تعديل دوام المدارس ينتشل أولياء الأمور من معاناة الازدحامات

أزمة سير خانقة سابقة في أحد شوارع العاصمة-(تصوير أمجد الطويل)
أزمة سير خانقة سابقة في أحد شوارع العاصمة-(تصوير أمجد الطويل)
آلاء مظهر عمان – جاء قرار وزارة التربية والتعليم أمس بتعديل دوام المدارس في شهر رمضان ليبدأ من الساعة التاسعة صباحا بدلا من الثامنة لينتشل أولياء الأمور من حيرتهم التي ساورتهم طوال يومين، نتيجة فرق التوقيت مع بدء دوامهم والبالغ ساعتين بينهم وبين أبنائهم، ما يعرضهم لإرباكات وأزمات سير خانقة نتيجة اضطرارهم إلى العودة إلى بيوتهم بعد توصيل أبنائهم، ومن ثم الاستعداد لبدء دوامهم في مؤسساتهم. وقرر وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس، أمس تعديل بدء الدوام اليومي للمدارس ومديريات التربية والتعليم خلال شهر رمضان أمس، في ضوء دراسة التغذية الراجعة من أولياء الأمور حول الدوام المدرسي في ظل اختلاف توقيت بدء الدوام لموظفي القطاع العام، وتطبيقًا لما تقتضيه المصلحة العامة. وقالت الوزارة إن الدوام خلال شهر رمضان المبارك سيكون لمديريات التربية والتعليم في الميدان التربوي من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 2 من بعد الظهر، ليتسنى لهم الإشراف ومتابعة دوام المدارس. وسيكون دوام المدارس ذات الفترة الواحدة من الساعة 9 صباحا، ومدة الحصة 40 دقيقة، والاستراحة 10 دقائق، فيما تلغى استراحة 5 دقائق بين الحصص، وتنتهي الحصة السابعة في تمام الساعة 1:50 دقيقة، وإلغاء الحصة الثامنة. وأما مدارس الفترتين، فيبدأ الدوام الساعة 9 صباحا للفترة الصباحية والساعة 12:30 للفترة المسائية، ومدة الحصة 30 دقيقة، والاستراحة 10 دقائق، وتلغى استراحة 5 دقائق بين الحصص، وتنتهي الحصة السادسة للفترة الصباحية في تمام الساعة 12:10 ظهرا، وتنتهي الحصة السادسة للفترة المسائية في تمام الساعة 3:40 بعد الظهر. كما تقرر إلغاء حصص النشاط (حصتان) والرياضة (حصتان) وحصة الفن للصفوف التي يزيد مجموع حصصها على 30 حصة أسبوعيا، وإلغاء الحصة الثامنة. وكان أبدى أولياء أمور امتعاضهم من قرار الوزارة السابق بتحديد الساعة الثامنة صباحا موعدا لبدء اليوم المدرسي خلال شهر رمضان المبارك، ما "يكبدهم مزيدا من الجهد والعناء، سواء في المنزل أو العمل في ظل الازدحامات المرورية التي يشهدها الشهر الفضيل"، مطالبين الحكومة بتوحيد الدوام بين الموظفين والطلاب. واعتبروا في أحاديث لـ"الغد" أن فرق التوقيت بين دوامهم ودوام ابنائهم، "سيخلق لهم إرباكا شديدا لاسيما وأنهم ملتزمون بايصال أبنائهم قبل بدء موعد بدء الحصة الأولى عند الساعة الثامنة صباحا، ليعاودوا الخروج مجددا للذهاب الى اعمالهم، ما يجعلهم يتعرضون لازدحامات واختناقات مرورية مرتين خلال الفترة الصباحية". واكدوا ضرورة اعادة النظر في القرار للحد من التحديات والاشكاليات التي ستواجهها الاسر، خاصة وان الهدف من تأخير الدوام هو التخفيف ومراعاة أوضاعهم خلال الشهر الفضيل. وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قرر في بلاغٍ رسميٍّ أصدره اول من امس الأحد، تحديد ساعات الدَّوام الرَّسمي خلال شهر رمضان المبارك، من السَّاعة العاشرة صباحاً حتَّى الثالثة بعد الظُّهر، وتبع ذلك قرار من وزارة التربية