تصعيد عسكري في درعا وريف دمشق

مبان مدمرة في أحد شوارع مدينة درعا - (من المصدر)
مبان مدمرة في أحد شوارع مدينة درعا - (من المصدر)

ماهر الشوابكة

عمان- فيما انهارت فجر أمس الهدنة الهشة التي أعلنها الجيش السوري في درعا ظهر السبت الماضي ليومين، وعادت البراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض تسقط على أحياء وبلدات محافظة درعا غير الخاضعة للنظام، أشعلت المليشيات الشيعية من جديد حرب "المساحات الفارغة" في جبهات البادية الشامية، التي كانت قد شهدت تبريدا الاسبوع الفائت، بعد شهر من المعارك مع فصائل الجيش الحر بالمنطقة.  اضافة اعلان
وتأتي هذة الاحداث والمتغيرات في سياق جديد للجيش السوري والمليشيات الموالية له، والذي بدا يغير من تكتيكاته مؤخرا على الجبهات، في محاولة لتغيير الوضع العسكري على الأرض، قبل أن تدخل توصيات اجتماع "استانة4" الخاصة بالمناطق الآمنة حيز التنفيذ، من قبل الدول الفاعلة والمتأثرة بالأزمة السورية.
فرغم الحساسية الأردنية المفرطة من تواجد اي مليشيات شيعية بالقرب من الحدود الاردنية، والتحذير الاردني المتكرر من مغبة ذلك، الا ان النظام السوري، وبحسب ناشطين سوريين، استخدم دعاية تضليلية على مدى اسبوعين ماضيين بأنه ينتظر وصول حشود الفرقة الرابعة من الحرس الجمهوري للتغطية على وصول مليشيا حزب الله إلى المحافظة.  
وهو ما يؤكده الناشط الإعلامي السوري عامر شهدا من ان "النظام حاول ذر الرماد في العيون بإعلانه عن وصول حشودات عسكرية تضم الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، ولكن المؤكد ان هذا الاعلان يأتي للتغطية على وصول ميليشيات شيعية مدعومة من إيران ولا سيما حزب الله إلى درعا".      
وتعتبر الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد القوة الضاربة في قوات النظام، وكان أعلن النظام انها وصلت الى مدينة درعا، بهدف تنفيذ عملية عسكرية ضخمة للوصول نحو معبر نصيب على الحدود الاردنية.              
وقال شهدا إن "ترويج النظام لوصول الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري هدفه طمأنة الأردن بأن مليشيات ايران غير قريبة من الحدود، خصوصا ان وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي كان قد ابلغ نظيره الروسي خلال زيارته الى موسكو، بان المملكة الاردنية تعتبر وصول ميليشيات طائفية الى الحدود الاردنية خطًا أحمر".                       
وعن هدف استئناف الجيش السوري لقصفه في درعا بعد هدوء نسبي دام يومين، رغم إعلانه افساح هذة الهدنة المجال "لدعم جهود المصالحة" ان النظام بدأ معاركه في درعا منذ اشهر بدأها في حي المنشية بدرعا البلد، مشيرا الى ان اهداف معظم معاركه هي الوصول نحو معبر نصيب الاستراتيجي بالنسبة له.
لكن الفصائل المسلحة وبحسب شهدا وعبر غرفة عمليات البنيان المرصوص "تصدت لتلك المحاولات، بل واستعادت المبادرة وشنت هجوما عكسيا منسقا تمكنت من خلالها من السيطرة على نحو 90 % من حي المنشية".
