تحسين مهارات الذاكرة إحداها.. فوائد العلاج بالموسيقا

تحسين مهارات الذاكرة إحداها.. فوائد العلاج بالموسيقا (1)
تحسين مهارات الذاكرة إحداها.. فوائد العلاج بالموسيقا (1)
عمان- للموسيقا تأثيرات قوية على العقل، ويمكن أن يكون للأنماط المختلفة للموسيقا تأثير كبير على الحالة المزاجية للشخص وبسرعة، وتساعدهم على تجربة مجموعة واسعة من المشاعر ومعالجتها، من السعادة إلى المتعة، وكذلك الحزن والهدوء والتفكير. يمكن أن يكون صنع الموسيقا مفيدًا مثل الاستماع إليها، ويشجع العلاج بالموسيقا الأشخاص على إنشاء الموسيقا التي يجدونها مفيدة لهم، بحسب ما نشر موقع “medicalnewstoday”.

الموسيقى تعالج الأمراض النفسية والإصابات الدماغية

“العلاج بالموسيقى”.. تخصص مهني معتمد من منظمة الصحة العالمية

تشرح هذه المقالة ماهية العلاج بالموسيقا، وكيف يمكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية، وتأثيراتها على حالات الصحة العقلية المختلفة.

ما العلاج بالموسيقا؟

يستخدم العلاج بالموسيقا قدراته القوية لتحسين رفاهية الشخص، ويعد بديلاً عن العلاجات الأخرى مثل: الاستشارة أو العلاج السلوكي المعرفي. يستخدم المعالجون بالموسيقا استجابات الشخص وعلاقاته بالموسيقا لتشجيع التغييرات الإيجابية في الحالة المزاجية والعقلية بشكل عام. يمكن أن يشمل العلاج بالموسيقا الاستماع، إنشاء الموسيقا بأدوات من جميع الأنواع، الغناء أو التحرك. وتساعد على تحسين الثقة، مهارات الاتصال، الاستقلال، الوعي الذاتي والوعي بالآخرين، ومهارات التركيز والانتباه. التفاعل الموسيقي الحي بين الشخص والمعالج مهم أثناء العلاج بالموسيقا. يعد الارتجال جزءًا أساسيًا من العلاج، يتضمن ذلك تأليف الموسيقا على الفور استجابةً لمزاج أو موضوع ما.

كيف يعمل العلاج بالموسيقا؟

الطريقة التي تؤثر بها الموسيقا على الدماغ معقدة جدا. وتتم معالجة جميع جوانب الموسيقا -بما في ذلك النغمة والإيقاع واللحن- بواسطة مناطق مختلفة من الدماغ. على سبيل المثال، يقوم المخيخ بمعالجة الإيقاع، ويقوم الفص الأمامي بفك تشفير الإشارات العاطفية الناتجة عن الموسيقا، ويساعد جزء صغير من الفص الصدغي الأيمن على فهم طبقة الصوت. يمكن لمركز المكافأة في الدماغ، المسمى بالنواة المتكئة، أن ينتج علامات جسدية قوية للمتعة؛ حيث يستخدمها العلاج من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعانون حالات الصحة العقلية.

العلاج بالموسيقا مقابل أشكال العلاجات الأخرى

لا يعتمد العلاج بالموسيقا على التواصل اللفظي، لذلك يمكن أن يكون أفضل للأشخاص الذين يكافحون للتواصل اللفظي. قد يكون هذا بسبب الإعاقة أو حالة تنكس عصبي. نظرًا لأن العلاج المعرفي السلوكي والاستشارة علاجان بتحدث، فقد لا يكونان مناسبين للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التواصل اللفظي، في هذه الحالة يكون العلاج بالموسيقا مفيدًا. إضافة إلى ذلك، يمكن لممارسي الصحة العقلية إحضار العلاج بالموسيقا مباشرة إلى الشخص، مثل إذا لم يتمكنوا من النهوض من السرير. ويمكن أن تكون المهارات التي يتعلمها الشخص في العلاج مفيدة في حياته اليومية أيضًا؛ حيث يتعلم آلة موسيقية كهواية جديدة، يمكنه استخدامها كأداة لتحسين صحتهم العقلية والتعامل مع المواقف الصعبة طوال حياتهم.

