ترامب الإسرائيلي.. وفتح وحماس

اعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فاق كل الرؤساء الأميركيين بدعمه لكيان الاحتلال الإسرائيلي. فهذا الرئيس ومنذ جاء إلى سدة الحكم في البيت الأبيض وهو يتخذ القرارات لصالح هذا الكيان على حساب الشعب العربي الفلسطيني، بشكل مغاير لكل القرارات الأممية التي أيدت اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين.اضافة اعلان
ولا داعي لسرد مجموعة القرارات والإجراءات التي اتخذها ترامب وادارته دعما لهذا الكيان الغاصب، فهي كثيرة ويعرفها الجميع بدءا من تأييد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس مرورا بنقل السفارة الأميركية للقدس والاعتراف بها عاصمة للكيان، وانتهاء بالاعداد لصفقة القرن التي يسعى ترامب من خلالها لتصفية القضية الفلسطينية.
ولقد انبرى ترامب وادارته لمهمة في غاية الخطورة، ألا وهي دفع الدول العربية التي لا تقيم علاقات رسمية مع هذا الكيان لتطبيع علاقاتها معه وإعلانها رسميا.
ولذلك، قامت هذه الإدارة بتنظيم مؤتمر وارسو الذي جمعت فيه دولا عربية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لقد كان واضحا نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، في كلمته بالمؤتمر، عندما أشار إلى حقبة جديدة بدأتها المنطقة، لأن المؤتمر جمع بين نتنياهو وبعض القادة العرب.
ومن التصريحات العديدة حول أهداف هذا المؤتمر الذي دعت اليه ونظمته واشنطن، تحويل الكيان الإسرائيلي من عدو للعرب إلى صديق لهم. وايضا، البدء في تنفيذ صفقة القرن التي هدفها الأول والأساس تصفية القضية الفلسطينية.
نحن، فعلا أمام حقبة جديدة، فهذه الإدارة الأميركية المتصهينة أكثر من الصهاينة، لاتتوانى عن اتخاذ كل الخطوات والإجراءات لخدمة الكيان الإسرائيلي، ولا تلتفت أبدا لمصالح حلفائها من الدول العربية، فالمصلحة الإسرائيلية بالنسبة لترامب وإدارته تعلو على كل المصالح حتى ولو كانت مصالح أميركية.
في هذه الأثناء يشن ترامب هجوما شرسا على عضوتي الكونغرس الأميركي الجديدتين، الهان عمر ورشيدة طليب لموقفهما ضد الكيان الإسرائيلي وسياسته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني.
فترامب، لم يتحمل صراحة الهان عمر، عندما أكدت أن أموال منظمة "ايباك" اليهودية في أميركا هي التي تدفع السياسيين الأميركيين لتأييد إسرائيل وسياستها العدوانية.
ترامب اعتبر هذا الموقف معاديا للسامية وإسرائيل ودعا النائبة للاستقالة من الكونغرس، لأنه لايتحمل أي انتقاد لإسرائيل، ولايقبل أي اساءة لها، فهذا الكيان بالنسبة له أولوية لا تساويه أية أولوية.
فعلا ، هذه المرحلة من أصعب المراحل التاريخية التي تمر على القضية الفلسطينية، وتحتاج إلى مواقف فلسطينية وعربية تناسبها. وللأسف الشديد فان موقف الفصائل الفلسطينية الكبيرة وبالتحديد موقفي حركتي فتح وحماس لا يرقى إلى ذلك. فهذان الفصيلان المهمان بالساحة الفلسطينية، لايتفقان على شيء، مع أن عدوهما واحد، ويواصلان الانقسام والخلاف في وقت هما والشعب الفلسطيني بأمس الحاجة فيه للوحدة.
نعم مصيبة الشعب الفلسطيني والعرب بالموقف الأميركي الداعم لإسرائيل، ولكن ايضا مصيبته في موقف فصائله التي لا تواجه مخططات تصفية القضية الفلسطينية بموقف صلب وموحد، وانما بانقسام يساهم بتمرير مؤامرات تصفية القضية.