وكان الجيش السوري اعلن عن هدنة من جانب واحد دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 12 من ظهر يوم السبت الماضي واستمرت حتى منتصف ليلة اول من امس الاثنين بعد 10 ايام من القصف المتواصل واستهدف في الاسبوع الاول مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وبلدات اليادودة والنعيمة وأم الميادين ودرعا البلد وطريق السد فقط، ثم توسع القصف ليطال في الاسبوع الثاني القرى القريبة من الحدود الاردنية، والتي شهدت في الفترة الاخيرة موجة نزوح اليها هربا من القصف، مثل تل الشهاب ونصيب وطفس وصيدا وداعل والمزيريب، حيث تعرضت الى قصف جوي ومدفعي كثيف اوقع العشرات من القتلى والجرحى بين صفوف سكانها.
وتسيطر فصائل المعارضة السورية على اكثر من 60 % من مساحة محافظة درعا بما فيها حدود المحافظة ومعبريها درعا -الرمثا ونصيب -جابر مع الأردن، فيما يسيطر النظام على ما تبقى من مساحة المحافظة.
وشهدت درعا بحسب التقرير اليومي لغرفة البنيان المرصوص التابعة لفصائل المعارضة السورية 11 غارات جوية على أحياء درعا ، اضافة الى 9 غارات على منطقة غرز شرقي درعا، وغارة على بلدة المزيريب، وغارتين على بلدة رجم البقر بريف السويداء الشرقي، وغارة استهدفت محيط تل أصفر بريف السويداء، وغارتين جويتين استهدفتا منطقة بئر القصب شرق السويداء.
وألقت هذه الطائرات 31 برميلا متفجرا على أحياء درعا المحررة، اضافة الى 6 براميل بمادة النابالم على أحياء درعا المحررة، و 4 براميل متفجرة على منطقة غرز شرقي درعا، و12 لغما بحريا على أحياء درعا المحررة.
كما اطلقت قوات النظام والمليشيات التابعة له 14 صاروخ أرض ارض من نوع فيل استهدفت احياء درعا.
وفيما شهدت درعا عودة للاشتباكات وقصف الطيران من جديد، شهدت البادية الشامية تسخينا في جبهاتها من قبل الجيش السوري والمليشيات الشيعية الموالية له، بهدف السيطرة على اكبر مساحة من هذه البادية، التي تشكل أكثر من 35 % من مساحة سورية.
وبحسب ما قال عضو المكتب الإعلامي لجيش اسود الشرقية سعد الحاج لـ"الغد" فإن "المليشيات الشيعية استأنفت عملياتها العسكرية يوم امس في محاولة للسيطرة على مناطق بئر القصب ودكوة، التي تسيطر عليها فصائل الجيش الحر بهدف ابعاد هذة الفصائل عنها.
وعلل الحاج استماتة المليشيات للسيطرة على هاتين المنطقتين منذ شهر تقريبا بأنها قريبة من مواقع عسكرية حساسة للنظام السوري والعسكر الروس، وتمنع من تقدمها نحو السيطرة على البادية الشامية".
وأضاف الحاج ان" هاتين المنطقتين قريبتان من مطارات عسكرية بمسافة 20 كلم نظر، اهمها مطار خلخلة العسكري والكتيبة 559 والمحطة الحرارية، التي اصبحت ثكنة عسكرية روسية".
وقال إن "النظام والمليشيات الشيعية تكبدت في معارك يوم امس دبابة وعربة بردي ام، ومدفع 23 وسيارة هايلوكس اثناء محاولتهم التقدم على منطقة بئر القصب من محوري الهيجاني ودكوة بريف دمشق الشرقي".
وأضاف أن "قوات النظام كانت مدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الإيرانية وجيش التحرير الفلسطيني والتي حاولت التقدم على عدة محاور، لكن دفاعات الثوار تصدت لهم".
وأضاف أنه "في وقت لاحق من يوم امس دمر الثوار دبابة ثانية للمليشيات بصاروخ كونكورس في المعارك الدائرة بالقرب من دكوة.
فيما قال عضو المكتب الإعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو سعيد سيف لـ"الغد" ان "هناك محاولات تقدم من عدة محاور في البادية الشامية للمليشيات الشيعية، خاصة من بئر قصب"، مشيرا إلى أن "النظام يستهدف من وراء هذا التسخين الجديد محاولة تأمين المنطقة للسماح لقواته التقدم صوب معبر التنف".