ترامب خسر .. لكن الكثير من الجمهوريين يتظاهرون بأنه لم يفعل

رأي هيئة التحرير - (الواشنطن بوست) 9/11/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة

اضافة اعلان

كان أي رئيس عادي ليتصل منذ فترة طويلة بخصمه ويلقي خطاب تنازل كريم، ويأمر موظفيه بالاستعداد لتسليم السلطة. لكن رفض السيد ترامب المثير للشفقة للاعتراف بالهزيمة أدى إلى تأخير الانتقال الذي كان يجب أن يبدأ على الفور.

  • * *
    شهد يوم الاثنين الماضي مرور يومين على انتهاء السباق الرئاسي في الولايات المتحدة -يومين على الوقت الذي ينبغي أن يكون الرئيس ترامب قد تنازل فيه عن السلطة وشرع في التعاون مع الرئيس المنتخب جو بايدن لإجراء عملية انتقالية منظمة. ومع ذلك، لم يُظهر السيد ترامب أي علامة على قبول الواقع أو أي احترام لإرادة الناخبين الأميركيين. والآن، يقوم من يُسمون بقادة الحزب الجمهوري، الذي كانوا على مدى أربع سنوات مُمكّني السيد ترامب في تقويضه للمعايير الدستورية، ودعم افترائه غير النزيه على الديمقراطية الأميركية نفسها.
    كان أي رئيس عادي ليتصل منذ فترة طويلة بخصمه ويلقي خطاب تنازل كريم، ويأمر موظفيه بالاستعداد لتسليم السلطة. لكن رفض السيد ترامب المثير للشفقة للاعتراف بالهزيمة أدى إلى تأخير الانتقال الذي كان يجب أن يبدأ على الفور. وقد رفضت إميلي مورفي، مديرة إدارة الخدمات العامة، حتى كتابة هذه السطور إصدار وثيقة لبدء عملية الانتقال، ما أدى إلى تأخير تسليم الأموال والمساحات المكتبية، والمعدات والموارد الحكومية الأخرى من النوع الذي حصل عليه السيد ترامب بلا سؤال بعد فوزه في انتخابات العام 2016. وليس إنكار الواقع الذي يعتصم به السيد ترامب مجرد سلوك خالٍ من اللباقة ومثير للحنق، بل إن صبيانيته قد تجعل من الأصعب على الإدارة الجديدة أن تبدأ العمل وتنطلق بحماس في كانون الثاني (يناير) أيضاً.
    ربما كان الناس يأملون في أن يتجه كبار الجمهوريين، مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي أعيد انتخابه مؤخرًا، ميتش ماكونيل (كنتاكي)، إلى وضع مصلحة الأمة أخيراً في مرتبة متقدمة على الحسابات السياسية، ويصطفون مع الدولة لتجنب المزيد من تآكل الإيمان بالديمقراطية بين أولئك الذين يتم تشجيعهم على الاعتقاد بأن الانتخابات قد سُرقت. لكنهم بدلاً من ذلك يعتصمون بالصمت -أو ما هو أسوأ. فقد أعلن السناتور ليندسي أو. غراهام (جمهوري عن كارولينا الجنوبية) يوم الأحد أن "ترامب لم يخسر. لا تتنازل يا سيادة الرئيس. حارب بقوة". وسرد حفنة من المخالفات الطفيفة المزعومة، التي هي أصغر بكثير من أن تؤثر على النتائج. وأصر السناتور تيد كروز (جمهوري عن تكساس) يوم الأحد على أن "الرئيس ترامب ما يزال أمامه طريق إلى النصر، وهذا الطريق هو عد كل صوت قانوني تم الإدلاء به -وإنما أيضًا عدم احتساب أي أصوات تم الإدلاء بها بطريقة احتيالية أو بشكل غير قانوني". وأشار السيد مكونيل، أيضًا، إلى وجود مخالفات خطيرة، وقال: "يجب عد جميع بطاقات الاقتراع القانونية. يجب عدم احتساب أي أوراق اقتراع غير قانونية. يجب أن تكون العملية شفافة -أو تمكن مراقبتها- من جميع الأطراف".
    ومع ذلك، اختار بعض الجمهوريين مسارًا أكثر لباقة. فقد هنأ السيناتور بن ساسي (جمهوري عن نبراسكا) يوم الأحد "الرئيس المقبل، جو بايدن، ونائبة الرئيس المقبلة، كامالا هاريس". وقال الرئيس السابق جورج دبليو بوش يوم الأحد: "على الرغم من وجود خلافات سياسية، فإنني أعرف أن جو بايدن رجل طيب، وقد فاز بفرصته لقيادة وتوحيد بلدنا". وقال السناتور ميت رومني (جمهوري عن ولاية يوتا) يوم الأحد: "من المدمر لقضية الديمقراطية أن نقترح تفشي الاحتيال أو الفساد. ليس هناك دليل على ذلك في هذه المرحلة. وأعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا أن ندرك أن العالم يراقب".
    يعمل السيد ترامب والذين يقومون بتمكينه على تغذية أحلام محمومة بين مؤيدي ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بأن برنامج عد الأصوات حوّل سراً أعدادًا هائلة من الأصوات إلى السيد بايدن، أو أن عدادات التصويت في فيلادلفيا شوهت الحصيلة خلف أنظار مراقبي الانتخابات، أو أن المحكمة العليا سوف تلغي عدداً كبيراً جداً من الأصوات بحيث سيظل الرئيس متفوقاً. وهذه كلها مجرد تخيلات، لكنها تظل مع ذلك خطيرة. وسوف تؤدي الرواية الزائفة عن الانتخابات المسروقة إلى تعطيل جهود السيد بايدن لإعادة توحيد الأمة وحكمها، لأنها تلوث سمعة الولايات المتحدة -والديمقراطية- في جميع أنحاء العالم.

*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: President Trump lost. Too many Republicans keep pretending he didn’t.