"تحليل الخطاب النبوي للمرأة" دراسة جديدة للزميل قدّوم

غلاف الكتاب - (الغد)
غلاف الكتاب - (الغد)

عمان - الغد- رأى الزميل الدكتور محمود قدوم أنّ "الخطاب النبوي للمرأة" خطاب متفرد في صيغته وأسلوبه ولغته يكتسب فرادته بوصفه وحيا مرسلا إلى الناس كافة.اضافة اعلان
وقال في كتابه الصادر عن دار كنوز المعرفة في عمان، إن هذا الخطاب قد شغل في السنوات الماضية حيِّزاً كبيراً من اهتمام الدارسين في الغرب والشرق، فأصبح مادةً للدرس تُوضَع من أجله النظريَّات بحثاً عن الكيفيَّة التي يُنْتَجُ بها، وأهم العناصر التي تكتنفه وتشكِّله، والأثر الذي يُحدِثه داخل بنية المجتمع، ويبرز هذا من خلال كثرة المؤلَّفات والبحوث التي تناولته بشكل أو بآخر.
وأضاف أستاذ اللغة والنحو في جامعة بارتن التركية، أنّ موضوع "المرأة" يعدّ من الموضوعات التي ظفرت بالعناية في بحوث تحليل الخطاب؛ إذ تعدَّدت الأنظار المعرفيَّة التي تناولت هذه المسألة، مِن أدبيَّة، وسياسيَّة، واجتماعيَّة، وتاريخيَّة.. في أغلب مناحي الخطاب الإنساني، وفي أضرُبٍ معرفيَّة متنوِّعة.
وبقي الخطاب النبوي للمرأة -وهو أسمى أنواع الخطاب الإنساني- بحاجة إلى الدراسة؛ فكان التوجُّه إلى هذا الموضوع، لاسيَّما بعد الاطِّلاع على مصنَّفات في اللسانيَّات الاجتماعيَّة.
وقال قدوم إنه مِمَّا شدَّ النظر إلى هذه الدراسة نهوض الحركات النِّسْوِيَّة في العصر الحديث التي أخذت تدعو إلى بناء علاقات عادلة بين الجنسَيْن. وأضاف إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة التعرُّف على تجليَّات الخطاب النبوي للمرأة، مقارنة مع ما ظهرت عليه المرأة في الخطاب الإنساني السابق للبعثة، ومحاولة ترسيم الخطاب النبوي للمرأة في الأذهان، ذلك الخطاب الذي نجح في إنصاف المرأة، ونهض بها في مجالات الحياة كافة.
وبين أن الدراسة حَرَصت على التماس العلاقة بين اللغة والمجتمع؛ لذلك كانت اللسانيَّات الاجتماعيَّة وجهة النظر المُختارة في هذه الدراسة؛ فاللغة ظاهرة حياتية اجتماعية من أكثر الظواهر التصاقاً بحياة الأفراد، وهي تخضع لمقاييس المجتمع وأعرافه، وتقاليده وثقافته، بل هي الطريق لكشف عادات المجتمع، ومستوياته الثقافية والحضارية، فلا يمكن فهم اللغة، وقوانين تطوّرها، وتحديد الأسس أو المعايير الاجتماعية التي تحكم السلوك اللغوي لدى الناطقين بها بِمَعزِل عن حركة المجتمع في الزمان والمكان المعيَّنَيْن.
ويشتمل الكتاب على مقدِّمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة: أمَّا الفصل الأول فعنوانه "المرأة موضوعاً في الخطاب النبوي: ابنةً، وزوجةً، وأمّا". وأمَّا الفصل الثاني فعنوانه"الرسالة اللغوية في الخطاب النبوي للمرأة"، قدَّم دراسة لأهمِّ المضامين التي حملتها الرسالة اللغوية في الخطاب النبوي للمرأة.
ويظهر هذا الفصل تحوُّل المرأة من (موضوع) لغوي/ ثقافي، إلى (ذات فاعلة) في الخطاب النبوي؛ تعرف كيف تُفصح عن نفسها، وكيف تُدير سياق اللغة من (فحولة) متمكِّنة، إلى خطاب بياني يجد فيه ضمير المؤنَّث فضاء للتحرُّك والتساوق مع أساليب التعبير ووجوه الإفصاح.
وأمَّا الفصل الثالث فعنوانه "ظواهر نصيّة في الخطاب النبوي للمرأة"، ويشتمل على خمس ظواهر؛ هي: "الحذف، التوكيد، التقديم والتأخير، التعريف والتنكير، الحوار"، وتمَّت دراسة كل ظاهرة في ضوء مجموعة من الأمثلة المستصفاة لبيان كيفيّة تحقّق هذه الظواهر في الخطاب النبوي للمرأة.
يُذكر أنّ الزميل قدوم صدر له هذا العام كتاب "نحو النص ذي الجملة الواحدة: دراسة تطبيقية في مجمع الأمثال للميداني"، وقد نشره مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية في الرياض. وشارك في مؤتمرات علمية في معهد ابن سينا للدراسات اللغوية في ليل الفرنسية ومؤتمر النقد الدولي الخامس عشر الذي أقامه قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك، كما نشر له موقع الألوكة مؤخرا دراسة نقدية بعنوان آهات الاغتراب في ديوان الشريف الدكتور منير قوشجوزادة.