ترامب يحذر من رد أميركي "ساحق" على أي هجوم إيراني

واشنطن - تصاعدت حدة التوتر بين أميركا وايران، وبلغت أعلى مستوياتها أمس بعدما اعلنت روسيا، على لسان أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، بأن الطائرة الأميركية المسيّرة التي أُسقطت الأسبوع الماضي كانت ضمن المجال الجوي الإيراني.اضافة اعلان
أسقطت ايران طائرة مسيرة عن بعد كانت انطلقت من البارجة الاميركية الراسية في الخليج العربي فوق مضيق "هرمز" الواقع بين أيران وسلطنة عمان.
ومع زيادة التوتر وتهديدات واشنطن برد عسكري لمواقع ايرانية، أعلنت طهران في الثامن من أيار(مايو)، أنها أوقفت الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب والذي كانت تعهدت به بموجب الاتفاق النووي الموقع في فيينا العام 2015 مع الدول الستّ الكبرى ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه قبل سنة.
وفي شأن التهديد واشنطن، حذر الرئيس دونالد ترامب إيران أمس من أن أي هجوم على المصالح الأميركية سيؤدي إلى رد "ساحق" قد تكون نتيجته "ازالتها" من الوجود.
وكتب في تغريدة في خضم التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران، "أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة ساحقة. في بعض النواحي، يعني الرد الساحق الازالة" من الوجود.
وقد ردت طهران بحدة، على العقوبات الأميركية بحق قادتها مشيرة إلى أنها تكشف "كذب" واشنطن بشأن عرض المحادثات وتغلق مسار الدبلوماسية مع إدارة ترامب.
وفرضت واشنطن عقوبات على المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين، وأشارت إلى أنها ستدرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على قائمتها السوداء في وقت لاحق هذا الأسبوع.
واضاف ترامب أن "قادة إيران يفهمون فقط القوة، والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم الى حد بعيد".
كما وصف ترامب تصريحاتهم بأنها "تنم عن جهل ومهينة للغاية".
وقال ترامب إن "القيادة الإيرانية لا تفهم معنى كلمات "لطيف" أو "تعاطف" .لم يفهموها ابدا".
وقال إن "الشعب الإيراني الرائع يعاني وبدون أي سبب على الإطلاق. قيادته تنفق كل أموالها على الإرهاب، والقليل على أي شيء آخر".
وصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، رد إيران على عرضه إجراء محادثات بأنه "مهين وينم عن جهل"، بعد ان فرض عقوبات جديدة على اقتصاد البلاد الذي يواجه صعوبات.
وكتب في تغريدة ان "بيان ايران الذي صدر ينم عن الجهل والمهانة، ويظهر فقط أنهم لا يفهمون الواقع". والاثنين الماضي، أمر ترامب بعقوبات تستهدف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وكبار القادة العسكريين لكنه قال إن الباب مفتوح أمام المحادثات بشأن الحد من التوتر بين البلدين.
من جانبه، أعلن مسؤول إيراني كبير أن بلاده ستوقف الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي اعتباراً من السابع من تموز(يوليو)، حسب ما نقلت وكالة أنباء "فارس" أمس.
وفي إطار توترات متزايدة، أعلنت طهران في الثامن من أيار(مايو)، أنها أوقفت الحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب والذي كانت تعهدت به بموجب الاتفاق النووي الموقع في فيينا العام 2015 مع الدول الستّ الكبرى ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه قبل سنة.
وأمهلت طهران الدول الأخرى الموقّعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) "60 يوماً" لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات التي تشلّ اقتصادها، خصوصاً قطاعها المصرفي وصادراتها النفطية.
وفي حال لم يحصل ذلك، هددت طهران بوقف التزامها بالقيود المفروضة في ما يتعلّق بـ"نسبة تخصيب اليورانيوم" (المحددة بـ3,67 % بموجب اتفاق فيينا) وباستئناف مشروع بناء مفاعل اراك للمياه الثقيلة الذي أوقف العمل به بموجب الاتفاق.
واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية علي شمخاني، أن الدول الأوروبية تمارس ضغوطاً لإرغام إيران "على الاستمرار في تنفيذ الالتزامات" بموجب الاتفاق النووي "بدون تنفيذ سائر الأطراف التزاماتها المتبادلة". ورأى أن البيان الأخير للدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق يأتي في إطار هذه الضغوط واصفاً إياه بأنه "صلف سياسي".
وفي باريس، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان من أن انتهاك إيران للاتفاق النووي المبرم العام 2015 سيشكل "خطأ فادحا" و"ردا سيئا على الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة" على طهران.
وقال إن باريس وبرلين ولندن "تحركت بكامل أجهزتها لجعل إيران تفهم أن ذلك لن يكون في مصلحتها".
وكانت إيران أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري، أنها ستكف اعتباراً من الخميس عن الالتزام بأحد بنود الاتفاق عبر تجاوز احتياطاتها من اليورانيوم المخصب عن حد 300 كلغ المنصوص عليه فيه.
الى ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي الى الحوار لمعالجة تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران، وشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات لانهاء التوترات في الخليج.
كما، دعت الصين إلى "التهدئة وضبط النفس" على وقع تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات جديدة استهدفت كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال إيجاز صحفي في بكين "نعتقد أن فرض أقصى درجات الضغط بشكل أعمى لن يساعد على حل المشكلة. تثبت الوقائع أنه كان لهذه الاجراءات تداعيات عكسية فاقمت التوتر الإقليمي".-(أ ف ب)