تشييع جثمان الطالب الغرايبة ضحية سقوط البوابة المدرسية

الطالب فراس غرايبة بريشة الزميل إحسان حلمي
الطالب فراس غرايبة بريشة الزميل إحسان حلمي

أحمد التميمي

إربد – أنهت البوابة الحديدية البالية لمدرسة ابن حزم الثانوية في الرمثا حياة الطالب فراس الغرايبة (15 عاما)، بعد أن سقطت عليه أثناء الدوام المدرسي، لتدخله في حالة غيبوبة قبل أن يودع الدنيا، فاجعا والديه وشقيقاته الخمس، ومتسببا بصدمة لزملائه والمجتمع. اضافة اعلان
ورغم محاولات الأطباء التي استمرت لـ 20 يوما لانقاذ حياته إلا أن فراس يستسلم أخيرا للموت، لتختصر الحادثة بشكوى سجلت أمس لدى مدعي عام الرمثا بحق إدارة المدرسة والجهات المقصرة الأخرى، بتهم "التسبب بوفاة الطفل والإهمال والتقصير"، وفق عمه صدام الغرايبة.
وودع ذوو فراس وفاعليات شعبية ورسمية جثمانه الطاهر، الذي ووري الثرى بعد الصلاة عليه من مسجد أسامة بن زيد إلى مثواه الأخير في مقبرة حوارة بإربد، ليطوي مسلسل الإهمال طفلا آخر تحت التراب.
ويؤكد عمّ الفتى أن الجهات المعنية وعدت بتحقيق عادل وشفاف واتخاذ الإجراء المناسب بحق أي شخص متسبب بالحادثة، مشيرا إلى أن مدعي عام الرمثا باشر التحقيق بالحادثة.
 وقال الغرايبة إن فراس هو الابن الوحيد على 5 شقيقات وترتيبه بينهم الثالث، مشيرا إلى أن أسرته تسكن في لواء الرمثا منذ سنوات وهو في الصف التاسع.
وتابع انه بعد سقوط البوابة الحديدية للمدرسة على فراس، تم إسعافه إلى مستشفى الرمثا الحكومي، وبعدها مباشرة إلى مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، بعد أن أصيب بنزيف داخلي استمر 24 ساعة، ليتمكن الأطباء من وقفه ويدخل بعدها في حالة موت دماغي.
وأشار إلى أن حالة فراس لم تتحسن ولم يتم إجراء أي تدخل جراحي وبقي في غرفة العناية الحثيثة حتى توفي صباح أمس، بالرغم من محاولة الكوادر الطبية في المستشفى انقاذ حياته، إلا أن تدهور حالته الصحية حال دون ذلك.
وقال مدير تربية الرمثا الدكتور فائق الخصاونة إن مديرية التربية والوزارة شكلت لجنة تحقيق بالحادثة للوقوف على أسبابها وسيصار إلى محاسبة المقصرين إن وجد، مشيرا إلى أن قضية الغرايبة تحظى باهتمام كبير من قبل وزير التربية والتعليم، فيما اللجان ما زالت تحقق بالحادثة، في الوقت الذي حولت فيه القضية إلى المدعي العام.
بدوره، قال متصرف لواء الرمثا بدر القاضي إن القضية تم تحويلها الى مدعي عام الرمثا، والذي باشر إجراءات التحقيق فيها واستدعاء بعض الأشخاص للتحقيق معهم حول القضية، مشيرا إلى أن قضية الطفل الغرايبة حظيت من أول يوم بالاهتمام وتم متابعة علاجه في المستشفى، إلا أن وضع الطفل كان غير مستقر، مما أدى إلى وفاته والقضية الآن بيد القضاء.
وشارك في تشييع الجثمان محافظ إربد رضوان العتوم ومتصرف لواء الرمثا بدر القاضي ومدراء الأجهزة الأمنية في المحافظة وعدد من النواب.
وكان وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء فواز ارشيدات، قد قام مؤخرا بزيارة الطالب فراس غرايبة بينما كان يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي.
بدوره، قال رئيس نقابة المعلمين فرع إربد سالم أبو دولة أن النقابة خاطبت أكثر من مرة وزارة التربية والتعليم للاهتمام بالصيانة الدورية للمدارس، مشير إلى أن هناك مدارس تعاني من تهالك للبنى التحتية وبحاجة إلى صيانة فورية.
وحمل ابو دولة مسؤولية وفاة الطفل فراس الى وزارة التربية والتعليم في حال ثبت ان الوفاة كان بسبب الإهمال في المدرسة.
ودعا ابو دولة وزارة التربية إلى إيلاء البنى التحتية الاهتمام الكافي بدلا من تركيزها على أمور ثانوية، مشيرا الى ان ظاهرة سقوط البوابات على اطفال المدارس تكررت أكثر من مرة.
وقال الخبير التربوي الدكتور أحمد بديوي وهو مدير مدرسة سابق ان صلاحية مدير المدرسة تنتهي برفع طلبات المدرسة المتعلقة بالصيانة الى مديرية التربية، مشيرا الى أن هناك لجانا تقوم بزيارة المدارس وتقوم بكتابة جميع الطلبات، إلا أن معظم الطلبات لا يستاجب لها، وفي حال تم الاستجابة فانها بحاجة إلى 6 أشهر للتنفيذ.
واضاف ان القانون وتعليمات وزارة التعليم يمنع مدير المدرسة من جمع التبرعات من المجتمع المحلي لغايات صيانة المدارس، خوفا من حدوث سرقات او غيرها.
واكد ان التبرعات المدرسية في المدارس وخصوصا الثانوية لا تكفي بعض الاحيان لشراء القرطاسية، مشيرا الى انه لا يوجد دخل في المدارس الا التبرعات.
وأوضح ان هناك بعض المدارس تعاني من تهالك في البنى التحتية، الأمر الذي يتطلب وجود أموال في المدارس للتعامل مع اي طارئ، وان يكون هناك لجان مراقبة وتدقيق على الفواتير المالية، وخصوصا ان هناك تأخيرا في الصيانة تمتد لشهور في حال حدث شيء في المدرسة.
وقال بديوي إن مسؤولية إصابة اي طالب في المدرسة تتحملها وزارة التربية والتعليم في حال قيام مدير المدرسة بمخاطبتها عن النواقص التي تحتاجها المدرسة.
وشدد على ضرورة أن تخصص الوزارة مبالغ مالية للمدارس لعمل الصيانات الدورية لها بعيدا عن الروتين والبيروقراطية.