تحويل سجن السلط القديم لمعلم تراثي.. الانتظار سيّد الموقف

مبنى سجن السلط القديم-(الغد)
مبنى سجن السلط القديم-(الغد)
محمد سمور البلقاء - تتجه أنظار أبناء مدينة السلط للعمل على استكمال تحويل مبنى مركز الإصلاح والتأهيل (سجن السلط القديم)، واستغلاله ليكون معلما تراثيا، يخدم المدينة والمجتمع المحلي، وتحديدا فئة الشباب. ففي مطلع نيسان (إبريل) 2019، وافقت قوات الدرك على الاستفادة من مبنى السجن في مشروع ثقافي لمصلحة بلدية السلط الكبرى، والتي خاطبت وزارتي الداخلية والثقافة في 25 كانون الثاني (يناير) من العام ذاته، لإجراء اللازم، بناء على موافقة المديرية العامة لقوات الدرك بتخصيص المبنى أو التنازل عنه لأي جهة تراها وزارة الداخلية مناسبة، من باب حرص المديرية على المساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع المحلي. وتبلغ مساحة السجن 4 دونمات و304 أمتار، وكان المبنى قبل العام 2008 من ملاك الأمن العام، وعند فصل مديرية الأمن عن مديرية الدرك، ألحق المبنى بقوات الدرك. في تلك الفترة، اتجهت الدراسات لإنشاء متحف ومطعم في مبنى مركز الإصلاح والتأهيل، بعد دراسة تفاصيل المبنى من الداخل، بينما قدرت الكلفة المادية لصيانة المبنى بـ220 ألف دينار. الناشط الشبابي، إبراهيم علي أبو رمان، يؤكد أن موضوع سجن السلط القديم، كان محور حديث الكثير من شبان المدينة بالفترة الأخيرة، داعيا للإسراع باستغلال مبنى السجن، كونه يقع بمكان مميز على مدخل المدينة، بارتفاع مطل على السوق وشارعي الميدان والخضر وجبل القلعة والمنشية ومدرسة السلط الثانوية. ووفق أبو رمان، فإن المشروع ناجح مستقبلا، بحيث يمكن أن يكون فندقا يشمل الاهتمام بالسياحة الخارجية والمحلية، كما يمكن استغلاله مع برامج وزارة السياحة كـ"أردننا جنة" وغيرها وذلك بعد أن يكون مؤهلا لذلك. ومن الأفكار الأخرى التي يطرحها الشبان، بحسب أبو رمان، أن يكون المبنى مشغلا تدريبيا وتوظيفيا وإنتاجيا لشباب المدينة، مبديا تمنياته بأن يتم التعامل مع هذه الطروحات جديا، ما يسهم بتفعيله لخدمة المجتمع المحلي في مدينة السلط. طالبة القانون، ميسون سلامة الزعبي، عبرت من ناحيتها عن أسفها، من أن يبقى هذا الصرح مهجورا، برغم تمتعه بموقع استراتيجي أثري مطل على مباني السلط القديمة. وقالت إنها تتمنى تحويل هذا المبنى إلى معلم ثقافي سياحي ترفيهي، يدرج ضمن المسارات السياحية الرئيسية في مدينة السلط، معتبرة أن تحويله إلى معلم سياحي ثقافي ترفيهي، في غاية الأهمية، ليعمل على تنشيط السياحة في المدينة وتوفير فرص العمل للشباب. ووفق الزعبي، يمكن استغلال مساحات من مبنى السجن، بوضع ألعاب مثل (منقلة، شطرنج، رسم، فسيفساء المزييك). وانتقد الشاب سامي حمدان، ما وصفه بالبطء الشديد في إنجاز ما أعد له سابقا للاستفادة من مبنى السجن، مشيرا إلى أن بقاءه على هذا الحال، يثير الاستياء والحسرة، مضيفا أن للمبنى قيمة تاريخية وتراثية كبيرة، ويجب الإسراع في استغلاله بدلا من المماطلة. مسؤول سابق في بلدية السلط الكبرى، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أنه وبعدما تسلمت البلدية ملف مبنى السجن، تشكلت لجنة للكشف عليه، وحددت المشاكل الموجودة في المبنى، وبناء عليه، طرح عطاء لتقديم مقترحات لاستخدام المبنى. وأضاف أن مشروع استغلال المبنى قائم على 3 أجزاء، الأول، استخدام الساحات الأمامية لغايات ترفيهية، وإنشاء مطاعم، والثاني يتعلق بالجزء الداخلي منه، وكان المقترح بأن يستخدم لغايات طلابية، مثل المكتبات ومكان للدراسة، وتوفير مستلزمات ذلك، أما الجزء الثالث، فكان مقررا أن يكون متحفا يتناول التاريخ والحياة السياسية في الأردن. وقال "تم استكمال الجزء الثاني من المشروع، وكان يفترض عمل مخططات كاملة تفصيلية لتجديد العطاء وطرحه، لكن ذلك لم يتم بسبب حل المجالس البلدية نهاية آذار (مارس) الماضي". وأشار إلى أنه من المفترض أن يتم استكمال المشروع بعد طرح العطاء، حيث يعد هذا المشروع من أهم المشاريع بالمدينة، وتم أخذ آراء المواطنين وعمل استبيانات في نوعية الاستخدامات المطروحة.اضافة اعلان