ترامب يريد أن تكون هذه سنة سلام

إسرائيل هيوم

جيسون غرينبلات  3/9/2018

الوم، سلام، بيس. في اليهودية كلمة شالوم تظهر في التحية السائدة "شالوم عليخم" (السلام عليكم). في العالم الإسلامي هناك استخدام مشابه "السلام عليكم". اعياد تشري اليهودية على الابواب، وكلمة "شالوم" تظهر على طول صلاة الاعياد، حيث يشدد على أهمية السلام.

اضافة اعلان

تستعد الطائفة اليهودية للاحتفال برأس السنة ويوم الغفران، بينما أنهت الطائفة الاسلامية بالضبط الاحتفال بعيد الأضحى، أحد الاعياد الأكثر قدسية في الرزنامة الإسلامية. هذه الاعياد، والتحيات المشتركة مع التمنيات في أرجاء العالم في كل يوم، تبعث فينا الالهام لمواصلة السعي من أجل تحسين حياة كل لغيره، وعدم التخلي ابدا عن املنا في عهود من السلام.

على مدى الأشهر الـ 19 الأخيرة، في ملاحقة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يبدو بعيدا ومتملصا، وقعت لي تجارب عظيمة التأثير مع الناس في المنطقة. إسرائيليون وفلسطينيون، شبان وشيوخ، علمانيون ومتدينون، مسلمون، مسيحيون ويهود. ليسوا واثقين من فرص السلام، وشكهم مبرر تماما. رغم التحديات المعروفة فإن سكان المنطقة والتزامهم بملاحقة السلام بعثت في الالهام. وفي احيان قريبة يتوجه الناس الي ليطلبوا منذ أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على اعادته الامل بالسلام إلى المنطقة وعلى انه أعاد الاهتمام به إلى الخطاب اليومي. يفهم الناس أن هذا تحد غير عادي، مليء بالتعقيدات المتطورة، ولكنهم يؤيدون هذه الهدف السامي.

في لقاءاتي مع زعماء المنطقة، فإنهم هم أيضا يشيرون إلى سبيل ممكن للسلام. فقد تغير الشرق الاوسط بشكل دراماتيكي منذ بدأ هذا النزاع قبل عشرات السنين. وما بدا متعذرا قبل بضع سنوات فقط، بات ممكنا الان. اما غدا فسيكون ممكنا حتى أكثر.

في العام 1983، عندما زرت المنطقة لأول مرة، كان الموقف السائد في العالم العربي (باستثناء مصر)، مثلما كان على مدى عشرات السنين، العداء والحرب مع إسرائيل. ولكن بعد 35 سنة يوجد واقع آخر. حيال إيران عدوانية ومعززة من خارج حدودهم وسكانهم (بما في ذلك الفلسطينيون سواء في الضفة الغربية أم في غزة) ومتحمسون للفرص الاقتصادية في دولهم، فإن معظم الزعماء يفهمون الآن أن إسرائيل ليست المشكلة – بالفعل، الدولة اليهودية يمكنها أن تكون جزءا من حلهم. 

نحن، بالطبع، واعون لانعدام اليقين العظيم الذي بانتظارنا. فالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس، مثلما ادعى كثيرون، هو النزاع الجوهري في المنطقة. فحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لن يحل نزاعات اخرى في المنطقة، والتي تتضمن داعش في العراق وفي سورية، مخربين في صحراء سيناء في مصر، حرب اهلية مأساوية متواصلة في سورية، حرب في اليمن، حزب الله (منظمة ارهابية برعاية ايران) في لبنان، عدم استقرار في ليبيا وقمع النظام الايراني لمواطنيه، بينما يشجع الإرهاب في ارجاء العالم. ولكن هذا لا يجعل حل هذا النزاع أقل أهمية. 

مثلما قال الرئيس ترامب، فهذا في نهاية الأمر منوط بالإسرائيليين والفلسطينيين ان يتخذوا قرارات صعبة كي يحققوا اتفاق سلام شامل. في وقت كتابة هذه السطور ترفض القيادة الفلسطينية التعاون معنا. لقد بدأ هذا الرفض عندما اتخذ الرئيس ترامب قراره الشجاع، الجسور والتاريخي للاعتراف بالواقع، والذي بموجبه يروشلايم (القدس) كانت وستبقى عاصمة إسرائيل. ان عدم استعداد القيادة للاهتمام بالموضوع مخيب للامال وضار فقط للشعب الفلسطيني الذي تدعي خدمته. مؤسف ان القيادة الفلسطينية تشجب خطة السلام التي لم ترها أبدا، وترفض اخذ مسار ممكن إلى الامام لكل الفلسطينيين. هذا النهج سيدفع فقط الشعب الفلسطيني لان يبقى متأخرا أكثر فأكثر وراء جيرانه. 

رغم هذه التحديات، تجسد تجاربي في اثناء الأشهر الـ 19 الاخيرة بالملموس حقيقة انه في اوساط الناس العاديين والكثير من الزعماء في المنطقة التطلع إلى السلام حقيقي وقوي. التزامنا للإسرائيليين والفلسطينيين هو مواصلة جهودنا لتحقيق السلام. فهم يستحقون أكثر مما لديهم الآن.

في رأس السنة وفي يوم الغفران سأصلي لحل دائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. سأصلي من اجل الهدوء والسكينة، لاولئك الذين يعيشون في منطقة غزة، سواء الإسرائيليين ام الفلسطينيين، الذين يعانون من نشاطات حماس المغرضة. سأصلي من اجل عائلتي غولدن وشاؤول بان تعيد حماس هدار واورون لعائلتيهما. سأصلي لعائلتي منغستو والسيد بأن تعيد حماس أبرا وهشام اليهما. آمل أن تضموا الي في صلواتي هذه.

فليباركنا الرب لسنة من الرضا، الصحة، الجوهر، السعادة والسكينة. فليبسط الرب علينا شالوم، سلام، بيس في الولايات المتحدة، حليفتها وصديقتها.