تراجع حدة العبء المادي على الأسر جراء تباعد المدة بين العيد والعودة للمدارس

مواطنون يتسوقون في منطقة وسط البلد - (تصوير: محمد مغايضة)
مواطنون يتسوقون في منطقة وسط البلد - (تصوير: محمد مغايضة)

هبة العيساوي

عمان- "مبسوطين إنه هذه السنة أهون علينا ماديا لأن المدارس تفتح بعد شهر من العيد ويتصادف ذلك مع صرف الراتب"، هكذا عبرت منى العبيدي عن فرحتها لعدم تزامن العيد مع بداية العام الدراسي والذي كان يستنزف ميزانيات الأسر في الأعوام السابقة.اضافة اعلان
وتقول العبيدي (الأم لخمسة أطفال)، "كنت أنا وزوجي كل رمضان نحمل هم ملابس المدارس والعيد بعد خروجنا من الشهر مديونين ولكن الحمدلله هذا العام أخف من
السابق."
وتضيف أن العام الدراسي الجديد سيكون مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل ويتزامن مع استلام الراتب، مشيرة إلى أنه بذلك يستطيع زوجها شراء معظم ما يحتاجه أبناؤها الثلاثة الذين يدرسون في المدارس الحكومية.
وتشير العبيدي (32 عاما) إلى أن راتب زوجها، الموظف في القطاع العام، لايتجاوز الـ 700 دينار ويتوزع بين فواتير الكهرباء والماء وأجرة المنزل والمصاريف اليومية ولا يبقى للإدخار شيء.
وتبين أن شهر رمضان الحالي لم يشهد ارتفاعا في الأسعار للمواد الغذائية مقارنة بالأعوام السابقة.
من جانبه، اتفق رب الأسرة محمد زواهرة مع العبيدي، مبينا أن الضغط المادي هذا العيد أقل من السابق نظرا لعدم تزامن موعد الدوام المدرسي مع حلوله.
ويقول زواهرة، الأب لأربعة، أبناء ثلاثة منهم على مقاعد الدراسة إنه "في العادة أخرج من رمضان وراتبي بالسالب واستقبل العيد بديون ولكن هذا العام أهون لأن رمضان والعيد والمدارس توزعوا على بداية كل شهر مع راتبه."
ويشير الزواهرة (49 عاما) والموظف في القطاع الخاص إلى أن إحدى بناته تدرس في الجامعة والباقي في المدارس لذلك يحتاجون إلى ميزانية كبيرة دائما.
وأما بالنسبة للأسعار والمصاريف الدائمة، يبين الزواهرة أن رمضان الحالي لم يشهد نقصا في المواد أو مغالاة في الأسعار على غير العادة كما في الأعوام السابقة.
ويقول ممثلون عن التجار في الأسواق إنه لم تطرأ ارتفاعات تذكر على أسعار معظم المواد الغذائية في السوق المحلية خلال شهر رمضان الحالي أو حتى شكاوى متكررة من قبل مواطنين بسبب زيادة الأسعار على غرار ما كان يحدث في سنوات ماضية نتيجة توفر كميات كبيرة من السلع.
استاذ الاقتصاد، الدكتور محمد العبادي يقول إنه في العادة المصاريف والنفقات تتضاعف في شهر رمضان نتيجة الولائم الرمضانية وما يشتهيه الصائم من الطعام كل يوم.
ويبين العبادي أن المواطن الحكيم يستطيع الموازنة بين مصاريفه وعدم التبذير والابتعاد عن الانفاق غير الضروري، وخاصة أن الصيف أصبح يجمع الكثير من المناسبات وهي رمضان والعام الدراسي الجديد والأعياد.
ويشير إلى أنه في العادة يقوم الموظف بطلب سلفة على الراتب أو اللجوء للقروض للوفاء بالالتزامات التي عليه عندما كان يتزامن العيد مع المدارس ورمضان، ولكن هذا العام لم تتزامن هذه الثلاثية في الموعد، الأمر الذي يقلل من الضغط على ميزانية الأسر.