ترامب يتوعد إيران برد على الهجوم ضد منشأتي نفط سعوديتين وإيران ترفض الاتهام

عواصم - فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أنّ الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" للردّ على الهجوم الذي استهدف البنية التحتيّة النفطيّة السعوديّة، من خلال طائرات مسيرة وحمّلت إيران مسؤوليّته، رفضت طهران اتهامات واشنطن، معتبرة أن هدف التهديد تبرير أي خطوات انتقامية قد تتخذ بحقها. وقال ترامب على تويتر إنّ "إمدادات النفط في السعوديّة تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّنا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للردّ على أساس عمليّة التحقّق، لكننا ننتظر من المملكة العربية السعودية أن تُخبرنا مَن تعتقد أنّهُ سبب هذا الهجوم، وبأيّ أشكال سنمضي قدمًا". إلى ذلك أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن أمس أن الأسلحة المستخدمة في الهجمات على منشآت نفطية في المملكة "إيرانية"، ما يؤجّج المخاوف من احتمال اندلاع نزاع اقليمي بعد تلويح واشنطن برد عسكري على العملية. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي في الرياض إن "التحقيقات الأولية للهجوم الإرهابي على خريص وبقيق تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة هي إيرانية". وتابع "الهجوم الإرهابي لم يكن من داخل الأراضي اليمنية كما تبنت المليشيات الحوثية"، معتبرا ان "المليشيات الحوثية مجرد أدوات في يد الحرس الثوري الإيراني".من جانبه قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان إن "هذه الاتهامات ووجهات النظر الأميركية الباطلة وغير اللائقة تأتي في سياق دبلوماسي غير مفهوم ولا معنى له". وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وجه أصابع الاتهام الى ايران عقب هجمات السبت الماضي على المنشأتين النفطيتين وأثّرت على نحو نصف إنتاج مجموعة أرامكو. وأعلن المتمردون الحوثيون الموالون لإيران مسؤوليتهم عن الهجوم، مهددين بمزيد من الهجمات ضد أهداف سعودية، إلا أن بومبيو قال "ليس هناك دليل على أنّ الهجوم شُنّ انطلاقا من اليمن". وكتب في تغريدة "الولايات المتحدة ستعمل مع شركائنا وحلفائنا لضمان أن تبقى أسواق الطاقة مزوّدة بشكل جيّد وأن تتحمل إيران مسؤوليتها عن العدوان". واتهم الرئيس حسن روحاني واشنطن بتحميل دول المنطقة مسؤولية الحرب في اليمن حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا يشن هجمات جوية منتظمة في اليمن. وأضاف قبل توجهه إلى انقرة للمشاركة في اجتماع ثلاثي حول سورية مع تركيا وروسيا "الحل لاستتباب الأمن الحقيقي في المنطقة هو توقف العدوان الأميركي". وتابع "نعتقد أن حل أزمات المنطقة لن يأتي إلا من خلال المحادثات في اليمن، والمفاوضات بين اليمنيين الذين يجب ان يقرروا مصيرهم بأنفسهم. يجب وقف قصف الشعب اليمني". في ذات السياق توقع خبراء أمس أن تستعيد السعودية، والتي تعد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، ضخّ على الأقل ثلث الإنتاج الذي عطلته هجمات السبت الماضي على منشآتها النفطية، في تحدٍّ للمملكة بهدف طمأنة المستثمرين. وتعتبر هجمات السبت الماضي على معمل بقيق وحقل خريص في الشرق، الاكبر حجما ووقعا بالهجمات التي يشنها الحوثيون من وقت لاخر على مصاف للنفط السعودي إذ إنها أدت إلى خفض الإنتاج السعودي بمقدار النصف ليتراجع بـ5,7 مليون برميل يومياً، ما يوازي حوالى 6 % من الإمدادات العالمية. وتفقّد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أول