ترامب وبوتين يلتقيان عند بقاء الأسد

جنود سوريون في ريف حماة خلال المعارك ضد التنظيمات المتشددة اول من امس.(ا ف ب)
جنود سوريون في ريف حماة خلال المعارك ضد التنظيمات المتشددة اول من امس.(ا ف ب)

لندن – مع اعلان الإدارة الأميركية قبولها ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم، ظهرت أسئلة كبرى لا إجابات عنها حتى الآن خصوصا حول الإستراتيجية الأميركية بشأن التفاوض الممكن مع رئيس حقق مكاسب عسكرية بدعم روسي وايراني لكن جيشه لا يزال عاجزا عن السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.اضافة اعلان
وأعلنت واشنطن الخميس صراحة أن إزاحة الأسد لم تعد من أولويات الإدارة الجديدة، في انعطافة رئيسية للسياسة الخارجية الاميركية التي ظلت منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس/أذار 2011 تنادي بإزاحة الأسد عن السلطة.
وقال البيت الأبيض الجمعة إن على الولايات المتحدة قبول الواقع السياسي بأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد يحدده الشعب السوري وأن تركيز الولايات المتحدة الآن في المنطقة يجب أن ينصب على هزيمة تنظيم داعش.
وخلال حملة الانتخابات الرئاسية، صرح دونالد ترامب بانه على رغم عدم اعجابه بالرئيس السوري لكنه سيكون سعيدا اذا تمكن الاسد من القضاء على الدولة الاسلامية.
ولكن منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، نأى ترامب بنفسه عن صياغة تحالف عسكري في سوريا مع الروس الذين تدخلوا بشكل حاسم لدعم الاسد خصوصا في استعادة حلب، كبرى المدن السورية التي خرجت عن سيطرة النظام.
وبدلا من ذلك، ركزت الإدارة الجديدة على جانب واحد فقط في الحرب السورية: مساعدة المقاتلين السوريين على استعادة الرقة التي اعلنها التنظيم المتشدد عاصمة للخلافة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في مقال ان الإدارة الأميركية لم تقدم مؤشرات على إستراتيجيتها في احتمالات التفاوض بشأن تسوية سياسية شاملة بوجود الاسد الذي لا يمكنه الصمود من دون دعم روسيا وحزب الله والميليشيات الشيعية التي ارسلتها ايران.
كمان ان واشنطن لم توضح رأيها في طبيعة السلطة التي ستحكم الرقة بعد طرد الدولة الاسلامية ولا في كيفية انشاء مناطق آمنة للنازحين أو مثلما سماها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون "مناطق استقرار مؤقتة".
وكانت الإدارة الأميركية قالت الخميس ان رحيل الأسد لم يعد "أولوية" وبأنها تبحث عن استراتيجية جديدة لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات في سوريا.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا التي تمزقها الحرب لم تعد تركز على إزاحة الرئيس السوري.
وأوضحت "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد. أولويتنا هي كيفية انجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا."
وتابعت "لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة."
وفي الاتجاه ذاته، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الأسد.
وكان هذا أوضح مؤشر حتى الآن الى سياسة الادارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا ومصير الأسد. وترفض المعارضة السورية حتى الان بقاء الاسد في السلطة باعتباره المسؤول عن حرب دخلت الشهر الماضي عامها السابع.
وانتهت الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف حول سوريا برعاية الأمم المتحدة الجمعة من دون أن يطرأ أي تغيير على مواقف الحكومة والمعارضة رغم محاولتهما إظهار إيجابية للمضي في مسار التفاوض.
وكانت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أقرت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 القرار 2254 الذي ينص على خارطة طريق لحل سياسي في سوريا.
وإلى جانب مفاوضات بين المعارضة والنظام مثل تلك التي تجري في جنيف ووقف اطلاق النار، يقضي النص بإقامة حكومة انتقالية واجراء انتخابات.(وكالات)