ترامب ونقمة الفيروس

1
1

يديعوت أحرنوت

بقلم: ناحوم برنياع

اضافة اعلان

4/10/2020

إذا كان أطباء الرئيس ترامب يقولون الحقيقة فإن وضعه، صحيح حتى يوم أمس، ممتاز حقا. فإذا كانوا يقولون الحقيقة: فإن رفضهم في اثناء الإحاطة الصحفية التي قدموها امس، للاجابة على اسئلة اساسية خلّف وراءه أثرا من الشكوك. الافتراض هو أن خلف الابتسامة الواسعة لطبيب الرئيس، شون كونلي، يختبئ قلق حقيقي، وبقيت الاسئلة مفتوحة: هل سيخرج ترامب من هذا حيا، واذا كان كذلك، فهل سيخرج منه بلا ضر.
الامراض الرئاسية تستدعي الاكاذيب. فقد انتخب فرانكلن روزفيلت لأربع ولايات دون ان يعرف ناخبوه أنه مشلول في نصف جسده الاسفل، مرتبط بكرسي المقعدين ويعاني من سلسلة من الامراض التي تجعل من الصعب عليه أداء مهامه؛ جون كيندي كان يبتلع كل يوم كمية كبيرة من مسكنات الآلام وناخبوه لم يعرفوا؛ دونالد ريغان اصيب بنار مغتال. استلقى بلا وعي في ذاك البرج الذي ينزل فيه ترامب اليوم لتلقي العلاج. وحسب القانون، يتعين على نائبه ان يشغل مكانه. ولكن رئيس طاقمه جيمز بيكر رفض اتمام العملية. فقد أمر بإصدار بلاغات كاذبة تفيد أن الرئيس يؤدي مهامه كالمعتاد.
إسرائيل لا تختلف في هذا الشأن عن الولايات المتحدة. فأمراض غولدا مائير، مناحم بيغن وارئيل شارون لم يبلغ بها الجمهور في موعدها او بُلغ بها بعد ان لطفت بتشخيصات متفائلة، عديمة الاساس الطبي. والاطباء تعاونوا.
لو كان وضع ترامب حسنا لكان ظهر امس امام الكاميرات بنفسه او، للاسف، كان سيغرق الشبكة بتغريداته. حين اكتفى بثلاث تغريدات ملأت الشكوك الشبكة. هذا عقاب يقع على مغرد أعلى: فليس له ترف الصمت.
الشهر المتبقي حتى يوم الانتخابات كان يفترض أن يكون شهر ترامب. فقد تقررت له مهرجانات في كل الولايات المترددة، كل مساء تقريبا. وقد ألغيت لحظات الظهور ولكن ليس واضحا لأحد ماذا سيكون دور ترامب لاحقا، هل سيعود للظهور ام سيضطر للبقاء في الخلف. يمكن للحملة الديمقراطية أن تتدبر دون ظهور لبايدن؛ اما الحملة الجمهورية فقد كانت مبنية كلها على ترامب.
على الحملة أن تبني من جديد مكانة نائب الرئيس مايك بينيس. وحتى يوم امس كان بينيس لترامب ما كانه سانشو بانشو لديون كيشوت. لكن مرض الرئيس يخلق فراغا، وبينيس هو الوحيد الذي يمكنه أن يملأه.
عجز محتمل لترامب يخلق سلسلة من المشاكل القانونية التي لا يوجد لها حل بسيط. فماذا سيفعل الحزب الجمهوري اذا فقد عشية الانتخابات مرشحه؟ الملايين صوتوا منذ الآن، من خلال البريد. فما العمل بتصويتهم؟ ماذا سيفعل المجلس الانتخابي؟ لا يوجد لهذا رد واضح في القانون.
سيتعين على الحملة الجمهورية ان تغير الآن موقفها من الوباء. فقد وصفه ترامب في البداية "مزحة"، "انباء ملفقة" ومؤامرة إعلامية. وهزأ من بايدن لأنه يضع الكمامة وأوصى ناخبيه بأن يستخفوا بالكمامة وبواجب التباعد. وعندما أمر مجلس الامن القومي عامليه بوضع الكمامة أغلى رجال ترامب الامر بحجة أن "هذا لا يبدو جيدا". اما الآن فالكل يضع الكمامة والناطقة بلسان البيت الأبيض تدعي أن ترامب تعاطى مع المرض بكل الجدية من اليوم الأول.
ثمة غير قليل من المفارقة في حقيقة أن هذا يحصل بالذات لترامب، وبالذات في هذا التوقيت. من جهة، هذا ليس مفاجئا: فسلوك ترامب الشخصي استدعى العدوى. ومن جهة أخرى هذه مفاجأة هائلة. كل الفترة الرئاسية لترامب تميزت بارتفاعات وانخفاضات ساحقة، تقلبات البطن، مثل القطار في مدينة الملاهي. احد لم يتوقع هذه الثورة.
بايدن تمنى له، بالطبع، الشفاء العاجل. هذا ما ينبغي ان يقال في هذه الظروف. ولكن عندما صعد بايدن امس على مدرج طائرته، في الطريق الى الحدث الانتخابي التالي، كانت خطواته اسرع قليلا، واثقة اكثر قليلا. فلنقل اني انا الذي اصبت وليس ترامب، قال لنفسه وابتسم. فماذا كان سيقول عندنا؟