تحليل لتشكل السحابة الرعدية فوق عمان الخميس

رسم توضيحي لكيفية تشكل السحابة الرعدية الماطرة فوق عمان يوم الخميس الماضي.  -(طقس العرب)
رسم توضيحي لكيفية تشكل السحابة الرعدية الماطرة فوق عمان يوم الخميس الماضي. -(طقس العرب)

عمان- الغد- تطورت عاصفة رعدية قوية صباح الخميس فوق عمان، عملت على تساقط غزير جدًا للأمطار، لفترة تجاوزت الـ 45 دقيقة، كانت مترافقة مع تساقط البَرَد والبرق والصواعق، ما عمل على تشكل السيول الجارفة.اضافة اعلان
ولوحظ أن الغيوم كان لونها بنيّا وداكنًا في ساعات الصباح، وترافقت مع حصول البرق القوي والصواعق، ثم بدأت الأمطار شديدة الغزارة بالتساقط، وتشكلت السيول الجارفة.
ولكن، لماذا كانت الغيوم بنية اللون؟ ولماذا كانت الأمطار شديدة وقوية ومستمرة؟ وما سبب قوة البرق والصواعق؟ ولماذا كانت قطرة المطر" كبيرة"؟
يطلق على هذا النوع من الغيوم، الغيوم الرعدية القوية، بالسحب التضاريسية، التي تتشكل فوق الجبال، واللون البرتقالي والبني كان سببه اختلاط ذرات الغبار الكثيفة، بالغيوم الرعدية، التي عملت على تلقيحها (تقويتها).
الغبار الكثيف عمل على تقوية الغيوم بشكل كبير: يرجع سبب اللون البني والبرتقالي، الذي امتزج مع لون الغيوم الأسود؛ لكميات الغبار الكثيفة جدًا، والتي صعدت لقلب الغيوم الضخمة، والتي عملت على تقويتها، فذرات الغبار تربط جزئيات الماء والرطوبة ببعضها، كما تساهم في زيادة حجم قطرة المطر، وهذا يقوي الغيوم الرعدية، ويزيد من سمكها وضخامتها.
يطلق على ذرات الغبار "انوية التكاثف"، التي تساعد الغيوم على التطور، مصطلح "تلقيح الغيوم طبيعيًا" والغبار أيضًا يساعد على شدة العواصف الرعدية وحصول الصواعق.
الرياح الشرقية القوية هي المسؤولة: الرياح الشرقية المغبرة بكثافة، كانت السبب الرئيسي لتقوية الغيوم الرعدية ايضا، اضافة الى ما حملت معها من كميات غبار كثيفة. هذه الرياح كانت تصطدم بالجبال خلال اليومين السابقين، وتتسبب بتشكل السحب الرعدية في بعض اجزائها، كما حدث في السلط والبلقاء واجزاء من جبال عجلون ليلة الثلاثاء/الاربعاء الماضية، ولكن بسبب تدفق رياح غربية الى جنوبية غربية صباح الخميس، قادمة من الاغوار، كانت الفعالية الجوية قوية جدا في الجبال الغربية، وخاصة جبال عمان، حيث حدث التقاء بين الرياح الشرقية والرياح الغربية فوق جبال عمان، ما ادى الى تشكل هذه الغيوم الرعدية الضخمة وتساقط شديد للامطار.
امتداد لمنخفض جوي في الطبقات العليا: كان يحد الاردن ومنطقة شرق المتوسط منخفض في الطبقات العليا والوسطى من الجو، ويعني ذلك تواجد هواء بارد في الطبقات الاعلى، عمل على تسهيل صعود الرياح الى اعلى، وتشكل الغيوم الرعدية، ولكن بدون الغبار الكثيف، لما كانت الغيوم بهذه القوة، وبدون حدوث فعالية جوية على السطح (التقاء الرياح الشرقية بالغربية) لما كانت ايضا قوية، فهذه الاسباب مجتمعة مع بعض، عملت على تقوية الفعالية الجوية كثيرا.
في الرسم التوضيحي المرفق، يتم توضيح كيف تطورت العاصفة الرعدية القوية فوق جبال عمان، وكيف التقت الرياح الشرقية المغبرة بالرياح الغربية الرطبة، حيث عملت ذرات الغبار على تقوية الغيوم الرعدية فوق العاصمة صباحا والتساقط الغزير للامطار. -( موقع "طقس العرب")