تشققات بأرضية "الأقصى" بسبب حفريات الاحتلال

نادية سعد الدين- تهدد الحفريات المستمرة التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، أسوة بما حدث أمس، المساس بأساساته بشكل خطير، تزامناً مع تأمين الحماية لاقتحام المستوطنين المتطرفين لباحاته، في إطار سياسة الاحتلال للسيطرة على الأقصى وتهويده.

اضافة اعلان

وكشفت مؤسسات مقدسية بروز تشققات جديدة ظهرت في أرضية المسجد الأقصى، نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله، حيث ظهرت التشققات في المنطقة الغربية للمسجد، بالقرب من المتحف الإسلامي و"باب المغاربة" الملاصق لحائط البراق، وصولاً إلى منطقة القصور الأموية.

وحذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، من خطورة الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى.

حفريات مريبة

وأفاد المجلس، أمس، أن ما يسمى سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية (إلعاد) الاستيطانية تجريان منذ فترة "حفريات مريبة وغامضة" في محيط المسجد الأقصى، خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للمسجد، في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية.

وأضاف إن الجانب الفلسطيني "يرصد منذ فترة قيام مجموعة من العمال، وباستخدام الجرافات وآلات الحفر الكبيرة أيضاً، بالعمل بعجلة مريبة في ساحة حائط البراق ومنطقة القصور الأموية، في المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى المبارك".

ووفقا للمجلس، فإن الأعمال شملت تفريغ الأتربة وعمل ثقوب بجدران محاذية للسور الجنوبي للمسجد، وتفريغ للممرات في محاولة لإخفاء ما يقومون به من حفريات.

وأكد أن المراقبين رصدوا عمليات تكسير مستمر منذ أشهر لحجارة أثرية مهمة، حيث يتم تحويلها لحجارة صغيرة بهدف إخفاء أثرها، وإخراجها على أنها طمم يذهب للقمامة، وذلك من قبل عمال حفريات تابعين لجمعيات استيطانية.

وحذّر المجلس "من الاستمرار بالعبث والتخريب وتغيير المعالم التاريخية والدينية لهذه المواقع التاريخية الوقفية"، مطالباً بالوقف الفوري لهذه الحفريات المشبوهة في محيط المسجد الأقصى المبارك.

وأكد المجلس أن "ساحة وحائط البراق ومنطقة القصور الأموية هي وقف إسلامي خالص وامتداد للمسجد لأقصى المبارك كمسجد إسلامي بمساحته الكاملة 144 دونما بجميع مصلياته، وساحاته، ومساطبه وأسواره والطرق المؤدية إليه، وهي ملك خالص للمسلمين وحدهم".

في حين كشفت المؤسسات المقدسية عن أعمال الحفر التهويدي التي تجريها سلطات الاحتلال قرب سور المسجد الأقصى، وفق منصة "القسطل" المقدسية، المختصة بشؤون القدس المحتلة، التي تطابقت معلوماتها مع نشطاء مقدسيين أشاروا إلى أعمال الحفر الإسرائيلية المستمرة في منطقة القصور الأموية المحاذية للسور الجنوبي للمسجد.

وتعد منطقة القصور الأموية المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى، مما ينذر بخطورة بالغة حال استمرت هذه الانتهاكات، كونها ملاصقة للأساسات، وفق المؤسسات المقدّسية.

ونوهت إلى نفق وحفريات جديدة تُجريها جمعية "إلعاد" الاستيطانية بسرية تامة، على بعد 130 متراً من السور الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.

وتُدخل قوات الاحتلال العمال والآليات داخل فتحة النفق، الملاصق تماماً لمجمع مياه "عين العذراء" التي حفرها الكنعانيون، وصولًا لمجمع عين سلوان تحت الأرض بطول 533 مترًا.

واستولت جمعية "إلعاد" على تلك العين منذ سنوات، وأغلقتها ومنعت الدخول إليها، وأقامت عليها مركزًا ضخمًا محكم الإغلاق، تحت حراسة ورقابة أمنية مشددة، رُغم أنها وقف إسلامي تابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.

وقد تم الكشف عن نفق جديد وأعمال حفريات تُجريها جمعية "إلعاد" في المنطقة، علمًا أنها منطقة عسكرية مغلقة لا يستطيع أحد الدخول إليها، رغم أنها الطريق الرئيس الذي يوصل أهالي سلوان لباب العامود والمسجد الأقصى والبلدة القديمة.

ممارسات استفزازية

وفي الأثناء؛ اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، وقاموا بتنفيذ جولات استفزازية، وأداء الطقوس التلمودية العنصرية في باحاته، واستمعوا لشروحات مزورة حول "الهيكل" المزعوم، تحت حماية قوات الاحتلال.

وتقوم قوات الاحتلال بإخلاء المنطقة الشرقية من المسجد من المصلين والمرابطين؛ وذلك لتسهيل اقتحام المستوطنين، وسط تواصل الدعوات الفلسطينية للحشد الواسع والرباط في رحاب المسجد الأقصى، لإحباط مخططات التهويد، لاسيما خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، بدءاً من الخميس المقبل.

ونشرت الدعوات الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لبدء الاعتكاف في المسجد الأقصى اعتباراً من يوم الخميس المقبل حتى عيد الأضحى؛ للتصدي لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه للأقصى، الذي يتعرض لاقتحامات متواترّة، في محاولة إسرائيلية لفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.

بينما شددت قوات الاحتلال، أمس، من الإجراءات والقيود المفروضة على دخول المصلين الى المسجد الأقصى، تزامناً مع اقتحام العشرات من المستوطنين لساحاته.

ودققت شرطة الاحتلال المتواجدة عند أبواب الأقصى بهويات المصلين الوافدين اليه، واحتجزتها على الأبواب وحققت مع البعض تحقيقات ميدانية.

وكانت حركة "حماس" قد أكدت أهمية الرباط والحشد في المسجد الأقصى لحمايته وإفشال مخططات الاحتلال.

ودعت "حماس" الشعب الفلسطيني في كل أنحاء الأرض المحتلة للمضي في مسيرة الدفاع عن القدس والأقصى، ودعم المرابطين فيه وإسناد المبعدين عنه، لحماية المسجد من الاقتحامات الاستفزازية، وإفشال مخططات الاحتلال في تهويدة وتقسيمه.

وأكدت أنَّ محاولات الاحتلال لإبعاد الشعب الفلسطيني عن القدس والرّباط في المسجد الأقصى المبارك وشدّ الرّحال إليه، لن تفلح في تغييب دوره ومشاركته في مسيرة النضال والمقاومة الشاملة، حتّى انتزاع الحريَّة، وتحقيق النصر بتحرير الأرض والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

فيما أفادت الأنباء الفلسطينية، تقريراً لوسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت فيه عن اقتحام 569 مستوطناً باحات المسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الماضي.

اقرأ أيضا

الصفدي: القدس المحتلة ومقدساتها خط أحمر وثابت وجامع عربي فوق السياسية