ترجيح الصدام العسكري في الخليج

منذ الثورة الاسلامية في إيران العام 1979 وسيطرة نظام الملالي على الحكم بزعامة الامام آية الله الخميني، حدث تغير استراتيجي كبير في منطقة الشرق الاوسط وغرب اسيا في ثلاث قضايا استراتيجية كبرى لدى شعوب ودول المنطقة، والقضايا هي: اندلاع صراعات عسكرية بين دول المنطقة، وظهور تنظيمات تدعي الإسلام السياسي وتوسع نفوذ وشعبية بعض الحركات الاسلامية القائمة قبل الثورة، فبشكل كبير جدا وسعت تلك التنظيمات بكل الوسائل للوصول إلى الحكم مستلهمة أسلوب الثورة الإيرانية الخمينية في حكمها إيران.اضافة اعلان
حركة "الإخوان المسلمين" حققت نجاحات كبيرة في الشارع السياسي العربي وتمكنت بالوسائل السلمية وصناديق الاقتراع من الوصول الى السلطات التشريعية والتنفيذية وقمة الهرم السياسي في بعض الدول العربية.
والقضية الاستراتيجية الثالثة هي خلط الأوراق بشأن القضية الفلسطينية وتعثر الوصول إلى حل سياسي لها، ودخول لاعب جديد ومثير هو إيران في حلقة الصراع العربي مع إسرائيل، بالاضافة إلى خلق صورة إعلامية من الصراع الاسلامي مع العالم وانتشار ظاهرة منظمات الاٍرهاب باسم الدين.
منذ العام 1979 تم إعلان مبادئ الثورة الخمينية وعلى رأس تلك المبادئ ويتصدرها مبدأ تصدير الثورة الى دول العالم الاسلامي السني، وبدأت حلقات الصراع العسكري وكانت بواكيرها الحرب الإيرانية على العراق والتي استمرت ثماني سنوات دفع العالم العربي ثمنها مئات الآلاف من الشهداء من ابناء العراق والمتطوعين العرب، ودفع ايضا مئات الآلاف من مليارات الدولارات من ثروات العرب في العراق والخليج لتمويل الحرب مع إيران، كانت تكفي لتطور الاقتصاد العربي والعالمي وبقية المجتمعات العربية وفي دول العالم الثالث وأيضا الشعب الإيراني إلى ارقى التطورات العلمية والحضارية، والارتقاء بكل مجالات الحياة الانسانية في المنطقة ومعظم دول العالم بتلك الأموال الضخمة التي انفقت على الحرب او بسببها.
ما تزال العقيدة العسكرية والأيديولوجية للنظام الثوري في إيران هي التي تحكم نهج وأسلوب الحكم في طهران وهو نهج الهجوم العسكري الخارجي بأساليب متعددة، منها الهجوم العسكري المباشر او الهجوم الخفي او بواسطة المنظمات والمليشيات الموالية والمرتبطة مع النظام.
وفي ذات الوقت يقف العالم العربي بدوله المشتتة والمتناحرة على أشياء معظمها مجهولة للشعوب العربية موقف الدفاع الضعيف المستند إلى قوى خارجية ليس من مصلحتها إصلاح النظام العربي في عالم باتت تحكم علاقاته الدولية المصالح، وانظمة سياسية عربية منقسمة على نفسها شكلت وما تزال حالات إغراء كبيرة لتحقيق اطماع النظام الإيراني وغيره من دول الإقليم الطامعة، واهمها اسرائيل، ببسط نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري على الشعوب العربية، وتدخلت إيران بشكل سافر في شؤون العالم العربي لتدميره من الداخل باستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى، تهدف إلى السيطرة على الشعوب العربية باسم الإسلام بشكل مباشر او من خلال انظمة او ميلشيات او احزاب او أشخاص موالين للنظام في إيران.
ان الصدام العسكري الكبير في الخليج العربي يبدو كما لو أنه حتمي في ظل المعطيات القائمة حاليا، لكن هذا الصدام بالحسابات السياسية بانتظار التوقيت المناسب لأطراف الصراع الاهم فيه لتحقيق اكبر منافع ممكنة لتلك الأطراف، في الوقت الذي يستعجل النظام الإيراني فيه الحرب لحساباته الداخلية مع الشعب الإيراني.