"تشجير الصحراوي" يحسن بيئة الطريق ويوفر 4 آلاف فرصة تشغيل

متسولة مع طفلها في مدينة معان-(الغد)
متسولة مع طفلها في مدينة معان-(الغد)

هشال العضايلة

الكرك - على جانبي الطريق الصحراوي الذي يربط بين العاصمة ومحافظات الجنوب، بدأت أعمال تشجير الجانبين، في واحد من المشاريع الزراعية الجريئة، التي تتحدى صحراوية المناطق التي يعبرها، وندرة تساقط الأمطار والمياه في مناطقه.

اضافة اعلان


ويستهدف مشروع تشجير الطريق الصحراوي، تجميل بيئة الطريق الذي يربط العاصمة بالجنوب وصولا إلى العقبة، بمسافة تزيد على 300 كم، عابرا بيئة جرداء صحراوية تخلو من الاشجار تقريبا.


وسبق أن نفذت عمليات تشجير على جانبي الطريق في فترات ماضية وعلى نحو متقطع، لكنها لم تصمد أمام الظروف البيئية الصعبة، وغياب الاهتمام والمتابعة للاشجار بعد زراعتها، اذ اصبحت نهبا للجفاف وقطعان المواشي.


وبحسب عاملين في المشروع، فهو يعتبر من بين أحد أهم وأكبر مشاريع التحريج الحديثة التي تنفذها وزارة الزراعة، بالتعاون مع المجتمع المحلي، وعدد من شركات القطاع الخاص الواقعة على جانبي الطريق، بحيث ستجري الاستفادة من المياه العادمة لهذه الشركات بري الاشجار طوال العام، وستوفر 8 آلاف فرصة تشغيل مؤقتة للشبان في المناطق التي يمر الطريق بها، وبدخل شهري قدره 265 دينارا شهريا، تشمل الضمان الاجتماعي.


وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات، أعلن في أيار (مايو) الماضي، اطلاق مشروع التشجير، مشيرا الى أن خطة تنفيذ المشروع، ستمتد لأكثر من 4 سنوات في زراعة الأشجار، بنسبة تغطي 80 % من الطريق.


ولفت الحنيفات، إلى إن الأشجار التي ستزرع على جانبي الطريق، ستكون من أنواع ملائمة للبيئة الصحراوية، لافتا إلى أن الوزارة، شكلت مكتبا متخصصا للطريق الصحراوي في منطقة القطرانة، وستوفر له أدوات متابعة التشجير واستمراره واستدامته.


وأشار الحنيفات، إلى أن المشروع سيؤمن لعامليه من ابناء المنطقة في البادية الوسطى، والتي يعاني مجتمعها المحلي من البطالة والفقر، فرصا تستمر لـ4 سنوات.


وبين أن المشروع يحتاج إلى جهد كبير، في ظل شح الموارد المائية، ما يحتم العمل على الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية، وتسخير الإمكانيات للحصاد المائي والاستفادة من كل قطرة ماء، واختيار الزراعة المناسبة لكل موقع، واعتماد أشتال قابلة للحياة والاستدامة، وحماية الخضرة الدائمة، لاسيما المنطقة الصحراوية والمناطق التي تعرضت للحرائق.


وأشار إلى ضرورة الجاهزية التامة في الأدوات الداعمة للمشروع، وإنشاء مركز للتشجير الصحراوي في القطرانة، وربط المشروع به، بالإضافة إلى ربط المرجعية الفنية لإدارات الحراج بمركز التشجير، وتناغم المشاريع المشابهة كافة، لتكون ضمن بوتقة واحدة.


وقال مدير زراعة لواء القطرانة المهندس حكمت الطراونة، إن المركز سيتبع اللواء يتبع لها مركز تشجير الصحراوي، ان المشروع يشمل أغلبية مناطق الطريق الصحراوي، ويمتد من منطقة زيزياء وحتى منطقة النقب جنوبي المملكة، كما ويشمل جوانب الطريق الشرقية والغربية، ومداخل المحافظات الجنوبية.


وأضاف الطراونة، أن مركز التشجير في القطرانة، سيكون مسؤولا عن المشروع الذي بدأ في حزيران (يونيو) الماضي منطلقا من القطرانة، إذ جرى تجهيز مواقع العمل بالمستلزمات الضرورية من الاشجار والعاملين الشبان الذين جرى تعيينهم لـ3 أشهر، بحيث سيصل عدد العاملين فيه إلى 4 آلاف من البادية الوسطى، بينهم ألفا شاب من أبناء البلدات الواقعة على الطريق.


وأشار إلى أن المشروع، يستهدف تغيير البيئة المحيطة بالطريق لتغدو بيئة رطبة ومشجرة بشكل دائم، عن طريق زراعة مئات آلاف الأشجار ذات الاصناف المعتمدة لتحمل الظروف الجوية الصعبة وندرة الامطار، وتشمل أشجار الفلفل كازورينا وطرفة والسرو العامودي والفضي واكاسيا.


وأوضح أن المشروع يعتمد تقنية جديدة في توفير مياه ري الأشجار، إذ يستفيد من المياه العادمة في المؤسسات الحكومية والشركات والمصانع الكبرى ومحطات الوقود الواقعة على طرفي الطريق، وعلىة نحو مناسب لحماية البيئة المحلية.


ولفت إلى أن المشروع مثلا، سيستخدم كميات المياه العادمة الناتجة من شركة دواجن في المنطقة، بكمية مقدارها 750 م3 يوميا لري الاشجار، ما يعني التخلص من هذه المياه بطريقة مناسبة وتحمي البيئة المحلية.


وبين الطراونة، ان المشروع يوفر للعاملين فيه من الشباب تدريبا مناسبا، يمكنهم من التعامل مع زراعة الأشجار والاهتمام بها، لافتا إلى أن كوادر وآليات المشروع تابعة للوزارة ومديرياتها، وكذلك يجري جلب الاشتال من مشاتلها.


وأضاف أن الكلفة الأولية للمشروع تقدر بنحو 5 ملايين دينار، بالإضافة إلى ما يمكن وصوله من منح تقدمها منظمات دولية معنية بالبيئة والزراعة، وذلك في سياق اهتمام الوزارة باستمرار المشروع وادامته.


وأكد الطراونة، ان توجيهات وزير الزراعة وتوفير الدعم بخصوص المشروع، من العوامل المهمة في تنفيذه ومتابعته على نحو دائم، لافتا إلى أنه مع نهاية العام الحالي ستجري زراعة أكثر من 50 ألف شجرة على مداخل المحافظات وجزء من الطريق.


ولفت إلى أن العمل يجري حاليا لزراعة الجزء الغربي من واجهة الطريق، لوجود عوائق فنية تتعلق بمشاريع لخدمات أخرى يبحث فيها لاتمام المشروع، ضمن المساحات المستهدفة.


وزاد بان المشروع، ينفذ وفقا لدراسة فنية شاملة، بحيث تكون نسبة نجاحه مرتفعة جدا، وخصوصا في ظل التعاون مع المؤسسات الأهلية والرسمية الأخرى والشركات المختلفة الواقعة ضمن مدى الطريق الصحراوي.

إقرأ المزيد :