تجنب المنتجات المحتوية على الحليب يعالج "عدم تحمل اللاكتوز"

على الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز الابتعاد عن المنتجات الغذائية التي قد تحتوي على كميات صغيرة من اللاكتوز مثل البسكويت والفطائر والكعك-(أرشيفية)
على الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز الابتعاد عن المنتجات الغذائية التي قد تحتوي على كميات صغيرة من اللاكتوز مثل البسكويت والفطائر والكعك-(أرشيفية)

عمان- يتواجد سكر الحليب (اللاكتوز) بشكل طبيعي في الحليب، ويشكل بين 1.5 و8 % من وزن الحليب، وهو الذي يعطي الحليب هذه الحلاوة البسيطة التي يستطعمها المرء فيه، ولكنه مقارنة بسكر المائدة يعد أقل حلاوة.اضافة اعلان
ويصنف سكر اللاكتوز كأحد السكريات الثنائية؛ أي التي تتكون من نوعين من السكريات البسيطة (الأحادية)، وحتى يتم امتصاصه من الأمعاء، لابد من تحليله إلى سكر بسيط، ولتسهيل امتصاصه يوجد في جسم الإنسان انزيم خاص لهضم اللاكتوز وتحويله الى سكر أحادي يستفيد منه الجسم في إنتاج الطاقة، يسمى هذا الانزيم بـ(اللاكتيز)، حيث يتم إنتاجه في الأمعاء الدقيقة.
وهناك حالة أو ظاهرة عند بعض الأشخاص تسمى عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance)، وهي عدم القدرة على هضم اللاكتوز، وهذا بسبب نقص انزيم اللاكتيز (lactase) المسؤول عن هضمه، ما يؤدي إلى تراكم اللاكتوز في الأمعاء وعدم القدرة على امتصاصه ومن ثم تخمر سكر اللاكتوز في الأمعاء، وهو ما يصفه المصابون عادة بعدم القدرة على تناول الحليب ومشتقاته لما تسببه لهم هذه المنتجات من تهيج في الأمعاء وانتفاخ.
تقسم أسباب نقص اللاكتيز في الجسم حسب المسبب إلى:
- نقص اللاكتيز الأولي: يتطور مع مرور الوقت؛ إذ عادة ما تكون نسبة هذا الانزيم مرتفعة أثناء الطفولة، وتقل نسبته تدريجياً من الأمعاء مع انخفاض مستوى الحليب في الغذاء اليومي، معظم الأطفال الذين لديهم نقص في انزيم اللاكتيز لا يعانون من أعراض عدم تحمل اللاكتوز حتى أواخر فترة المراهقة أو سن الرشد، والسبب وراء ذلك غير واضح.
- نقص اللاكتيز الثانوي: يعد هذا النوع الأكثر شيوعاً عادة بعد التعافي من حالات الإسهال الحادة أو أمراض الجهاز الهضمي على اختلافها، إذ يعاني المرضى من نقص في انزيم اللاكتيز كنتيجة للتلف الذي أصاب بطانة الأمعاء التي تعمل على إفرازه.
أعراض عدم تحمل اللاكتوز
الشعور بعدم الراحة لمدة 30 دقيقة الى ساعتين بعد استهلاك الحليب أو أي من منتجاته، وتتفاوت الأعراض من معتدلة الى حادة.
ومن الأعراض الشائعة: ألم في البطن، انتفاخ البطن، تكون الغازات، الإسهال، الغثيان.
كيف يتم تشخيص عدم تحمل اللاكتوز؟
من الصعب تشخيص عدم تحمل اللاكتوز (lactose intolerance) على أساس الأعراض وحدها، فقد يظن الناس أنهم يعانون من عدم تحمل اللاكتوز؛ لأن لديهم أعراض الجهاز الهضمي، ولكن ظروفا أخرى مثل متلازمة القولون العصبي، يمكن أن تسبب أعراضا مماثلة، بعد أخذ التاريخ الطبي للمريض وأداء الفحص البدني له، وقد يوصي الطبيب مبدئيا بالتوقف عن استهلاك جميع منتجات الألبان والحليب من النظام الغذائي للشخص لفترة قصيرة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض قد حلت.
ويشيع استخدام تجربتين لقياس هضم اللاكتوز هما:
1. اختبار تنفس الهيدروجين: حيث يتم هذا الفحص أو الاختبار بشرب محلول اللاكتوز، ومن ثم يتم تحليل النفس على فترات منتظمة لقياس كمية الهيدروجين، إن من الطبيعي وجود الهيدروجين بنسبة قليلة جدا، ولكن عسر هضم اللاكتوز ينتج مستويات عالية من الهيدروجين، التدخين وبعض الأطعمة والأدوية تؤثر في دقة النتائج، لذلك يجب على الشخص التأكد من الطبيب عن الأطعمة والأدوية التي قد تتداخل مع نتائج الاختبار.

2 . اختبار حموضة البراز: يستخدم اختبار حموضة البراز للرضع والأطفال الصغار لقياس كمية الحمض في البراز، اللاكتوز غير المهضوم ينتج حمض اللاكتيك والأحماض الدهنية الأخرى التي يمكن اكتشافها في عينة البراز، قد يكون الجلوكوز أيضا موجودا في البراز نتيجة لعسر هضم اللاكتوز.
ما المنتجات الأخرى التي تحتوي على اللاكتوز؟
غالبا ما يضاف الحليب ومنتجاته لمعالجة الأطعمة والأغذية التي تم تعديلها لإطالة حياتها، ويجب على الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز أن يكون على بينة من المنتجات الغذائية التي قد تحتوي على كميات صغيرة من اللاكتوز؛ مثل:
1. الخبز وغيره من السلع المخبوزة.
2. الفطائر، البسكويت والكعك.
3. حبوب الإفطار المصنعة.
4. رقائق البطاطا ورقائق الذرة، والوجبات الخفيفة المصنعة الأخرى.
5. اللحوم المعالجة مثل؛ لحم الخنزير المقدد والسجق.
6. السمن والزبدة.
7. مساحيق البروتين.
8. الحلوى.
9. مسحوق مقشدات القهوة (مبيضات القهوة).
كما أن هناك بعض المعلومات الغذائية الملصقة التي تدل على وجود اللاكتوز، إذا سمعت بأي من المواد التالية، فإن هذا يدل على احتواء هذا المنتج على اللاكتوز:
1. الحليب.
2. اللاكتوز.
3. مصل اللبن.
4. منتجات الحليب.
5. الحليب المجفف.
العلاج
يعد عدم تحمل اللاكتوز إحدى الحالات غير المؤذية إجمالاً، ولكن ينصح المرضى بالحذر من احتمالية تدني مستوى الكالسيوم لديهم نتيجة لتجنب الحليب ومشتقاته باستمرار، وبشكل عام، يعتمد علاجه على شدة الأعراض، إذ ينصح الأشخاص الذين يعانون من أعراض طفيفة بتجنب المنتجات المحتوية على الحليب، وأما من يعانون من أعراض شديدة فيجب عليهم اتباع حمية شديدة خالية من مصادر اللاكتوز على اختلاف أنواعها.
كما يمكن الاستعاضة عن نقص انزيم اللاكتيز من الأمعاء بآخر صناعي تتم إضافته إلى الأطعمة المحتوية على اللاكتوز، فيعمل على تكسير اللاكتوز الموجود في الطعام.
غادة سلامة
دكتور صيدلي
مركز فارمسي ون للتدريب والمعلومات الدوائية