تحيا الديمقراطية

معاريف

بن كسبيت  12/1/2016

الـ 23 شباط سيكون يوما مصيريا لليكود، للدولة والديمقراطية الاسرائيلية كلها. فعشرات آلاف منتسبي الليكود سيتدفقون لصناديق الاقتراع التي ستنتشر في مواقع مختلفة في أرجاء البلاد، ليحسموا من يقود الحزب، وعلى ما يبدو أيضا الدولة، في الانتخابات التالية (بعد اكثر من ثلاث سنوات): بنيامين نتنياهو أو بيبي. هذه ليست اسطورة اطفال ولا قصة مغرقة في الخيال. هذا سيحصل حقا. وسيكون هذا أحد أكثر السبل سخافة لإنفاق 4 ملايين شيكل من صندوق الدولة، ولكن أحدا لن ينبس ببنت شفة. لا في الليكود، حيث يسير الجميع على الخط مع الزعيم ويقفون بصمت متوتر، ولا في أجهزة سلطة القانون المختلفة، ولا في وسائل الاعلام التي حتى هي لم تعد ما كانت عليه ذات مرة.اضافة اعلان
 في واقع الأمر، نتنياهو لا يتنافس حتى ضد نفسه. فكي يحصل هذا ينبغي ان يتقرر ان تكون بطاقتان: واحدة "مع" (بيتي) والثانية "ضد" (بيبي). هكذا يتبع في استطلاعات الرأي العام وفي الانتخابات ذات المرشح الواحد. مع، ام ضد. امر أولي. ولكن حتى هذا أخاف رئيس وزرائنا. فإلى أن يكون أحد يقف امامه في الانتخابات التمهيدية، لا يكفي على ما يبدو. وبالتالي فقد قررت لجنة الانتخابات المركزية بان بطاقة واحدة ستكون "بنيامين نتنياهو"، والبطاقة الثانية لن تكون "ضد" بل ببساطة بطاقة بيضاء. وما هي البطاقة البيضاء؟ البطاقة البيضاء هي عدم المشاركة. هذا ما يقرر قانون الانتخابات للكنيست مثلا. البطاقات البيضاء لا تحصى ولا تشارك. هذا يعد امتناعا عن التصويت. ولكن ليس في الليكود. هناك، البطاقة البيضاء هي على ما يرام. المهم لا يمكن لاحد أن يقول "ضد" الزعيم القائم. فهذا قد يتسبب له بعدم ارتياح. وبالتالي فان اعضاء الحزب سيصوتون مع بيبي، او يمتنعون. وهذا يعني، بانه لا يوجد ضد بيبي. حسن ان هكذا. "ضد" بيبي هو كفر بالاساس. هذه مؤامرة خطيرة، هذا فعل لا يفعل في الديمقراطية الشمولية السليمة.
 كم محزن ان نرى دير الصامتين (في افضل الاحوال) او الطائعين (حسب يوفال شتاينتس) في الحزب، ممن يطأطئون الرأس ببهجة ويقبلون الحكم. شتاينتس، على سبيل المثال، الذي هجم على أول مايكرفون يلقاه في طريقه كي يعلن تأييده الحماسي "لمبادرة تقديم موعد الانتخابات التمهيدية" لانه على حد قوله "الليكود كحزب حاكم يحتاج الى الاستقرار وقدرة الحكم، ولا حاجة الى هز الحزب كل سنتين – ثلاث سنوات في انتخابات تمهيدية". نهاية الاقتباس. نعم، هو حقا قال هذا، وكأن الليكود هو حزب يغير زعماءه مثل حزب العمل.
  أخي العزيز يوفال شتاينتس، منذ قيام الليكود لم يكن فيه سوى أربعة زعماء فقط: مناحم بيغن، اسحق شمير، بنيامين نتنياهو وارئيل شارون. هذا هو. احد من زعماء الليكود لم ينحيه الحزب او يخسر في الانتخابات التمهيدية. الاستقرار وقدرة الحكم، موجودان في الليكود منذ تأسس. لا توجد أي ضرورة لاتخاذ خطوات كورية – شمالية كي يتحقق أخيرا الاستقرار المنشود للحزب. وانت مدعو لان تهين ذكاءك نفسك، ولكن لماذا تهين ذكاءنا ايضا؟