تصورات خاطئة عن اضطراب "التأتأة"

التأتأة أحد اضطرابات الطلاقة الكلامية وتتمثل في عدم قدرة الشخص المصاب بها على التحدث بسلاسة وانسيابية - (أرشيفية)
التأتأة أحد اضطرابات الطلاقة الكلامية وتتمثل في عدم قدرة الشخص المصاب بها على التحدث بسلاسة وانسيابية - (أرشيفية)

عمان- التأتأة هي أحد اضطرابات الطلاقة الكلامية وتتمثل في عدم قدرة الشخص المصاب بها على التحدث بسلاسة وانسيابية. فتظهر عليه أثناء حديثه مع الآخرين بعض العلامات مثل: تكرار صوت واحد من الكلمة مثل: س س س سيارة، أو تكرار جزء من الكلمة مثل: سي سي سي سيارة أو تكرار الكلمة أو العبارة أو الجملة بأكملها أو مد صوت من الكلمة مثل: سسسسسيارة (حيث يمد الشخص صوت السين دون توقف أو تقطيع).اضافة اعلان
ومن علامات التأتأة الكلامية: التوقف في منتصف الكلمة أو في المواقع التي لا ينبغي التوقف فيها حيث يشعر المستمع أن نفس المتكلم قد انقطع فجأة. ومن علامات التأتأة أيضاً: ما يسمى بالحشوات وهي أن يضيف الشخص بعض الكلمات غير الضرورية أثناء الكلام وبشكل مستمر مثل: آآه، ممم، شايف علي، شو اسمو... ويرافق التأتأة بعض السلوكيات الثانوية مثل: رمش العينين بشكل سريع، النقر على الطاولة أو الطرق على الأرض أثناء محاولة إخراج الكلمة والعبوس والشد العضلي في عضلات الوجه والفك والعنق والصدر والأكتاف والأطراف العلوية والسفلية وخاصة أثناء لحظة التلعثم.
وقد وضعت جمعية التأتأة الوطنية في نيويورك بعض المعتقدات الخاطئة عن اضطراب التأتأة والتي يتداولها الكثير من الناس كاعتقاد البعض أن الطفل المصاب قد أصيب بالتاتأة وذلك لرؤية أمه لأفعى أثناء حملها به. أو أن الطفل قد أصيب بالتاتأة لأنه ابتلع حشرة وهو صغير.
وفيما يلي عرض لبعض المعتقدات الخاطئة الشائعة وتصحيحها:
1 - تحدث التأتأة نتيجة التوتر النفسي: الواقع هو أن المصاب بالتاتأة قد يصاب بالتوتر نتيجة التأتأة، لذا فالتوتر قد يكون نتاج التأتأة وليس سببها.
2 - يوصف المصابون بالتاتأة على أنهم خجولون: يظن البعض أن الأطفال والكبار المصابين بالتأتأة خجولون وهذا معتقد خاطئ كذلك؛ حيث يتردد المصاب بالتأتأة في الحديث أمام الآخرين ولا يعني ذلك الخجل أو الرهاب الاجتماعي. حيث يستطيع الكثير من المصابين بالتأتأة من الحديث بصراحة وحزم وقد تمكن الكثير منهم تولي مناصب قيادية مهمة.
3 - التأتأة اضطراب نفسي: قد يصاحب التأتأة بعض المشاكل النفسية ولكنها لا تجعل من التأتأة مشكلة نفسية؛ حيث يعتمد العلاج بشكل كبير وخاصة في المراحل الأولى من العلاج على الإرشاد النفسي في تخفيف حدة المشكلات النفسية تلك والمخاوف التي قد تظهر نتيجةً للتأتأة.
4 - الأشخاص المصابون بالتأتأة هم أقل ذكاءً وقدرةً من غيرهم: يثبت المصابون بالتأتأة يوماً بعد يوم عكس ذلك. حيث يضم مجتمع التأتأة مجموعة كبيرة من الأساتذة الجامعيين والأدباء والعلماء. وبإمكان أي شخص مصاب بالتأتأة تحقيق النجاح في أي مجال كان.
5 - تحدث التأتأة نتيجة لصدمة نفسية: قد تزيد الصدمات النفسية من حدة التأتأة لدى الطفل المصاب بها أصلاً. ولكن لا يمكن للصدمات النفسية أن تسبب التأتأة.
6 - تحدث التأتأة نتيجة سوء معاملة الأهل: لا يمكن أن تتسبب سوء معاملة الأهل في إصابة الطفل بالتاتأة، وتجدر الإشارة إلى أن الضغط الذي يمارسه بعض الأهالي على أطفالهم كي يتكلموا بطلاقة قد يسهم في تفاقم التأتأة.
7 - التأتأة مجرد عادة يمكن التخلص منها: إن كان التخلص بالتاتأة متعلق بقوة الإرادة فقط لما وجدت جمعيات ومؤسسات تعني بالتاتأة مثل الجمعية الوطنية للتأتأة في نيويورك National Stuttering Association (NSA). أما بالنسبة لقوة الإرادة لدى المصابين بالتأتأة، فتذكر الجمعية الوطنية للتأتأة أن المصابين بهذا الاضطراب يمتلكون قوة إرادة ومثابرة لا مثيل لها.
8 - تحدث التأتأة نتيجة تقليد الأطفال لأقاربهم أو أفراد عائلتهم المصابين بالتاتأة: يخلو هذا المعتقد من الصحة أيضاً. فالتأتأة قد تكون وراثية (تنتقل بالجينات) ولا تنتقل بالعدوى.
9 - من مسببات التأتأة، إجبار الطفل الأعسر على الكتابة باليمين: انتشر هذا المعتقد في بداية القرن العشرين وقد تم تفنيد هذا المعتقد في العديد من الدراسات العلمية منذ الأربعينات من القرن ذاته. حيث أشارت الدراسات إلى أن الضغط الذي يمارسه الأهل على أطفالهم قد يفاقم التأتأة ولا يمكن أن يكون المسبب.
10 - تصبح التأتأة مزمنة حينما يعلم الشخص أنه مصاباً بهذا الاضطراب: قد بنى البعض اعتقادهم هذا على دراسة نشرت في العام 1939 وقد فقدت تلك الدراسة مصداقيتها منذ عدة عقود.

حازم رضوان آل اسماعيل
اختصاصي السمع والنطق
[email protected]