تسارع التقارب العربي مع سورية يفتح الباب لعودة دمشق للجامعة العربية

زايد الدخيل عمان- تمهد زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى العاصمة السورية دمشق قبل اسبوعين، وإعادة فتح السفارة الإماراتية بهذا البلد والحديث عن عودة سفارات اخرى، إلى بدء انفتاح عربي على سورية، بعدما قطعت العديد من الدول العربية علاقاتها معها أو خفضت تمثيلها الدبلوماسي فيها، منذ العام 2011، إثر انطلاق الأزمة السورية. وكان الرئيس البشير قد قام مؤخرًا بزيارة مفاجئة إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، في أول زيارة لرئيس عربي لهذا البلد منذ العام 2011. ورجح مراقبون، في أحاديث لـ"الغد"، عودة سورية "قريبًا" إلى جامعة الدول العربية، والحضن العربي، في ظل تزايد المؤشرات على انفتاح عربي نحو استعادة العلاقات مع دمشق، التي تبدو ازمتها في مراحلها الاخيرة مع استعادة الحكومة السورية لاغلب اراضيها. يأتي ذلك في وقت دعا فيه البرلمان العربي، جامعة الدول العربية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبأسرع وقت، لتمكين الحكومة السورية من استعادة مقعدها في الجامعة، والعمل ضمن حضنها في مؤسسات التعاون العربي المشترك. وتعاني دمشق من عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع أزمتها العام 2011، تجلت خصوصا في إغلاق معظم الدول العربية والغربية سفاراتها في سورية، وقرار جامعة الدول العربية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 تعليق عضوية سورية بالجامعة، فضلًا عن فرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها. ويقول العين توفيق كريشان إن زيارة الرئيس البشير لدمشق، وتوالي فتح سفارات دول عربية بالعاصمة السورية، يمهد لانفتاح عربي على هذا البلد، وعودته الى البيت العربي ثانية تحت مظلة الجامعة العربية. ويضيف "تتزامن هذه الخطوات مع مؤشرات حول مساع عربية جارية لإعادة تفعيل العلاقات بين سورية وبعض الدول العربية، قبل نحو ثلاثة أشهر من القمة العربية المقبلة والتي تحتضنها تونس". وكانت البحرين، التي أغلقت بعثتها الدبلوماسية في دمشق بشهر آذار (مارس) 2012، اعلنت، على لسان وزارة خارجيتها، استمرار العمل في سفارتها بسورية. وأكدت "الخارجية البحرينية"، في بيان أصدرته مؤخرًا، "حرص البحرين على استمرار العلاقات مع سورية، وأهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال هذا البلد وسيادته ووحدة أراضيه، ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونه الداخلية". بينما أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق الخميس الماضي، فيما اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور القرقاش أن "الدور العربي في سورية أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي". بدوره، يرجح وزير الخارجية الأسبق كامل ابو جابر، عودة قريبة لسورية إلى جامعة الدول العربية، في ظل تزايد المؤشرات إلى انفتاح عربي نحو استعادة العلاقات مع دمشق، قائلا إن زيارة البشير الى دمشق، تشير الى ضرورة إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، اوضح في مؤتمر صحفي في القاهرة الاثنين الماضي، أنه "لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية". إلى ذلك، يرى السفير السابق سمير مصاروة "ان الانفتاح العربي على سورية جاء بعد إدراك الجميع أن لا مستقبل لهذا البلد بقلب الاوضاع"، مشيراً الى ان زيارة البشير لسورية قد تكون ضمن خطة عربية شاملة تهدف الى عودة دمشق الى كنف الجامعة العربية. ويضيف أن "الدول العربية أصبحت الآن منفتحة نحو استعادة العلاقات مع سورية"، مشيراً الى ان إعادة فتح السفارات في دمشق تعد أكثر الخطوات البارزة العلنية للترحيب بعودة هذا البلد مرة ثانية للبيت العربي.اضافة اعلان