تحديات مجلس النواب التاسع عشر 1

عدنان السواعير بالرد على خطاب العرش وتكوين الكتل النيابية والبدء بانتخاب اللجان الدائمة للدورة الحالية يكون المجلس التاسع عشر قد وضع الأسس اللازمة لبدء العمل في هذه الدورة غير العادية، الدورة ستكون مثقلة بمجموعة من التحديات أيضاً غير العادية، خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة قبل نحو عشرة أيام حدد أهم هذه التحديات. لا أحد ينكر جسامة هذه التحديات والتي تقع مواجهتها ودون تمييز على جميع السلطات الدستورية، لا أبالغ إن قلت بأن الجزء والثقل الأكبر من هذه التحديات يقع على السلطة التشريعية وبالذات مجلس النواب وذلك لأسباب عديدة، أولاً لأنه العنصر الأحدث في التكوينة السياسية الأردنية وثانياً لأنه يتكون بثلاثة أرباعه من نواب جدد وثالثاً وهو السبب الأهم لأن مجلس النواب يواجه هذه التحديات بأيدٍ عاريةٍ ودون أسلحة تذكر، لا مستشارين ولا مساعدين للنواب لتوفير الجو المعرفي للتحديات التي سيواجهونها، النائب عليه المواجهة بأسلحته الشخصية، الدراسة والبحث والكتابة. لا أقول إنه في المجالس السابقة كان للنواب مستشارون ومساعدون جاهزون لمد يد العون لهم حين الحاجة بل هي سمة لكل المجالس والتي اعتمدت دائماً على العمل الفردي وهذا من شأنه إضعاف نتاج أي عمل في النهاية، هنا تكمن حقيقة هذا الإضعاف للمجلس بحد ذاته وهو إضعاف استمر واستهدف المجالس السابقة، إذاً من أولى أولويات رئيس المجلس الجديد وهو الرجل الذي عمل طويلاً في اللجنة القانونية ستكون بلا شك توفير المستشارين والمساعدين الذين يستحقهم المجلس. التحديات التي سيواجهها المجلس وكما حددها خطاب العرش، أبرزها مواجهة هذا الشبح الوبائي والذي يمطرنا يومياً بالمستجدات وخاصة إذا ما علمنا أن المخصص للنفقات الصحية لمواجهة الجائحة في موازنة 21 هو فقط 165 مليون دينار، اللجنة الصحية سيكون لها دور مهم في هذه المرحلة من حيث مواجهة الوباء وتوفير اللقاحات اللازمة ومحاسبة المقصرين فيما حدث بالأردن في الفترة السابقة وتوفير الأموال اللازمة والتحدث بشفافية وواقعية للمواطنين والإعلام. التحدي الآخر والذي هو من شأن كثير من اللجان داخل المجلس هو الوضع المالي الاقتصادي الاجتماعي للدولة الأردنية والذي على إثر هذه الجائحة يعاني الكثير من المشاكل، وهنا يقع على مختلف اللجان مواجهة تراكمات الوضع الوبائي، اللجان المالية، الاقتصادية، العمل، الزراعة، الخدمات ولجان أخرى، كلها معنية بالوضع الذي وصلنا وعلى كل واحدة منها فتح حوار وطني مع المعنيين في الأردن وإشراك القطاع الخاص لمواجهة التحدي على أسس متينة وليست وليدة الساعة. لا شك أن هناك تحديات أخرى وهو الوضع السياسي الذي نحن فيه سواء من حيث ما يتعلق بقضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية «والدعم العربي لهذه القضية» أو بالوضع السياسي الداخلي والذي يتطلب الكثير من المراجعة، وأين نحن من الإصلاح السياسي المنشود؟ لهذا الموضوع سأخصص ولعماد هذا الإصلاح وهو قانون الانتخاب مقالتي القادمة. لا أبالغ إن قلت إن المجلس الجديد، الذي أتمنى له التوفيق ومنذ البداية هو على مفترق طرق وعليه منذ الآن تحديد الجهة التي سيسير بها والتي سيعتمد عليها مستقبلاً حكم الشارع والمراقبين.

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

اضافة اعلان