ترامب يهدد بفرض حالة طوارئ وطنية بسبب الخلاف حول الجدار

تكساس - هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان حالة طوارئ وطنية على طول الحدود مع المكسيك في إطار سعيه للحصول على تمويل لبناء جدار سيبعد المهاجرين الخطرين على حد قوله ويشكل محور نزاع حاد مع الديمقراطيين أدى إلى إغلاق جزئي للإدارة الفدرالية.اضافة اعلان
لكن قرارا من هذا النوع يمنح الرئيس صلاحيات استثنائية وسيتم الطعن فيه على الأرجح في القضاء، يمكن أن يسبب عاصفة سياسية قضائية.
وقال ترامب ردا على سؤال لقناة "فوكس نيوز "نملك الحق المطلق في إعلان حالة طوارئ وطنية وهذه مسألة أمنية. إنها حالة طوارئ وطنية. انظروا إلى ما يحدث".
إلا أنه رأى في الوقت نفسه أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الكونغرس.
وفي مدينة ماكالين في ولاية تكساس على الحدود مع المكسيك، قال ترامب الذي وضع قبعة كتب عليها "لنعيد لأميركا عظمتها"، إنه "أمر مرتبط بالحس السليم. إنهم بحاجة إلى حاجز، إنهم بحاجة إلى جدار. بدون ذلك ستحدث مشاكل، والموت، الكثير من الوفيات".
وأضاف أن "العجلة تدور والجدار يعمل. ليس هناك أفضل من بناء جدار"، مشيرا إلى المهاجرين السريين الذين يستغلون برأيه مناطق "يستحيل تحديد ما إذا كانت في المكسيك أو الولايات المتحدة".
ويريد الرئيس الأميركي الحصول على 5.7 مليار دولار للجدار الذي وعد بتشييده خلال حملته الانتخابية. ويرفض خصومه بشكل قاطع الإفراج عن الأموال لمشوع يعتبرونه "لا أخلاقيا" ومكلفا وغير مجد. وكتب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أحد أشد مؤيدي ترامب في بيان "حان الوقت ليستخدم الرئيس ترامب صلاحيات الطوارئ لتمويل بناء جدار-حاجز على الحدود".
ذكرت وسائل إعلام أميركية عديدة أن البيت الأبيض يفكر في تحويل أموال مخصصة للمساعدة العاجلة لمناطق تضررت بكوارث مثل بورتوريكو، لتمويل بناء حاجز على الحدود. وسجل أطول "إغلاق" في تاريخ الولايات المتحدة استمر 21 يوما في 1995-1996 في عهد بيل كلينتون. ويمكن أن تتجاوز مدة الإغلاق الحالي هذا الرقم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف ليل الجمعة السبت.
ويؤثر هذا الإغلاق على حوالي 800 ألف شخص.
وقال بيني تومسون الرئيس الديمقراطي للجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي غاضبا إن "حوالي مليون موظف فدرالي لن يتسلموا أول راتب في السنة لأن الرئيس قرر جعل الحكومة رهينة لمطلبه السخيف، لجدار حدودي غير فعال وغير مجد".
من جهته، صرح رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول أن شلالا طويلا للحكومة الفدرالية سيكون له "تأثير ملحوظ" على أكبر اقتصاد في العالم.
وقبل أن يحط في تكساس، أعلن ترامب في تغريدة أنه لن يشارك في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي سيجري من 21 إلى 25 كانون الثاني(يناير)، مبررا ذلك "بتعنت الديمقراطيين".
وكان قد أكد في البيت الأبيض "أعتقد أن التفاوض مع الصين أسهل من التفاوض مع الحزب المعارض".
جاءت زيارة ترامب للحدود مع المكسيك في ولاية تكساس غداة انسحابه فجأة من اجتماع مع كبار قادة الديمقراطيين في الكونغرس بسبب الخلاف حول مشروعه بناء جدار على هذه الحدود.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر مباشرة بعد الاجتماع القصير الذي عقد في البيت الأبيض إن "الرئيس نهض ورحل". وأضاف "مرة جديدة نواجه نزوة لأنه لم يحصل على ما يريد".
من جهته، كتب ترامب في تغريدة على تويتر في الوقت نفسه تقريبا "غادرت للتو اجتماعا مع تشاك (شومر) ونانسي (بيلوسي)، إنها مضيعة كاملة للوقت". وأضاف "قلت وداعا".
وغداة خطاب من مكتبه في البيت الأبيض اعتمد فيه لهجة جدية للحصول على تأييد الأميركيين بأي ثمن لمشروعه الأمني، أكد ترامب من جديد أنه لن يتراجع عن الوعد الذي قطعه في حملته.
ورأى السناتور الجمهوري عن لويزيانا جون كينيدي أن الأمور واضحة: الرئيس لا ينوي "التراجع قيد أنملة".
وفي الأيام الأخيرة عادت فكرة إدراج برنامج منح تصاريح إقامة موقتة إلى مئات الآلاف من المهاجرين السريين (داكا)، الذي أقر في عهد باراك أوباما وألغاه ترامب، في المفاوضات.
وأعلنت السلطات المكسيكية عن اكتشاف جثث 21 شخصا بعضها متفحمة، بالقرب من الحدود الأميركية المكسيكية بعد تبادل إطلاق نار بين عصابات إجرامية على بعد أقل من مائة كيلومتر عن ماكالين التي كان ترامب يزورها.- (أ ف ب)