ترتيب أوراق مواجهة "كورونا" وتحويل التحديات إلى فرص.. أبرز ملفات الحكومة الجديدة

محمود الطراونة عمان – يفتح تكليف جلالة الملك عبدالله الثاني، للدكتور بشر الخصاونة، الأربعاء، بتشكيل الحكومة، آفاقا لمرحلة جديدة تمضي بالمملكة إلى مزيد من التقدم على الأصعدة كافة، وذلك وسط تحديات استثنائية تفرضها جائحة كورونا على المشهد العام. الخصاونة كان خلال الفترة الماضية، حديث الكثير من الأردنيين الذين توقعوا توليه المنصب لقدرته على إدارة المرحلة المقبلة باعتباره خيارا مهما يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية، نظرا لخبرته الطويلة وأدائه السريع والمنظم والمباشر، وقدرته على تنسيق الجهود وجمعها بين أجهزة الدولة، وضمان استمرارية عملها. ووفقا لسياسيين، فإن "حساسية التوقيت ارتبطت بخيار تكليف الرئيس الجديد لخبرته السياسية المتراكمة، وتمتعه بشبكة علاقات عربية ودولية كبيرة شكلها عندما كان سفيرا في عواصم عدة، فضلا عن قدرته على تقديم خيارات استثنائية في معظم القضايا والخبرة التي كسبها طوال فترة وجوده مستشارا لجلالة الملك سواء بالاتصال أو السياسات". وقالوا لـ"الغد"، "إن ما يميز الحكومة الجديدة هو تحديد المهام والتركيز على الإنجاز الذي يقيم العمل والفيصل في نجاحها، إذ ان لديها مهام صعبة وكبيرة ودقيقة في فترة حساسة من التحديات الوبائية والاقتصادية والسياسية". فالمطلوب من الحكومة وفقهم، "تنظيم إدارة العمل على ملف كورونا وجمع الأطراف وفق خريطة طريق واحدة بعيدا عن تشتت الجهود وتنظيم آليات عملها من جهة، وإعادة ترتيب أوراق الحكومة وإعادة الثقة مع الشارع التي فقدتها الحكومة السابقة وأثرت بشكل مباشر على قدرة المواطنين في مواجهة الفيروس". ووفقا لما جاء في كتاب التكليف السامي، يتوجب على الحكومة الحفاظ على أرزاق الناس وحماية موارد دخلهم ومساندة المحتاج وفق خطط حمائية واقعية منظمة ومدروسة. فالتركيز للحكومة المقبلة ليس في مكافحة الفيروس، لكن تحويل التحدي الماثل الآن إلى فرص يمكن للناس الاستفادة منها وللدولة بناء مؤسسات مهمة كمركز أبحاث ودراسات الفيروسات والأوبئة ليكون الأبرز إقليميا، فضلا عن برامج حماية الاقتصاد وتطوير الاستثمار والتسهيل له بشكل واقعي. فالمطلوب من رئيس الحكومة الجديدة التي تنوء بصعاب كبيرة وملفات ساخنة، أن يختار بعناية الشخصيات التي يتم إدخالها في حكومته وتحقيق الانسجام في العمل بديناميكية وتسارع وتيرة الإنجاز، وفق السياسيين الذين أكدوا كذلك أن "خيار الخصاونة" في مكانه لتحقيق تقدم نوعي مهم في تجاوز الأزمة الوبائية بتخطيط منظم وتنسيق عال وتقاسم الأدوار، فضلا عن إخراج البلاد من عنق الزجاجة لا سيما في الملف الاقتصادي الذي يواجه مرحلة صعبة تحتم تضافر الجهود الوطنية للسير قدما وتجاوز المحنة". وقالوا أيضا، "تمتلك الحكومة الوقت الكافي لترتيب أوراقها قبيل التئام البرلمان التاسع عشر، وإعداد موازنة رشيقة لتكون جاهزة للدخول إلى العام المقبل بكل ثقة".اضافة اعلان