تعزيز المشاعر الإيجابية "ركيزة" للعيش برفاهية

Untitled-1
Untitled-1

عمان- بحسب علم النفس الإيجابي، فإن الركائز الخمس للعيش برفاهية هي: (المشاعر الإيجابية، التدفق، العلاقات، المعنى والإنجاز)، وبهذا المقال سنتحدث عن أول ركيزة وهي: المشاعر الإيجابية.
المشاعر السلبية مثل الخوف والغضب والاشمئزاز والشعور بالذنب وعدم الرضا والإحباط، في السياق الصحيح، تعد طبيعية وتخدم مواقف معينة. بينما المشاعر الإيجابية مثل المتعة والسكينة والفضول والحب مشاعر ممتعة وملهمة. ولكننا نفضل المشاعر الإيجابية فقط، وهذا الأمر ليس ممكنا ولا يعد صحيا. تجنب المشاعر السلبية بما أنها تخدم هدفين:
بعيداً عن مقارنتها بالمشاعر الإيجابية، لن نتمكن من الاستمتاع بالمشاعر الإيجابية.
تحفز المشاعر السلبية غرائزنا في البقاء على قيد الحياة، ومن الممكن أن تساعدنا على النجاة من خلال تحفيز استجابة القتال أو الهروب.
الفر أو المواجهة
عند المرور بموقف خطر مثل التعرض لهجوم ما من قبل شخص أو حيوان، يتخذ الدماغ إجراء لا إراديا بتحفيز المشاعر السلبية للخوف والمصحوب بارتفاع ضغط الدم. هذا يحضرنا إما للقتال (أي المشاجرة مع المعتدي) أو الهروب من الموقف الخطر. وفي هذه الحالة يصبح تفكيرنا وسلوكنا غرائزياً ولا إرادياً من حيث التفكير والسلوك ويصبح محدوداً وأقل ابتكاراً ليحمينا.
للأسف، لا تستطيع عقولنا التمييز بين التهديد الحقيقي والخطر الوهمي. لذا، عندما نكون في مقابلة عمل أو نلقي خطاباً أو نحضر لامتحان، من الممكن أن نستجيب للتهديد المحسوس بالطريقة نفسها التي نواجه بها التهديد الحقيقي. فيتم تحفيز المشاعر السلبية لا إرادياً، تحضرنا إما للشجار أو الفرار بينما نواجه ارتفاعا في ضغط الدم في أجسادنا. كما في حال مواجهة تهديد حقيقي، تتناقص قدرتنا الإبداعية بتحديد أفكارنا وتصرفاتنا، وبالتالي تؤثر سلباً بأدائنا.
إطلاق هرمونات الضغط في أجسامنا يسبب أيضاً سلسلة من المشاكل الصحية على المدى البعيد. لذا، فإن تعلم التحكم في مثل هذه المواقف الضاغطة أمر ضروري.
المشاعر الإيجابية
لا تساعدنا المشاعر الإيجابية على النجاة من الخطر المهدد مثل المشاعر السلبية، ولكنها تغير الكيمياء الحيوية في أجسامنا. وتزيد من المشاعر الإيجابية ووعينا بردّات أفعالنا وآفاق أفكارنا إلى جانب زيادة الإبداع وتحفيز النمو الذاتي والسماح باكتساب المهارات. إليك بعض من المشاعر الإيجابية الشائعة وفوائدها:
الفرح يساعدنا على أن نصبح لعوبين (جسدياً، اجتماعياً، فنيًا، وفكرياً)، تزيد مهاراتنا الإبداعية والفكرية.
الاهتمام (الفضول) يحفزنا على البحث والتعلم وزيادة معارفنا، وعلى النمو الشخصي والإبداع في المستقبل.
القناعة (السكينة) تأتي عند شعورنا بالأمان وتتطلب القليل من الجهد. الشعور بالإقناع يسمح لظروفنا الحياتية والنجاحات أن تجتمع وتتحد في ذاتنا، وتحفز النمو الشخصي.
الحب بجميع أشكاله (الرومانسية، الرعاية، الصداقة) تبني روابط اجتماعية ليست مرضية فحسب، بل من الممكن أن تكون مصدرا في الدعم الاجتماعي مستقبلاً.
ومن الفوائد الأخرى للمشاعر الإيجابية، بما فيها إبطال مفعول المشاعر السلبية وتحسين الحياة الجسدية والنفسية، زيادة قوة التحمل وقدرة التعافي بعد الانتكاسات.
تنمية المشاعر الإيجابية

  • الاحتفاظ بمذكرات شكر، ففي نهاية اليوم، ضعوا قائمة بثلاثة أشياء تشعرون بالامتنان لها أو سارت جيداً بالنسبة لكم.
  • تنمية الوعي التام، هي تجربة اللحظة الحالية دون أحكام. من الأمثلة عليها؛ التأمل والصلاة واليوغا، أو تمارين التنفس.
  • إعادة تشكيل الأحداث السلبية، إعادة التشكيل تعني إيجاد تفكير حيادي ورؤية الحدث السلبي ذاته بنظرة منطقية وإزالة المشاعر السلبية المرافقة له.
  • التعامل بكرم: التطوع، أو بشكل أبسط، كإبقاء الباب مفتوحاً لغريب من الممكن أن يزيد المشاعر الإيجابية.
    وفي النهاية، إن المشاعر السلبية تحد من الوعي ودرجة التفكير والسلوك والإبداع؛ حيث يستبدل بالأفكار والسلوكيات الغريزية. بينما تعمل المشاعر الإيجابية على زيادة الوعي ودرجة التفكير وتشجع على الإبداع وتؤسس مصادر قيّمة. وعليه يجب علينا تنمية المشاعر الإيجابية لنحصد فوائدها بينما نتعلم كيفية التحكم بمشاعرنا السلبية بشكل مناسب. فعندما نجعل هذه ممارسة يومية ستساعدنا على إحداث توازن وازدهار في حياتنا.
اضافة اعلان

إبراهيم منكو
مدرب مهارات حياتية واختصاصي علم النفس الإيجابي
مجلة "نكهات عائلية"