تدوين المهام ضمن "جداول" يساعد بتنظيم الوقت في رمضان

تدوين المهام ضمن "جداول" يساعد بتنظيم الوقت في رمضان
تدوين المهام ضمن "جداول" يساعد بتنظيم الوقت في رمضان
ديمة محبوبة عمان – ضيق الوقت في شهر رمضان يجعل الكثير من المخططات والمهام لا تدخل حيز التنفيذ؛ لعدم التمكن من الالتزام بها، أو إنجازها؛ ولتفادي هذه المواقف المتكررة، ينبغي إدارة الوقت جيدا لتحقيق المراد من الشهر الكريم. وهنا يلجأ العديدون لتدوين المهام المطلوبة منهم بشكل يومي عبر جداول يتم تعليقها بأكثر الأماكن المستخدمة في البيت، فذلك يساعدهم على ترتيب الأولويات في أيام الصوم وإعطاء كل شيء حقه. علياء وليد، ربة منزل وأم لثلاثة أبناء، تشكو من ضيق الوقت وعدم قدرتها على القيام بكل العبادات الرمضانية، كما حدث معها في رمضان العام الماضي، إذ كان الوقت يضيع بين الواجبات والمسؤوليات البيتية والأسرية والاهتمام بالأطفال، وما يأخذ الوقت الأكبر هو حضور الحصص مع ابنتها الكبرى، فما أن تنتهي الواجبات حتى تبدأ بالتحضيرات لمائدة الإفطار، فلا تستطيع أن تنجز إلا الصلوات المفروضة والتسبيح أو الاستغفار أثناء إعداد الطعام. لكن هذا العام، قررت أن يكون الوقت الأكبر للقيام بالعبادات، ولتساعد نفسها على ذلك أعدت قبل دخول رمضان جدولين أحدهما للمسؤوليات العائلية والطعام، وآخر للعبادات وما تريد أن تنجزه خلال الشهر. هذه الجداول علقتها في ثلاثة أماكن: المطبخ وغرفة نومها وفي صالة الجلوس، لتذكرها بما عليها من مهام. وتتفق هالة مروان التي لجأت لهذه الطريقة منذ العام الماضي، ولم تجعل الوقت يمر من دون انجاز مهامها، إذ رتبت الوقت بما يتناسب مع الواجبات العائلية وما يحتاجه التحضير لمائدة الإفطار، وتقسيم جدول العبادات على مدار اليوم بحيث تنام مبكرا نوعا ما، وتستيقظ قبل صلاة الفجر بساعتين، لتقيم الليل وتقرأ ما لا يقل عن 15 صفحة من القرآن الكريم، وتستغفر الله وتدعو لنفسها ولعائلتها، وأن تحضر السحور وتصلي الفجر ثم تخلد للنوم ثانية، لتستيقظ عند الساعة التاسعة لتحضر أطفالها لمشاهدة دروسهم ومتابعتهم أولا بأول، وفي هذه الأثناء تقوم لتحضير الطعام، وتنظف البيت كون أطفالها يجلسون لمتابعة الحصص. وتتابع هالة؛ قبل صلاة العصر تأخذ قيلولة لمدة نصف ساعة لتؤدي صلاة العصر ثم الدخول إلى المطبخ للتحضيرات النهائية لوجبة الإفطار، وبعدها تشارك عائلتها بتأدية صلاة التراويح ثم تجهز الحلويات وتقرأ ما تيسر من القرآن الكريم. وتقول إن ساعات الحظر الجزئي، ورغم صعوبتها إلا أنها أعطتها مساحة أكبر من الوقت لأداء العبادات على أكمل وجه. اختصاصي علم الاجتماع حسين خزاعي يؤكد أن الإنسان عليه أن يحدد أربعة معايير، وهي معرفة الطاقة التي يمتلكها، والوقت المتاح له، ولمن سيمنح الأولوية، وما طبيعة المهمة التي سيقوم بها. ويؤكد أن شهر رمضان تتسابق الناس فيه لتأدية العبادات، من أجل التقرب إلى الله، وفي العادة لا يجد الشخص وقتا في فترة المساء، لذلك يعتقد الشخص أن الطاقة التي يمتلكها لن تكفيه، وحتى يتجنب الشعور بذلك فإنه يحتاج لتعلم كيفية إدارة الوقت في رمضان. التنظيم والادارة الصحيحة للوقت، بحسب خزاعي، هما الأساس وذلك عبر استخدام الجداول وتوزيعها على أكثر من مكان داخل أركان المنزل، لكي يتم الالتزام بها، مع تأكيده أهمية الابتعاد عن السهر، إذ أن عدم الحصول على ساعات نوم كافية خلال ساعات الليل يؤثر على النشاط في فترة الصباح، وبالأخص للأشخاص العاملين الذين يجب أن يستيقظوا باكرا للذهاب إلى العمل. أما الموائد الرمضانية، فإن تحضير بعض الأطباق سهلة الإعداد ووضعها في الثلاجة، أمر يمكن استغلاله في فترة النهار، ومن الأفضل تحضير أكلات تكفي لأكثر من يوم، ويبقى بعد ذلك التجهيزات النهائية. وهنا يظل لربة الأسرة أو المرأة العاملة وقت للعبادة والاهتمام بالأبناء وتعليمهم أشياء جديدة تفيدهم. ويشدد الخزاعي على أن أفضل طريقة لتنظيم الوقت في الأيام العادية، وبالأخص في رمضان هو تدوين المهام التي يجب القيام بها في اليوم التالي على ورقة، وتحديد الأعمال التي انتهت بعلامة حتى يشعر الشخص بالإنجاز، ويعطي مثالا على ذلك بتدوين الأجزاء القرآنية التي ينبغي قراءتها في اليوم، وتحديد الوقت الملائم لذلك.اضافة اعلان