من أمس الأضرار التي ُلحقت بالموقعين وقال إن المملكة ستستخدم مخزوناتها الضخمة للتعويض جزئياً عن تراجع الإنتاج، كما سمحت الولايات المتحدة باستخدام احتياطياتها. مع ذلك، ارتفعت أسعار النفط أمس وساهمت الاتهامات الموجهة إلى إيران بإذكاء المخاوف الجيوسياسية. وبلغ ارتفاع أسعار النفط أمس أكث من 8 % مسجلا 65,41 دولار في لندن حيث يتم التداول بنفط برنت بحر الشمال. وأعلن ترامب على "تويتر" أنّه أجاز استخدام نفط الاحتياطي الأميركي الاستراتيجي بعد الهجوم على المنشآت السعودية. إلى ذلك دان رئيس الاتحاد البرلماني العربي عاطف الطراونة الهجوم الإرهابي على المنشأتين باستخدام طائرات مسيّرة، مؤكدا في بيان باسم الاتحاد البرلماني العربي رفضه بشكل قاطع لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب ومظاهره الاجرامية، لا سيما استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية الحيوية والاستراتيجية. وأعرب عن تضامن الاتحاد مع السعودية والوقوف الى جانبها صفاً واحداً ضد كل ما يهدد أمنها واستقرارها ودعم جميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سلامة مواطنيها والعاملين على ارضها، فضلاً عن دورها المحوري في الحفاظ على امدادات الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي. وعبر عن ثقة الاتحاد المطلقة بقدرة السعودية على صون مكانتها والحفاظ على استقرارها وازدهارها وأمنها. إلى ذلك حضّت الصين أمس الولايات المتحدة وإيران على "ضبط النفس" بعد هجوم بطائرات مسيّرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لمجموعة أرامكو السعودية، وحملت واشنطن طهران مسؤوليته. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ إنه "في غياب تحقيق نهائي يسمح باستخلاص استنتاجات، قد لا يكون من المسؤول تصور الجهة التي ينبغي تحميلها مسؤولية" الهجمات. من جانبها دعت موسكو "جميع البلدان إلى الإحجام عن أي عمل أو استنتاج من شأنه التسبب بتفاقم الوضع". إلى ذلك أفادت نشرة "معلومات الطاقة" (إينرجي إنتليجنس) نقلاً عن مصادر في قطاع النفط، إن مجموعة أرامكو "على وشك استعادة ما يصل إلى 40%" من الإنتاج الفائت، أي حوالي 2,3 مليون برميل يوميًا. ونقلاً عن مصادر مطلعة، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الأمر سيستغرق أسابيع لاستعادة كامل الطاقة الإنتاجية للمنشآت. مع ذلك، قال أحد مصادرها "يجب أن نكون قادرين على إعادة ضخّ مليوني برميل يوميًا في السوق بحلول اليوم (أمس). من جانبه قال التلفزيون السعودي أمس أن أرامكو مستعدة لإعادة تشغيل منشآت خريص التي تعالج 1,5 مليون برميل في اليوم. وتضخ السعودية، أكبر منتجي أوبك، 9,9 مليون برميل يوميًا، أو ما يقرب من 10 % من الطلب العالمي، منها 7 ملايين برميل يوميًا للتصدير. كما تتمتع المملكة بطاقة غير مستخدمة تبلغ نحو مليوني برميل يوميًا يمكنها الاستعانة بها في أوقات الأزمات. وتحرص السعودية على إعادة ضخ إنتاجها في أقرب وقت ممكن، إذ إن الهجمات تقوّض ثقة المستثمرين في أرامكو، التي تستعدّ لطرح أسهمها في البورصة. وأُرجئت هذه العملية مرات عدة خصوصاً بسبب ظروف الأسواق غير المناسبة. وتأمل الرياض في جمع ما يصل إلى مئة مليار دولار عبر بيعها 5 % من رأس مال الشركة، استنادا إلى تقدير قيمة الشركة بـ2 تريليون دولار. ويشكل الاكتتاب العام حجر الزاوية لخطة الإصلاحات التي سُمّيت "رؤية 2030" والتي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة.-(وكالات)اضافة اعلان