"تسرب العقبة" يفتح ملف شروط السلامة في المنطقة المينائية

1563641880837333200
1563641880837333200

أحمد الرواشدة

العقبة– يفتح تسرب محدود لحامض الفوسفوريك التابع لشركة مناجم الفوسفات الأردنية في المنطقة المينائية الصناعية الجنوبية ملف أهمية تطبيق القوانين البيئية الصادرة عن سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بحق الشركات التي تعمل بالصناعات الكيماوية في هذه المنطقة، والتي لا تلتزم بالمعايير والتشريعات والأنظمة والقوانين البيئية.اضافة اعلان
ويؤكد معنيون ومواطنون أن سلطة العقبة ومفوضية البيئة فيها بحاجة لدعم شعبي، لتطبيق قانون البيئة على الشركات التي تعمل في المنطقة الصناعية الجنوبية والتي تحتوي على خزان أمونيا، مشيرين الى انه لو تسربت كامل الكمية الموجودة فيه فستقتل كل كائن حي في دائرة قطرها 50 كم وحسب الرياح واتجاهها وسرعتها.
ويشيرون إلى أن خزانات التخزين الخاصة بمادة حمض الفوسفوريك بنيت قبل 35 عاماً، مما يشكل خطورة كبيرة وتنذر بمشاكل بيئية متعددة تصل الى وصفها بالكارثة، ما لم تتنبه شركة الفوسفات والشركات العاملة في المنطقة الجنوبية من خطرها وأخذ احتياطات السلامة العامة بشكل فعلي وبحزم، خاصة وان جميع تلك الصناعات والمنشآت الكيماوية قريبة من خليج العقبة وشاطئها القريبة منه المنشآت الفندقية والسياحية.
وبين مدير غرفة تجارة العقبة عامر المصري، ضرورة تطبيق القوانين البيئة الصادرة عن سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بحق تلك الشركات، التي لا تلتزم بالمعاير والتشريعات والانظمة والقوانين البيئية، خاصة المتعلقة بالصناعات الكيماوية وتطبيق اجراءات السلامة العامة والتي تفتقر لها تلك المصانع، مؤكداً ان القطاع التجاري وأهالي وأبناء العقبة يؤيدون أي إجراء فعلي وحازم من السلطة والجهات المعنية، خوفاً على ميناء العقبة الرئة التي يتنفس بها الأردن.
واشار عضو مجلس المحافظة (اللامركزية) حسين الحساسين، ان العقبة ومنذ فترة طويلة شهدت أحداثا جسيمة مثل تسرب الامونيا وأحداث الصوامع والكثير من الأحداث، مؤكداً ان ما حصل من تسرب مادة حمض الفوسفوريك في المجمع الصناعي في العقبة يؤكد أنه وللأسف ان أي مسؤول لم يقم بواجبه بشكل كامل في متابعة الحدث وتلافي حدوثه مستقبلا، مشيراً الى تأييده تنظيم حملة شعبية لدعم سلطة العقبة في تطبيق قانون البيئة على الأسمدة بحذافيره.
من جانبه اكد النائب حازم المجالي لـ"الغد" انه قام في وقت سابق بتوجيه سؤال نيابي لشركة الفوسفات حول اجراءات السلامة العامة في شركة الفوسفات والمصانع في المنطقة الجنوبية الصناعية في العقبة والقريبة من شاطئ المدينة السياحية، مؤكدا ان رد سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة كان غير مقنع، مجددا تحذيره من خطورة الوضع في المنطقة الجنوبية الصناعية المكتظة بالصناعات الكيماوية، وضرورة إجراء مسح شامل لتلك المنشآت وتطبيق حازم وصارم من قبل السلطة لاجراءات السلامة العامة.
وبين المجالي أن لجنة الطاقة النيابية زارت قبل اشهر شركة الفوسفات وكان سؤاله لرئيس مجلس الادارة محمد الذنيبات ولشفيق الأشقر وأعضاء مجلس الإدارة، ما هي الإجراءات التي اتخذت لمنع هذا التسريب مستقبلا؟، إذ ان هذه التسريبات أصبحت تشكل خطرا على المواطنين في العقبة بشكل عام وعلى جميع موظفي الشركات الاخرى، وخصوصا بعد رحيل شركة الموانئ؟؟، فكانت الاجابة ان هناك اجراءات عملت على صيانة الخزانات وتعيين كادر مدرب مع علمي أن العمر الافتراضي للخزانات قد انتهى.
واكد المجالي أن اللجنة النيابية سمعت كلاما مطمئن، ولكن ما حدث اليوم عكس الواقع، بتسريب كميات كبيرة من ماده الفوسفوريك، مطالبا بحل جذري لما يحدث ومحملا شركة الفوسفات المسؤولية، لافتا الى ان نظام الفزعة دون تخطيط يجب التخلي عنه في هكذا ظروف.