الفوائد

هناك فوائد إضافية للاستماع إلى الموسيقا أو تأليفها قد لا تستطيع العلاجات بالتحدث تقديمها. مثلاً، يمكن أن يؤدي تعلم وممارسة مقطوعة موسيقية إلى تحسين مهارات الذاكرة، التنسيق، القراءة، الفهم، ومهارات الرياضيات، كما يمكن أن يعطي دروسًا في المسؤولية والمثابرة. يمكن للناس أيضًا الاستمتاع بإحساس كبير بالإنجاز من خلال تأليف مقطوعة موسيقية، تساعد على تحسين مزاجهم واحترامهم لذاتهم. يمكن للعلاج بالموسيقا أيضًا تعريف الأشخاص بالعديد من الثقافات المختلفة، حيث يمكن للعملاء استكشاف أي نوع وصنف من الموسيقا أثناء العلاج. على الرغم من أن التعبير عن الذات هو جزء من العلاج بالتحدث، إلا أن العلاج بالموسيقا يسمح للناس بالتعبير عن أنفسهم بطريقة إبداعية، يمكن أن تكون طريقة ممتعة أكثر لاستكشاف المشاعر الصعبة. يعد التحليل الغنائي طريقة أخرى تساعد الناس على استكشاف ومعالجة المشاعر والتجارب الصعبة من خلال الموسيقا. تتضمن بعض الفوائد الموثقة للعلاج بالموسيقا ما يلي: تحسين احترام الذات، انخفاض القلق، زيادة الدافع، تحرر عاطفي ناجح وآمن، زيادة اللفظ، روابط أقوى مع الآخرين.

كيف يساعد على تقليل القلق؟

تشير العديد من الدراسات إلى أن العلاج بالموسيقا يمكن أن يقلل من مشاعر القلق، ويقلل من ضغط الدم وضربات القلب، ما قد يكون له تأثير مباشر على شعور الشخص بالتوتر. هناك أيضًا أدلة تشير إلى أن أولئك الذين يخضعون للعلاج بالموسيقا قد قللوا من القلق فورًا بعد الجلسة، ما يشير إلى أن العلاج بالموسيقا يمكن أن يكون وسيلة مناسبة لتقليل الأعراض بسرعة. تؤثر الموسيقا على كمية هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي يفرزها الجسم، حيث يساعد تقليل هذه الهرمونات على تخفيف أعراض القلق.

كيف يساعد مع الاكتئاب؟

تشير الدراسات إلى أن العلاج بالموسيقا يمكن أن يحسن أعراض الاكتئاب؛ حيث إن أولئك الذين يخضعون للعلاج بالموسيقا مع العلاجات الاعتيادية للاكتئاب -مثل العلاج بالتحدث- أكثر عرضة للتحسن من الأشخاص الذين تلقوا العلاج الاعتيادي فقط. يؤدي الاستماع إلى الموسيقا أيضًا إلى إفراز الدوبامين، وهو هرمون يجعل الناس يشعرون بالسعادة، والإندورفين، وهما هرمونان يمكن أن يحفزا المزاج السعيد ويخففا الألم. على الرغم من أن العلاج بالموسيقا ليس علاجًا للاكتئاب، إلا أنه يمكن أن يقدم فوائد قصيرة المدى من خلال تحسين المزاج وتشجيع التواصل والتعبير عن الذات.

عند الأطفال

تتضمن بعض فوائد العلاج بالموسيقا للأطفال ما يلي: تقديم طرق ممتعة للتعبير عن الأفكار والمشاعر. ممارسة التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال. تشجيع اللعب الإبداعي. تحسين التركيز والتنسيق. زيادة الوعي الذاتي. زيادة الوعي بالآخرين، لا سيما في جلسات الموسيقا الجماعية. بناء احترام الذات والقدرة على الصمود. بناء مهارات اللغة والاستماع. تقوية العلاقات الأسرية. وعلى الرغم من أن العلاج بالموسيقا ليس علاجًا لأي حالة صحية عقلية، إلا أنه يمكن أن يكون أداة فعالة وممتعة لتقليل أعراض العديد من الحالات، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. يقدم العلاج بالموسيقا للأشخاص طريقة إبداعية ويمكن الوصول إليها للتعبير عن مشاعرهم ومعالجة تجاربهم؛ حيث استخدم الناس الموسيقا؛ لآثارها القوية على الحالة المزاجية والعواطف لفترة طويلة. بصرف النظر عن المساعدة في حالات الصحة العقلية، فإن العلاج بالموسيقا له أيضًا العديد من الفوائد الأخرى، مثل توفير منفذ إبداعي، توسيع المعرفة والوعي الثقافي، وتحسين المهارات المعرفية مثل الذاكرة. حلا محمود مصطفى/ صيدلانيةاضافة اعلان