تصاعد وتيرة الحرب بين أذربيجان والانفصاليين ودعوات دولية للتهدئة

figuur-i
figuur-i

يريفان - أعلن كل من القوات الأذربيجانية والأرمينية أمس تكبيد الجانب الآخر خسائر فادحة فيما تحتدم المعارك لليوم الثالث حول إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي.اضافة اعلان
وكررت الولايات المتحدة الدعوات التي أيدتها ألمانيا وروسيا، لوقف الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الأحد الماضي، بدون أن تلقى آذانا صاغية لدى الخصمين اللذين كانا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ويتنازعان منذ عقود السيطرة على قره باغ.
وأمس دعا الكرملين تركيا للعمل من أجل وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ، وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحفيين"ندعو كل الدول ولا سيما الدول الشريكة لنا مثل تركيا، إلى بذل المستطاع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى التسوية السلمية لهذا النزاع".
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم في جلسة مغلقة لإجراء مناقشات عاجلة حول التصعيد العسكري في الإقليم، وحيث أوقعت المعارك في الأيام الأخيرة نحو 100 قتيل وفق تقارير مؤكدة.
وأكد الجانبان أمس استمرار المعارك رغم دعوات دولية لوقف إطلاق النار.
وفي تصريحات عالية النبرة، تعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف مواصلة القتال.
وقال "إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على وقف الدكتاتور المتهور في أرمينيا، فإن أذربيجان ستقوم بذلك".
وقالت وزارة الدفاع الأرمنية إن الانفصاليين في قره باغ تمكنوا من صد هجمات أذربيجانية على طول الجبهة الأمامية مؤكدة أن "العدو تكبد خسائر بشرية فادحة".
وأضافت ان الجيش الأذربيجاني تكبد خسائر كبيرة منذ اشتعال المواجهات، مع إسقاط نحو 50 طائرة من دون طيار وأربع مروحيات وتدمير 80 دبابة.
واتهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج النزاع، وتوعدت باستخدام أسلحة ذات مدى أبعد وقدرة تدمير أكبر.
في باكو نفى مسؤولو الدفاع تقارير المقاتلين الانفصاليين التي ذكرت بأن قوات مدعومة من أرمينيا استعادت السيطرة على مناطق كانت قد خسرتها في معارك الأحد الماضي.
وقال أذربيجان إن جيشها تصدى لهجوم أرمني مضاد، ودمر قافلة أرمنية مؤللة ووحدة مدفعية، وفي وقت لاحق فوج مشاة تسانده عربات عسكرية بأكمله.
وأكدت وزارة الدفاع أن قواتها "واصلت هجوما على مدينة فيزولي" في منطقة قره باغ، "ودمرت اربع دبابات للعدو وآلية مدرعة وقتلت عشرة جنود".
وأضافت أن "العدو … طلب مساعدة لإجلاء جثث وجرحى الجنود".
كما هددت أذربيجان بتدمير منظومة الصواريخ أرض جو، إس- 300 الروسية الصنع، والتي قالت إنه يتم نقلها إلى قره باغ.
ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان وأرمينيا أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا اللتان تدعم كل منهما الطرف الآخر في النزاع.
وتنضوي يريفان في تحالف عسكري يضم جمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو. وحض الكرملين أمس تركيا والأطراف المتحاربة على العمل من أجل "التوصل لتسوية سلمية لهذا النزاع بالسبل السياسية والدبلوماسية".
وتدعم أنقرة أذربيجان، وتُتهم بإرسال قوات لها من شمال سورية لدعم جيش باكو، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس إنه حان الوقت "لإنهاء" الخلاف الذي طال أمده حول قره باغ.
وأكدت تركيا أمس تصميمها على مساعدة أذربيجان "في استعادة أراضيها المحتلة" في الإقليم. وقال مدير الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين التون إن "تركيا تتعهد بالكامل مساعدة أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلة والدفاع عن حقوقها ومصالحها بموجب القانون الدولي".
واكد أن أذربيجان "تسعى فقط الى ضمان أمن سكانها المدنيين قرب خط الجبهة وتحرير أراضيها المحتلة"، معتبرا أن "العالم لا يمكنه أن يتعامل على قدم المساواة مع المعتدي والطرف المعتدى عليه تحت شعار مبدأ الحياد المزعوم".
ولم تعلن أذربيجان عن أي خسائر في صفوفها، لكن الحكومة الانفصالية بثت تسجيلات من ميدان المعارك تظهر ما قالت إنها جثث جنود أذربيجانيين.
وأكد مسؤولون أرمينيون أمس وفاة ثلاثة مدنيين آخرين، فيما أعلن علييف إن الخسائر بين المدنيين في الجانب الأذربيجاني وصلت أمس إلى عشرة قتلى.
ويرتفع بذلك العدد المؤكد للقتلى في المعارك إلى 99، هم 84 مقاتلا من الانفصاليين و15 مدنيا.
وحض مراقبون في المجتمع الدولي على تعزيز جهود التوصل لحل سياسي.
وحول اجتماع مجلس الامن قالت مصادر إنّه سيعقد (عقد ليلة أمس) بطلب من بلجيكا إثر مبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "بشكل عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أعلن المتحدث باسمها، بعد محادثة لها مع كل من علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
بدوره دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى وقف أعمال العنف والعودة إلى المفاوضات "في أسرع وقت".
وأدى إعلان الإقليم استقلاله عن أذربيجان إلى حرب في مطلع التسعينيات، أودت بحياة نحو 30 ألف شخص.
وتطالب أذربيجان، البلد الناطق بأحد فروع اللغة التركية وذو الغالبية الشيعية، باستعادة السيطرة على الإقليم الجبلي الذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو العام 1991.
وأعلنت أرمينيا وقره باغ أول من أمس الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية، فيما فرضت أذربيجان الأحكام العسكرية ومنعت التجول في مدن كبرى.
والمحادثات الهادفة لتسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار العام 1994.
وبذلت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة جهود وساطة ضمن "مجموعة مينسك"، لكن آخر واكبر تلك المساعي باءت بالفشل في 2010.-(أ ف ب)