تجربة المونديال.. ماذا بعد؟

لنعترف جميعا أن المشاركة الأردنية في نهائيات كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما، لم تكن لتحدث لولا أن الأردن هو المستضيف للنهائيات، وأن منتخب "النشميات" كان الوحيد من بين المشاركات ممن لم يخض التصفيات التي جرت لمختلف القارات، ولو شارك في التصفيات لما كان من بين المنتخبات المتأهلة.اضافة اعلان
ولنعترف أيضا أن النتائج في المباريات الثلاث لم تحمل أية مفاجأة، فالخسائر كانت متوقعة نتيجة لفارق التاريخ والامكانيات والمهارات، والخروج من الدور الاول كان نتيجة حتمية وواقعية لمنتخب لم يقدم ابسط قواعد اللعب في حدث عالمي يفترض أنه يضم نخبة منتخبات العالم لهذه الفئة العمرية.
لكن ما خيب الامال كان ذلك المستوى الهزيل الذي ظهر عليه الفريق في المباريات الثلاث تباعا امام إسبانيا والمكسيك ونيوزلندا، حيث كانت الحصيلة الرقمية ضعيفة للغاية، وحملت ثلاث خسائر وخمسة عشر هدفا في مرمى النشميات مقابل هدف وحيد يحمل لمسات جمالية وذكريات تاريخية، كونه الاول للأردن والعرب على صعيد المونديال عبر التاريخ.
كان الاداء باهتا للغاية، فالمهارات الاساسية تكاد لا تتقنها معظم اللاعبات، والموهبة بشكل بسيط محصورة بنحو ثلاث لاعبات فقط، ومنظومة اللعب الجماعي غائبة الى حد كبير، ما جعل المراقبين يتساءلون عما كان يفعل الجهاز الفني خلال الفترة الماضية، لاسيما أن المنتخب دخل في عدة معسكرات تدريبية خارجية وداخلية وخاض خلالها سلسلة من المباريات التجريبية، كما أن اللياقة البدنية كانت هي الاخرى ضعيفة للغاية، أضف الى ذلك غياب الروح المعنوية وضعف الاعداد النفسي للاعبات.
لا اريد أن احمّل اللاعبات مسؤولية الفشل لأن الامر كان متوقعا، ولكن يجب أن تكون هذه التجربة بمثابة الانطلاقة الجديدة للكرة النسوية، خصوصا وأن الأردن سيستضيف بعد عامين نهائيات كأس آسيا للسيدات، ما يعني أن عددا لا بأس به من لاعبات منتخب الشابات يفترض أن يكن إلى جانب اللاعبات صاحبات الخبرة في المنتخب الاول، ليشكلن جميعا منتخبا يشارك من اجل المنافسة وليس لكونه مستضيف البطولة فقط.
نعلم تماما حجم الكرة النسوية الأردنية على الصعيد الآسيوي، وأن الانجاز محصور على صعيد غرب آسيا، واذا ما توسع الامر فإن الخسارة متوقعة وبأرقام فلكية من منتخبات شرق القارة الآسيوية، لأن الكرة النسوية الأردنية تعاني من مشاكل جمة، ليس اقلها ضعف القاعدة وغياب الموهبة الا ما ندر، وغياب اهتمام الاندية المحلية الكبيرة والعريقة في رعاية مثل هذه الفرق اسوة بفرق الرجال والشباب والناشئين.
أرقام "الفيفا" الصادرة بعد إنتهاء الدور الاول، تكشف المستور وتجسد الحقائق الماثلة امام الجميع، وهي أن ثمة مسافات كبيرة تفصل بين "النشميات" وبقية المنتخبات، وأنه آن الاوان لمنح المدرب حقه وكذلك محاسبته، وأن نؤمن بأن المدرب الاجنبي لا يحمل عصى سحرية، وأنه ربما يكون احد أسباب الفشل وليس عناصر التفوق، نتيجة عدم إلمامه بأحوال فريقه والاكثار من الاقوال على حساب الافعال.
اختتم المقالة بالتساؤل.. تجربة المونديال.. ماذا بعد؟