والتعليم بتحديد دوام المدارس بحيث تبدأ الحصة الأولى عند الساعة الثامنة صباحا، وأن تكون مدة الحصة الصفية في مدارس الفترة الواحدة 40 دقيقة، وفي المدارس ذات الفترتين 35 دقيقة، على أن تبدأ الحصة الأولى في الفترة المسائية 12:30. وفي هذا الصدد، رأت ولية الأمر ليان برهان أن تحديد دوام الموظفين وفق قرار مجلس الوزراء "سيسبب حالة من الارباك والمعاناة للأسر التي تقوم بتوصيل ابنائها الى المدارس". وبينت برهان لـ"الغد" ان حالة عدم الانسجام بين التوقيتين ستجعل جل اوقات الاسر في الشوارع نتيجة الأزمات المرورية، كما سيترتب على هذا القرار الاستيقاظ مبكرا نحو الساعة السادسة والنصف صباحا، لتجيهز الأبناء وارسالهم الى مدارسهم وليكونوا هناك قبل الثامنة، ومن ثم العودة إلى المنزل استعدادا للخروج الى العمل مجددا. وتشير الى ان بقاء الية الدوام من دون تعديل ستجعلهم مستنزفين قبل وصولهم إلى أعمالهم، خاصة وانهم يمضون الليل في العبادة والتدريس الى حين موعد السحور، ومن ثم اداء صلاة الفجر حاضرا، وليتلو ذلك تجهيز الأبناء للمدارس. وشاطرتها الرأي، هبة محمد التي اعتبرت ان تقديم دوام الموظفين لمدة ساعة ليصبح الساعة التاسعة صباحا بدلا عن العاشرة من شأنه أن يحد من الارباكات والمعاناة التي يمكن ان تواجهها الاسر خلال الشهر الفضيل. وبينت أن تقديم دوام الموظفين ساعة يحقق التوافق مع بدء دوام الطلبة في مدارسهم، وهو ما يمكن اولياء الامور من ايصال أبنائهم الى مدارسهم في الوقت المحدد، ومن ثم الانطلاق الى أعمالهم. وأكدت أهمية تزامن دوام المدارس مع دوام الموظفين في رمضان لتخفيف العبء عن الاهالي الذين يضطرون الى الاستيقاظ مبكرا لتحضير ابنائهم، ومن اجل الطلبة الذين يحتاجون الى الراحة والنوم ليتمكنوا من الالتحاق بمدارسهم بنشاط وذهن صاف. ورأى الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة أن قرار وزارة التربية المتعلق بدوام الموظفين والطلبة يجب ان تتم اعادة دراسته، لأنه بصورته الحالية "سيخلق اشكاليات كبيرة لدى اولياء الامور". وأضاف النوايسة أن هناك "فرقا يبلغ نحو ساعتين بين موعد بدء دوام الطلبة وذويهم، وهو الأمر الذي سيتسبب في احداث إرباك لأولياء الامور العاملين، سواء في القطاع الحكومي او الخاص، كونهم مضطرين للاستيقاظ باكرا لايصال ابنائهم قبل الساعة الثامنة، ومن ثم سيعاودون الخروج مجددا لاعمالهم التي يبدأ الدوام فيها الساعة العاشرة". وأكد أن الدوام بالصورة الحالية "سيتسبب بحدوث أزمات واختناقات مروية ستشهدها معظم شوارع المملكة، فضلا عن أن ساعة الذروة ستصبح في توقيتين مختلفين خلال النهار، الأولى قبل الساعة الثامنة، والثانية قبل الساعة العاشرة". وأوضح أن شوارع المملكة في الأوضاع الاعتيادية عادة ما تواجه اختناقات وازدحامات مروية، وكانت تزداد في الايام التي يتم فيها تحديد ساعات الدوام، وهذا ما لمسناه عندما تم تأخير الدوام الموظفين الى ساعة العاشرة صباحا بسبب الأحوال الجوية التي شهدتها المملكة مؤخرا. ولفت النوايسة الى أن معالجة التحديات والاشكاليات الناجمة عن فرق التوقيت بين الطلبة وذويهم يكمن في تقديم ساعة دوام الموظفين ليصبح في الساعة التاسعة صباحا بدلا من العاشرة.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان