تساؤلات عن فعالية مطاعيم كورونا بعد 6 أشهر

مواطن يتلقى مطعوم كورونا في وقت سابق-(تصوير: أمير خليفة)
مواطن يتلقى مطعوم كورونا في وقت سابق-(تصوير: أمير خليفة)
محمود الطراونة – يطرح خبراء ومختصون طبيون تساؤلات حول مدى فعالية مطاعيم كورونا بعد مرور ستة اشهر أو سنة على تلقيها، وما المطلوب من المواطن ليكون محميا من الفيروس وتحوراته، وهل يبقى المطعوم في الجسم ويحقق المناعة اللازمة، أم أن فاعليته تضعف مع الوقت ويحتاج إلى جرعة مدعمة او إجراءات احترازية؟ وفي السياق، يرى هؤلاء الخبراء أن فاعلية المطعوم تبقى لستة أشهر، ومن ثم تتضاءل بالتدريج ما يتطلب تعزيز الجرعتين الاولى والثانية بجرعة ثالثة ورابعة إن احتاج الأمر. واعتبروا ان المناعة تقل لدى الأشخاص الأصحاء ممن تلقوا مناعة طبيعية عبر الإصابة أو اصطناعية عبر المطعوم، وكلتاهما محددة بوقت، ما يستوجب اتخاذ الاجراءات الاحترازية طالما يوجد فيروس كورونا أو متحوراته، وخاصة لدى كبار السن او ذوي الامراض المزمنة ممن تقل مناعتهم في الاوضاع الطبيعية. غير انهم اكدوا انه في جميع الاحوال فإن الفيروس المتحور ضعيف، بدليل قلة الإدخالات للمستشفيات والوفيات. وفي السياق، قال الامين العام لشؤون الرعاية والاوبئة والامراض السارية في وزارة الصحة الدكتور رائد الشبول لـ”الغد” إن مناعة الاشخاص من متلقي المطاعيم تنخفض بعد مرور ستة اشهر من تلقيهم المطاعيم، وبالتالي ينصح بالجرعة المعززة. واضاف الشبول أن على كبار السن وذوي الامراض المزمنة وحالات الاختطار العالي تلقي الجرعة الثالثة المدعمة لتأمين حماية اضافية لهم. واشار الى ان المناعة تنجم إما عن المطعوم او الاصابة، وبالتالي بعد مرور فترة كافية تنخفض المناعة، ما يتطلب حذرا وتقيدا بالاجراءات الاحترازية طالما الفيروس وتحوراته موجودين. من جهته، أشار خبير الأوبئة الدكتور عبدالرحمن المعاني، إلى أن المطاعيم تحتاج صناعتها الى فترة تتراوح بين 5 الى 7 سنوات يتم اجراء الدراسات والاختبارات فيها على الانسان والحيوان ونتائجها، الا انها وللحاجة الملحة لها تم انجازها بسرعة. ولفت المعاني إلى ان مفعول المطاعيم يتراوح في الجسم بين 6 الى 9 شهور، ما يعني أن فعالية المطاعيم شارفت على الانتهاء. وقال إن المفترض على الشركات المصنعة للمطاعيم اجراء الدراسات لرفع كفاءة المطاعيم، مشيرا الى ان المناعة الطبيعية تكسب الجسم مناعة إضافية الى المناعة المصطنعة التي يوفرها المطعوم، ولمدة لا تزيد على سنة في أفضل الأحوال. وأضاف: “هنا تبرز اهمية الجرعة المعززة الثالثة لحماية فئات الاختطار العالي وكبار السن وذوي الامراض المزمنة”. بدوره، قال استشاري الامراض التنفسية والصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة إن فيروس كورونا المتحور “لم يعد خطرا، وهو فيروس اصبح موسميا ويؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، ولا حالات إدخال بسببه للمستشفيات، إذ إن خطورته قلت”. واشار الطراونة الى أن فاعلية المطاعيم تقل بعد ستة أشهر، وبالتالي ينصح بتلقي مطعوم الانفلونزا الموسمية لأنه يحمي بنسبة تصل الى 70 %. ولفت إلى ان المتحور الآن “ضعيف، وفي المقابل تتبقى نسبة مناعة في الجسم قادرة على مواجهة هذا الفيروس الضعيف، الا ان التركيز يجب ان يكون على الفيروسات الموسمية التي تظهر بعد الخريف، وهي اصعب على الناس حاليا، وخاصة كبار السن وذوي الامراض المزمنة”. وبين ان الأهم هو “اتحاذ إجراءات احترازية، لان فاعلية المطاعيم انخفضت بشكل كبير مع الوقت، ما يستدعي توفير الحماية من الفيروسات بشكل عام عبر مطعوم الإنفلونزا الموسمية”. وأضاف: “مع ذلك، لا يزال هناك نقاش بين بعض خبراء الصحة بشأن إذا كان من المناسب استخدام اللقاحات الحالية كمعززات ضد السلالات الجديدة والناشئة، حيث لا تزال اللقاحات مصممة لاستهداف الشكل الأصلي للفيروس الذي تم تحديده أواخر العام 2019”. وكانت توصلت دراسة إلى أن فاعلية لقاح فايزر/بايونتيك المضاد لفيروس كورونا انخفضت إلى 47 في المائة من 88 في المائة، بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية. ووفقا للبيانات، فإن فاعلية اللقاح في الوقاية من الإصابة بأعراض تتطلب دخول المستشفى، أو تسبب الوفاة جراء كوفيد- 19 ، أظهرت أنها تستمر بنسبة 90 في المائة لمدة ستة أشهر على الأقل حتى في مواجهة متحور دلتا سريع الانتشار، لكن تراجع فاعليته هو نتيجة الوقت وليس بسبب مواجهة سلالات أكثر قدرة على الانتشار. اقرأ المزيد :
اضافة اعلان