تخرج الروضة.. فرحة الأهل وثمرة تعبهم الأولى

110-1102011_ceremony-doctor-pre-school-graduation-pre-kindergarten-kindergarten
110-1102011_ceremony-doctor-pre-school-graduation-pre-kindergarten-kindergarten
ديمة محبوبة عمان – تدريبات مكثفة، تحضيرات على قدم وساق، أغان ورقصات، بروفات تسلم الشهادات، زينة، وأضواء وديكورات، إضافة إلى نصوص لمسرحيات وعروض، وفي النهاية أرواب تخرج وقبعات، وكأننا نتابع تخريج كبرى الجامعات. هذه مشاهد من حفل تخرج إحدى رياض الأطفال، التي تمثل نموذجا لما يحدث في مختلف المؤسسات التعليمية لهذه الفئة، الذين يتراقصون على أنغام الموسيقا، وينشدون أجمل الألحان، وعيونهم تناجح أهلهم على الجهة المقابلة. في الجهة المقابلة، يجلس الأهالي بقلوب تتراقص فرحا بتخرج ذلك الطفل أو الطفلة اللذين يكبران ويسيران بخطواتهما الغضة إلى المستقبل المنير الذي يتمناه الأبوين لهما، وفي الوقت ذاته تتراقص دموع الفرح والخوف عليهما في أعينهم، لتتكون أعظم مشاعر عند الأبوين. حفل تخريج الأطفال من مرحلة الروضة، هي أولى فرحات الأهل، ويرون من خلالها ثمرة تعبهم وسهرهم على تربية أبنائهم، والبداية لحياة جديدة أكثر التزاما وتحمل للمسؤولية وكسب مهارات جديدة تفيدهم بما هو آت، ويعد مرحلة انتقال من مرحلة إلى أخرى. تصف خولة وهي أم لطفلين، شعورها بابنتها التي تخرجت مؤخرا من مرحلة التمهيدي، "كنت أشعر بأن لهذا الحدث فرحة غريبة عما مررت به معها من قبل، لكن عندما فتحت الستارة وشاهدتها تقف مع زملائها وزميلاتها وهي بملابس التخرج تملكتني مشاعر كثيرة متناقضة من فرح لأنها كبرت وكم هي جميلة، وكذلك مشاعر خوف عليها من المستقبل الذي أتمنى أن يكون جميلا لها ويحمل لها مفاجآت سارة". ولم تتوقع خولة بأن مشاهد فرح ابنتها طيلة ساعات حفلة التخرج والتي امتدت ثلاث ساعات تتسبب ببكائها طيلة الوقت، ولا تعلم إن كانت هذه المشاعر ستتملكها خلال تخريج ابنتها من كل مرحلة دراسية. أما زوجها، توقع أنها حفلة طفولية فقط لتشجيع الأطفال للمراحل اللاحقة، لكن ما حدث فعلا كان مشاهدته لابنته تقوم بالعروض الجميلة، ومدى تحضيرها لهذه الحفلة هي وزملاؤها وزميلاتها مع المعلمات والجهد الذي قدمته لتلفت نظر الجميع، وتمكنها من أدائها في الدبكة والرقصة ورواية قصة جميلة باللغة الانجليزية، وكذلك غناء العديد من الفقرات باللغتين العربية والانجليزية. وجد نفسه في قمة التأثر بما تقوم به ابنته، ومدى أهمية ما قامت به هي ومن حولها لهذه الحفلة الجميلة والتي أظهرت كم أن ابنته كبرت وقادرة على تحمل المسؤولية وأنها بالفعل اليوم هي بدأت بدرجات السلم نحو مستقل يتمنى أن يكون جيدا ويحمل الكثير من الخير والنجاح لابنته. وتبين إحدى المعلمات لمرحلة التمهيدي كرستينا بأن هذه الحفلة يحضرون لها منذ فترة طويلة لما تحمله من نشاطات كثيرة وتحتاج إلى تركيز الأطفال بأذهانهم وأجسادهم لحفظ الأغاني والرقصات وكذلك كلمات الإلقاء. وتؤكد أن الحفل يدخل الفرحة والسرور "إذ إن الأطفال يدخلون هذه المرحلة ومهما كانوا أذكياء أو لديهم حضورا، إلا أنهم بحاجة إلى عناية كبيرة لوضعهم على الطريق الصحيح وصقل خبراتهم، وتكون النتيجة بردود فعل الآباء والأمهات لما يروه. ويدخل الطفل للمرحلة التمهيدية للمدرسة، ومن خلال المشاركات الكثيرة بنشاطات اجتماعية وتشاركية بينه وبين زملائه وزميلاته في العام الدراسي ليلمس الاختلاف الذي حققه خلال العام. كذلك، مدى التطور الذي يحققه أيضا، فيصبح أكثر جرأة واستقرارا، بعيدا عن الخجل بعض الشيء، ويكتسب قدرات ومهارات مضاعفة. وتؤكد أنها وفي كل عام تتفاجأ من الامكانات التي تجدها في أطفالها خلال التدريبات وحبهم للعمل وكم المسؤولية التي يأخذوها على كاهلهم وكل ذلك "حتى ماما وبابا ينبسطوا" على حد قولها لما تسمعه من طلابها وطالباتها. في حين تلفت مدير إحدى المدارس للمرحلة التمهيدية للطلاب قبل المدرسة هالة يونس إلى أن مرحلة التمهيدي للطالب تصقل شخصيته ويصبح شخصا آخر وأكثر مسؤولية وتعاونا في حال دخوله للصفوف الأولى قبل المدرسة. وعندما يرى التشجيع والحب والفرح بعيني ذويه خلال الحفل يجد نفسه شخصا مسؤولا بالفعل ومحبا للعلم والعمل، وأكثر اصرارا على تنفيذ النشاطات باجتهاد، ويتحسن اداؤه ليلفت النظر إليه دائما ويلقى التشجيع والمحبة في حفل التخرج. وتؤكد يونس أن التدريبات لحفلات التخرج الجميلة والمتقنة تحتاج إلى الوقت الطويل وتجهيز الطالب خلال العام بنشاطات عدة كالإلقاء أمام الطلاب والمجموعات والمشاركة في العمل، ومن كثرة حماسهم لهذه الحفلة وجدت أنهم فضلوا التدريب على اللعب في نهاية العام. في حين يبين اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة بأن التعامل مع الطفل وإشعاره بمدى أهمية الانجاز الذي يحققه في هذه المرحلة وحتى في كل مرحلة من حياته يعود عليه بالفرح والثقة والشعور بالإنجاز الحقيقي وتحمل المسؤولية. ما يجعله يدرك بأن المراحل الدراسية اللاحقة للتمهيدي هي مهمة وكل ما كان التركيز عليها والعمل بها وتقديم الدراسة والفهم فيها كلما كان الانجاز أفضل وما يعني أن الفرح والسرور عند الطرفين كطلاب وأهالي كبير وله أثر نفسي كبير عليهما.اضافة اعلان