تشرنوبيل مرتابة إزاء موجات السياح الجدد بعد مسلسل تلفزيوني ناجح

uk62b603
uk62b603

تشيرنوبيل (أوكرانيا) - تستقطب تشرنوبيل جيلا جديدا من السياح الساعين لالتقاط صور ذاتية أو الاحتفاظ بقطع مهملة في الموقع، بفعل النجاح العالمي الكبير لمسلسل يحمل اسم هذه المدينة التي شهدت أسوأ حادث نووي في التاريخ.اضافة اعلان
هذا المسلسل القصير الذي أنتجته محطة "إتش بي أو" الأميركية وحصد إعجاب النقاد والجمهور على السواء، يروي اللحظات المأسوية لهذه الكارثة التي شهدتها المدينة الأوكرانية إثر انفجار المحطة النووية السوفياتية في نيسان(أبريل) 1986 ما أدى إلى انتشار سحابة من المواد المشعة فوق أرجاء أوروبا.
وما تزال المنطقة المحيطة بالمحطة النووية الواقعة في شمال أوكرانيا في محيط ثلاثين كيلومترا غير قابلة للسكن، إلا أن جزءا صغيرا منها مفتوح أمام الزوار.
ويأسف المرشد الرسمي في الموقع إيفغين غونتشارينكو لأن أكثرية السياح الذين توافدوا خلال الأشهر الأخيرة إلى المنطقة كانوا يقصدون مواقع تصوير المسلسل الذي التقطت أكثرية مشاهده في ليتوانيا.
ويقول "هم لا يطلبون معلومات بل جل ما يريدونه هو التقاط صور سيلفي".
ويؤكد مدير المركز الإعلامي العام في تشرنوبيل أوليكسندر سيروتا أن بعض وكالات السفر تعرض زيارات مدفوعة إلى تشرنوبيل بما يشبه شبكات المطاعم السريعة، أي أنها تقدم تجربة سياحية سريعة وميسّرة.
ويبدو أن هذا المنحى يتواصل، فقد وقّع الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي في تموز/يوليو مرسوما يرمي إلى تشجيع التنمية السياحية في الموقع.
لويس كارلوس البالغ 27 عاما لم يكن يعلم شيئا عن تشرنوبيل قبل مشاهدة المسلسل، إذ يشير هذا السائح البرازيلي إلى أنه اتخذ قرار زيارة أوكرانيا بعد مشاهدة العمل.
وهو يقول "مجيء أناس إلى هنا لفهم ما حصل ومحاولة استخلاص العبر أمر جيد".
ويضيف "هذا هو التاريخ"، فيما يلتقط صديق له صورة سيلفي أمام المحطة.
وقد كيّفت وكالات سفر أوكرانية عرضها لتظهر للسياح مواقع مهمة من المسلسل مع إتاحة أنشطة إضافية لهم، مثل ممارسة رياضة التجذيف (كاياك) في الأنهر المحيطة بالمنطقة المحظورة.
ويسجل عدد السياح نموا سريعا، إذ ارتفع من 50 ألفا في 2017 إلى 72 ألفا في 2018. وتتوقع جمعية منظمي الرحلات السياحية في المنطقة أن يصل عدد السياح في تشرنوبيل إلى 100 ألف في 2019.
ويقول إيفغين غونتشارينكو إنه شهد في السابق على حالات ازدياد مفاجئ في عدد الزوار. وتعود أولى هذه الموجات إلى 2012 بعد عرض فيلم الرعب الأميركي "تشرنوبيل دايريز". أما الثانية فقد حصلت في 2014 مع إدراج الموقع ضمن لعبة الفيديو "كال أوف ديوتي 4".
وفي الأسابيع التي تلت عرض "تشرنوبيل" في الربيع، وُجهت انتقادات لمستخدمين نشروا عبر الإنترنت صورا لهم في بريبيات التي استحالت مدينة أشباح بعد الانفجار، بعضهم في أوضاع مضحكة أو بملابس داخلية.
وحمل مؤلف المسلسل كريغ مازن على هذه الممارسات من خلال تغريدة على تويتر كتب فيها "إذا ما زرتم (تشرنوبيل)، تذكروا من فضلكم أن الموقع شهد مأساة فظيعة. تصرفوا باحترام تجاه الأشخاص الذين عانوا أو ضحوا بحياتهم".
أما ياروسلاف ييميليانكو رئيس اتحاد المرشدين السياحيين في تشرنوبيل فيفضل التفكير بالنقاط الإيجابية. وهو يرى ضرورة في تقديم المدينة على أنها المكان الذي نجحت فيه أوكرانيا في تخطي مأساة كبيرة رغم كل الصعاب.
ويقول لوكالة فرانس برس "يجب الترويج لذلك من خلال الحديث عنه واستقطاب الناس للمجيء إلى هنا".
ويؤكد بعض السياح أنهم أتوا إلى تشرنوبيل لتوجيه تحية للأشخاص الذين فقدوا حياتهم في المنطقة، من أمثال السلوفيني يان مافرين الذي يقول "يجب إظهار نوع من الاحترام تجاه أماكن كهذه".
ويضيف "يجب التصرف بلياقة وعدم التنزه في المحيط لجمع أمور من المكان".
ويعمد زوار، سواء ممن يأتون عبر المسارات الرسمية أو الذين يدخلون بصورة غير قانونية، إلى اصطحاب قطع مهملة من الموقع كتذكارات.
ويوضح أولكسندر سيروتا من المركز الإعلامي "حتى نحن أبناء بريبيات، لا نسمح لأنفسنا بإخراج أغراضنا من المنطقة. كثيرا ما نفاجأ برؤيتها مطروحة للبيع عبر (إي باي)". - (أ ف ب)