وبين المواطن علي سليم اللاحيوات، أن "ما حدث لأحد خزانات حامض الفوسفوريك مؤشر خطير جداً ودليل قاطع على عدم قيام الجهات المعنية في المجمع الصناعي بعملها بالشكل المطلوب، وخاصة السلامة العامة والصيانة، مؤكدا أن انهيار هذا الخزان لا يحدث فجأة وبدون مقدمات".
واكد اللاحيوات انه ومن مبدأ الحرص على السلامة العامة وحفظ ارواح العاملين وابناء مدينة العقبة بشكل عام، فإن الامر يتطلب تشكيل لجنة مختصة ومحايدة لتقييم اوضاع جميع المصانع في المجمع الصناعي، واتخاذ كافة الاجراءات الضرورية، لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث، علماً بأنه يوجد في المجمع مصانع اشد خطورة وفتكاً في حال حدوث اي مكروه لا قدر الله، ولا ننسى ان تسربا بسيطا للامونيا حصل في عام 2017 ادى الى اختناق عدد من العاملين.
وعجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من التساؤلات حول الأثر البيئي الذي سيترتب على هذه الحادثة وحجم الضرر، خاصة بعد وقوع حادثين سابقين في الشركة؛ بركة تجميع المياه وانقلاب "قلّاب" على منشأة في الشركة.
واكد مراقبون أهمية اجراء أعمال صيانة وادامة للمشروع، خاصة وأن كثيرا من الخزانات قديمة، مشددين على أهمية الحرص على الحرفية ودقة الاجراءات الفنية المفترض اتباعها في هذا النوع من المشاريع، الأمر الذي يطرح تساؤلات فيما إذا كان هذا يدخل ضمن سياسة ضبط النفقات التي تتبعها ادارة الشركة الحالية.
وعلمت "الغد" أن محافظ العقبة حجازي عساف سيعقد اجتماعا اليوم الأحد، مع مجلس ادارة الفوسفات لبحث حلول جذرية لهذه القضية واستكمال المعالجة البيئية.
وكان أدى "انبعاج" جزء من خزان لحامض الفوسفوريك في المجمع الصناعي التابع لشركة مناجم الفوسفات الاردنية في المنطقة المينائية الصناعية الجنوبية، الى انسكاب كمية من المادة على الارض داخل المجمع دون حدوث اي اصابات في الوقت التي سيطرت فيه كوادر المجمع وسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة والدفاع المدني على التسريب، ومنعت اختلاطه في المادة وامتداده الى مرافق المجمع.
وأكد مفوض البيئة وشؤون الأقاليم في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، سليمان النجادات تسرب مادة حامض الفوسفوريك من أحد خزانات المجمع الصناعي التابع لشركة الفوسفات الأردنية في المنطقة المينائية الصناعية الجنوبية، مشيراً ان المادة لا تشكل أي خطر.
وبين أن كوادر السلطة الخاصة في مديرية البيئة والجهات البيئة المعنية، بالإضافة الى فرق شركة الفوسفات تتابع بشكل دقيق تداعيات التسريب، والذي تمت السيطرة عليه ومنعت امتداده الى بقية مرافق المجمع، والذي يكتظ بالصناعات الكيماوية .
وبين النجادات، أن هناك لجانا فنية متخصصة تتابع التسريب وتقف على كل كبيرة وصغيرة، مبينا أن التسريب محدود ولا يشكل أي خطر وتمت السيطرة عليه.
من جهتها أعلنت شركة مناجم الفوسفات، عن تسرب لحامض الفوسفوريك بشكل مفاجئ صباح أمس السبت من أحد الخزانات في موقع المجمع الصناعي في العقبة.
وأكدت الشركة في بيان صحفي حصلت "الغد" على نسخة منه ان عملية التسرب لم ينتج عنها اي إصابات بين العاملين في المجمع، باستثناء بعض الأضرار المادية والتبعية، مؤكدة ان كوادر الشركة الفنية في المجمع قد تعاملت مع عملية التسرب من الخزان الذي تم تحديثه وصيانته اخيرا.
وبينت الشركة انه تم تشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب تسرب الحامض لتلافي ذلك في المستقبل، فيما استدعت الشركة المختصين لإجراء التحقيقات اللازمة لتحديد سبب التسرب.
وأوضحت الشركة أنها قررت في وقت سابق وضمن خطتها التحديثية التطويرية، بناء خزانات اضافية لحامض الفسفوريك في المجمع الصناعي، بعد التنسيق مع مديرية الدفاع المدني والمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة تطوير العقبة والجهات المعنية والاخرى بشأن موقع بناء هذه الخزانات.
وكان رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور محمد الذنيبات والرئيس التنفيذي للشركة الدكتور شفيق الاشقر قد تواجدوا في موقع المجمع الصناعي لمتابعة عملية التسرب.