد أن أجريت له زراعة من أعضاء المرحوم في مستشفى البشير". وأضاف: "أود أن أشدد على ضرورة شكر كادر الخدمات الطبية الملكية، الذين هم من نزعوا بأيديهم أعضاء الراحل الشيبي، القلب، الكبد، والكلى، فيما تولى مستشفى الجامعة الأردنية إجراءات نقل القرنية". وعن أوضاع المرضى الذين استفادوا من أعضاء الراحل الشيبي، بين الدكتور زايد أن ستة مرضى استفادوا من أعضاء المرحوم، فبفضل الله وفضل الراحل أصبح الآن شخصان يبصران من قرنيتي الشيبي، وهناك مريض استفاد من كبده بعد أن كان قد فقد الأمل من العلاج. إضافة إلى ثلاثة مرضى آخرين انتعشوا بأمل الشفاء بعد حصولهم على قلب، وكليتي الشيبي، لافتا إلى أن أوضاع الستة أشخاص المستفيدين الصحية ممتازة جداً. ونوه الدكتور زايد، إلى أن مثل ذلك الفعل السامي الذي قام به ذوو الراحل الشيبي ينبه إلى أهمية تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء، خصوصا وأنها لا تتعارض لا مع الدين ولا العادات والتقاليد، بالعكس تعزز مفهوم التكافل الاجتماعي، وردا على سؤال "الغد"، بان عدد المتقدمين بالتبرع بالأعضاء لدى الجمعيات المختصة قليل جداً. وختم بـ"أعضاء الراحل الشيبي بثت الحياة لآخرين، وهو من أعظم السلوك الإنساني".اضافة اعلان