تجاوزوا كل الخطوط

معاريف ينيف سغي 15/9/2019 في شعلة الكراهية التي تتلظى حولنا في حملة الانتخابات هذه قرر رئيس الوزراء ان يصب دلوا من النفط المتبل بسم فتاك: نفط التحريض الذي من شأنه أن يجعل شعلة الكراهية حريقا يحرق كل الجسور التي تربط بين اليهود والعرب في اسرائيل."محظور أن تقوم حكومة يسارية تستند الى العرب الذين يريدون ابادتنا جميعنا"، كتب لمتابعي صفحة نتنياهو في فيسبوك. ومع أنهم في الليكود ادعوا بأن هذا "خطأ لموظف في مقر القيادة. اما نتنياهو فلم يؤكد الاقوال"، ولكن هذا السم، سواء كان نتنياهو مسؤولا عنه أم لا، يرفع التحريض ضد مواطني اسرائيل العرب الى مطارح أخطر من أي وقت مضى. يبدو ان رئيس الوزراء مستعد لان يقتادنا الى حرب اهلية من اجل الحفاظ على حكمه. هذا فعل يتجاوز الدعاية الانتخابية. اذا كان رئيس الوزراء هذا سينتصر، فان مليون ونصف مواطن اسرائيلي عربي سيكونون تحت حكم من يرى فيهم طابورا خامسا يريد ابادتنا، نحن اليهود. بودي أن احذر: هذا خطير جدا. رئيس الوزراء مستعد لان يفعل كل شيء كي يبقى في بلفور ليس له خطوط حمراء. هو يعرض امننا للخطر باستعداده لان يحرض هنا شعبا على شعب آخر. هكذا تبدأ دينامية مجنونة من شأنها ان تنتهي بحرب اهلية. ويصف "المكرا" حروبا اهلية بين بني اسرائيل. احداها تصف الحرب بين قبيلة بنيامين وبين باقي قبائل اسرائيل في اعقاب قصة عن العشيقة في جفعا. في مركز القصة رجل من ابناء قبيلة ليفي علق مع عشيقته في جفعا، مدينة ابناء قبيلة بنيامين، حيث اغتصبها بوحشية سكان المدينة وتوفيت بعد ذلك. في اعقاب الحدث نشبت حرب اهلية في اطارها كادت قبيلة بنيامين تصفى. أتوجه لكل الاسرائيليين، يهود وعربا على حد سواء: تعالوا لنصب ماء باردا على شعلة الكراهية والتحريض قبل فوات الاوان. تعالوا نضع حدودا للخطاب السياسي عديم المسؤولية وعديم الحدود. تعالوا لا نسمح للخلافات الشرعية أن تنتشر لتصل الى تصفية الديمقراطية والمواطنة المشتركة في اسرائيل. لقد تجاوز رئيس وزرائنا في الايام الاخيرة الخطوط الحمراء في كل ما يتعلق بمنظومة علاقات مواطني اسرائيل اليهود والعرب. فهو مستعد لان يفجر منظومة العلاقات بين اليهود والعرب فقط كي يبقى في الحكم. احد باستثنائه ليس معنيا بذلك، لا في المجتمع العربي ولا في المجتمع اليهودي. وكمن يعمل مع مواطني اسرائيل العرب، فاني اشهد هنا على أن وجهتهم هنا نحو الشراكة المدنية في اسرائيل. هذه ارادتكم، هذا أملهم. كما ان البحوث والاستطلاعات تظهر أن اكثر من 60 في المائة من مواطني اسرائيل العرب يريدون للحزب الذي يصوتون له ان يكون في الائتلاف. هم يريدون شراكة في اتخاذ القرار في مستقبلهم. عليهم، وكذا على اخواني اليهود، اعتمد على ان نتمكن من وقف الجنون واعادة رسم الخطوط الحمراء التي يسعى رئيس وزرائنا لمحوها.اضافة اعلان