تصعيد جديد بين اليونان وتركيا

اثينا - اتهمت تركيا اليونان أمس بالتهرب من الحوار والكذب بعدما قال رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس إن على تركيا الكف عن "تهديداتها" قبل عقد أي محادثات برعاية حلف شمال الأطلسي بشأن خفض التوتر في شرق المتوسط. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة "هذا يظهر الوجه الحقيقي لليونان (...) لا تريد الحوار". وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أول من أن المسؤولين اليونانيين والأتراك "اتفقوا على الدخول في محادثات تقنية في مقر الحلف لوضع آلية من أجل منع وقوع أي نزاع عسكري وخفض احتمال وقوع حوادث في شرق المتوسط". لكن أثينا نفت أن تكون وافقت على عقد محادثات تقنية لا تتضمن في أي حال حوارا مع تركيا. وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن "المعلومات المنشورة التي تزعم أن اليونان وتركيا اتفقتا على عقد ما أطلق عليها "محادثات تقنية" لخفض التصعيد في التوتر في شرق المتوسط لا تتطابق مع الحقيقة". وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أمس إن مبادرة ستولتنبرغ "أبعد كثيرا من أن توصف باتفاق لإعادة إطلاق حوار". وشددت الخارجية اليونانية على أن "خفض التصعيد لن يحصل ما لم تنسحب جميع السفن التركية من الجرف القاري اليوناني". وقال ميتسوتاكيس في أثينا أثناء لقائه مسؤولا كبيرا في الحزب الشيوعي الصيني "لنضع التهديدات جانبا لإفساح المجال لبدء الاتصالات". وفي أنقرة قال تشاوش أوغلو إن اليونان وافقت بالفعل على المقترح لدى عرضه. وقال تشاوش أوغلو للصحفيين إن اليونان "نفت (تصريحات) الأمين العام، لكن من يكذب هنا ليس الأمين العام للناتو (حلف شمال الأطلسي)، بل اليونان". وذكرت وسائل إعلام يونانية أمس إن ستولتنبرغ سلم "وثيقة من ورقة واحدة" تعرض أفكاره، إلى الممثلين العسكريين لليونان وتركيا "خلال لقاء استمر 5 دقائق". وأحيلت الوثيقة إلى أثينا لدراستها، وفق تقارير. وأمس تحدث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن إمكانية تنظيم "مؤتمر متعدد الأطراف حول شرق المتوسط" بمشاركة أنقرة، لمحاولة تهدئة التوتر. وقال للصحافيين "طرحنا هذه الفكرة بشكل غير رسمي مع بعض الزملاء الأوروبيين والزملاء الخارجيين. مع تركيا أيضا. ... لن أقول إن هناك 'نعم' واضحة، لكن لا يوجد رد فعل سلبي على ذلك. كان رد الفعل بالأحرى: ما هي الأساليب؟ من يمكن أن يكون المشاركون؟ ماذا ستكون الأهداف؟ ". ويمكن لهذا المؤتمر، حسب قوله، أن يضم "جميع الدول المشاركة في مختلف النقاشات حول الحدود البحرية" في البحر المتوسط. وارتفع منسوب التوتر بشكل كبير على خلفية أنشطة التنقيب التركية التي تعتبر كل من اليونان وقبرص أنها تنتهك سيادتهما. وأرسلت تركيا في العاشر من آب (اغسطس) سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" وسفنا حربية إلى المياه المتنازع عليها، بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، في إطار مهمة تم تمديدها ثلاث مرات. وردت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية إلى جانب عدة دول في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى دولة الإمارات، على مقربة من مناورات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي. وقال ميتسوتاكيس أمس إن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس سيطلع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك على "أنشطة (تركيا) الخارجة عن القانون". وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرارا اليونان وكذلك فرنسا، معتبرا أن قادتهما "جشعون ويفتقرون إلى الكفاءة" لأنهم تحدوا التنقيب التركي عن الطاقة في شرق المتوسط. قال إروغان خلال تسليم شهادات لضباط في أنقرة الأحد الماضي"حين يتعلّق الأمر بالقتال، لن نتردّد في تقديم شهداء". وأضاف "القضية هي الآتية: من يهاجموننا في المتوسط و(الشرق الأوسط) هل هم مستعدّون للتضحيات نفسها؟". وأضاف إردوغان "لأعدائنا نقول: نقبل التحدي". وينذر الدعم الفرنسي لليونان بأزمة خطيرة بالنسبة لحلف شمال الأطلسي. فالاتحاد الأوروبي يراقب تصاعد الخلاف بقلق متزايد، وحض مرارا تركيا على وقف أنشطة التنقيب مهددا بفرض عقوبات على أنقرة في حال رفضت حل النزاع من خلال الحوار. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه ما لم تنخرط تركيا في محادثات، فإن الكتلة ستضع قائمة بمزيد من العقوبات خلال اجتماع للمجلس الأوروبي في 24 و25 أيلول (سبتمبر). وقال ميتسوتاكيس إن تركيا "تقوّض" القانون الدولي وتعرض الأمن الإقليمي "للخطر" عبر سعيها "لتبديل" الجغرافيا. - (أ ف ب)اضافة اعلان