تربية الأطفال خلال السنوات الخمس الأولى.. ما دور الأب؟

تربية الأطفال خلال السنوات الخمس الأولى.. ما دور الأب؟
تربية الأطفال خلال السنوات الخمس الأولى.. ما دور الأب؟

عمان- يعتقد الكثيرون أن الأطفال في السنوات الأولى من العمر هم مسؤولية الأم وحدها، فتجد العديد من الآباء لا يكترثون ولا يشاركون في تربيتهم أو تعليمهم.
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أنه وبالرغم من دور الأم الحيوي والفاعل في تربية الأطفال خلال السنوات الخمس الأولى إلا أن وجود الأب كشريك فاعل خلال هذه الفترة مهم جداً إذا أردت أن ينمو طفلك بشكل متوازن ومستقر، ويصبح إنساناً بالغاً لاحقاً.
إن البالغين والذين كان للأب دور فاعل في تربيتهم وهم أطفال هم عادة ما تكون ثقتهم بأنفسهم عالية متوازنة وهم مستقرّون عاطفياً وقادرون على بناء شبكة متوازنة من العلاقات الاجتماعية وتقييم أنفسهم ولديهم القدرة على نقد الذات والتعلم من الأخطاء إذا ما دعت الحاجة لذلك، وفي أي وقت وخاصة في أوقات الشدة.
كذلك، فإن مشاركة الآباء أبنائهم تناول وجبات الطعام في المنزل وبشكل منتظم والخروج معهم في النزهات الترفيهية ودور الأب في التدريس، تلعب جميعها دوراً في تطوير وتنمية قدرات الطفل على الاتصال والتواصل، وتنمية المهارات الفكرية الذهنية كإنسان بالغ لاحقاً.
إن وجود الأب في المنزل ليس فقط بالجسد، وإنما الوجود (المعنوي والعاطفي) الحقيقي كصديق وداعم ومرشد وحام ومعطاء يقلل من احتمال إصابة الأبناء بالاكتئاب أو اكتساب عادات سلوكية واجتماعية غير مناسبة لاحقاً.
اذا اجتمع عنصرين وهما عدم وجود الأب، إضافة إلى التفكك الأسري، فإن ذلك يزيد من احتمال ظهور بعض الاضطرابات النفسية، وهذه الاضطرابات هي: اضطراب السلوك الضد اجتماعي، الإدمان على المخدرات، الجريمة، جنوح الأحداث، الاكتئاب، القلق النفسي بأنواعه، إضافة إلى صعوبات التعلم والإعاقة الذهنية.
قد يتساءل البعض ماذا بالنسبة للعائلات التي فقدت الأب (الموت، الانفصال)، وكان الأطفال بعمر مبكر؟
إن أعدادا كبيرة من الأمهات أثبتن القدرة على التكيف في ظل غياب الأب لأي سبب كان واستطعن أن يكن الأب والأم معاً، وأتقن دور الناصح والمرشد والحامي للأطفال بالرغم من قساوة الظروف. وهذا إضافة للدعم المعنوي الذي تحصل عليه الأسرة من العائلة/ أقارب الزوجة الأولى مثل الجد والجدة والأعمام والأخوال، الخالات والعمات.
في النهاية، إن حجم ومقدار المشاكل والصعوبات والتحديات التي تواجه الأمهات بشكل يومي كبير ومتنوع، وبالتالي تعتبر تنشئة الأطفال في ظل غياب الزوج الجسدي أو المعنوي من أهم هذه التحديات وأكثرها انتشاراً.

اضافة اعلان

لواء طبيب متقاعد أمجد الجميعان
مستشار أول طب نفسي
دكتوراه تخصصية طب نفسية أطفال وأحداث