"تعليلة" تبحث دور المجتمع في الصحة النفسية

جانب من فعاليات وأنشطة "تعليلة"- (تصوير: اسامه الرفاعي)
جانب من فعاليات وأنشطة "تعليلة"- (تصوير: اسامه الرفاعي)

غيداء حمودة

عمان- اختارت مبادرة تعليلة التي عقدت مساء أول من أمس في جاليري رأس العين أن تخصص الـ "تعليلة" هذه المرة لموضوع "دور المجتمع في الصحة النفسية" من خلال فقرات جاءت بالتعاون مع جمعية "خطوتنا". اضافة اعلان
وجاء اختيار هذا الموضوع نظرا لأن مشكلات الصحة النفسية تشكل عبئا كبيرا وتؤثر على أكثر من 450 مليون شخص في العالم، حيث إن شخصا في عائلة مكونة من 4 أفراد يعاني من مشاكل نفسية في مرحلة ما من حياته، فضلا عن أن الرعاية الصحية النفسية ما تزال مهملة بشكل كبير رغم توافر العلاج الفعال، إضافة إلى ان الاشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية نفسية غالبا ما يوصمون بالعار ويتم التمييز ضدهم.
إحدى القصص المؤثرة في "تعليلة" التي حضرها جمهور ومشاركون من اربد وعمان، كانت قصة إبراهيم الذي كان مدمنا لكنه تمكن من علاج نفسه وتغيير حياته رأسا على عقب، واختار ان يعالج نفسه صحيا ونفسيا من الإدمان.
ويرغب إبراهيم بمساعدة أي شخص ممكن مدمن مقدما تجربته بشكل شخصي وبدون مقابل، خاصة بعد ان خاطب جهات مختصة لتفعيل موضوع مكافحة الادمان إلا أنه لم يلق تجاوبا منهم.
إبراهيم قال إنه سعيد بأنه اشترى سيارة له مؤخرا، لكنه أكثر سعادة لأنه سيصطحب أحد المدمنين من إربد إلى عمان كي يتلقى العلاج.
الشاب أنس قدم خلال تعليلة نصوصا تعنى بأهمية أن يكون الانسان إيجابيا حتى لو تعرض لضغوطات نفسية، وأشار في نصوصه إلى أنه قد يخاف الانسان من أمور لذلك نلجأ الى تخبئتها وعدم البوح بها، إلا أنه لو تعاملنا معها بشكل مختلف وواجهناها، ستكون النتيجة مختلفة على الانسان ونفسيته.
مجموعة من الأولاد قدموا فقرة من رياضة التايكواندو ليؤكدوا أهمية الرياضة للصحة النفسية، وقال أحد الأولاد من الصف الثاني الابتدائي إن "الرياضة تساعدني أن أركز أكثر بدراستي"، وقال آخر "الرياضة تحسن مزاجي".
فادي حمدي أيضا كان أحد المشاركين في "تعليلة" وهو مختص بالإرشاد النفسي والمجتمعي، والمشارك الوحيد من خارج جمعية "خطوتنا". وتحدث فادي عن أهمية أن يكون المجتمع واعيا ومتقبلا لموضوع الصحة النفسي، مشيرا إلى أن صحة المجتمع من صحة الفرد في النهاية.
وتم خلال "تعليلة" عرض بعض الأفلام التي قدمت حالات واقعية لأشخاص عانوا من اضطرابات نفسية وتمت معالجتهم في النهاية، فضلا عن تقديم فيلم عن الوحدة والشعور بالغربة، إضافة الى مشاركات أخرى تضمنتها "تعليلة".
يذكر أن جمعية "خطوتنا" هي جميعة وطنية غير ربحية تمثل المستفيدين من خدمات الصحة النافسية وعائلاتهم. وتكرس خدامتها لدعم ذوي المشكلات الصحية النفسة وتمكينهم في مجتمعاتهم ومحاربة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمشكلات الصحة النفسية.
أما "تعليلة" فهي مبادرة أطلقتها روان الزين بعدما لاحظت أنه على الأغلب تبقى أفكار الأشخاص محصورة بالشخص نفسه أو يقوم بمشاركتها مع مجتمعه الصغير من حوله كالعائلة والأصدقاء، فرأت ضرورة إيجاد حيز يمكن الأشخاص من مشاركة أفكارهم المختلفة أو حتى مواهبهم مع جمهور ضمن "تعليلة".
وتقوم المبادرة على الإيمان بأن كل شخص لديه شيء ما يستحق أن يشارك به الآخرين، مشيرة إلى أن هذه الأفكار قد تكون متأتية من "خبرات شخصية أو ملاحظات أو اهتمامات أو حتى مبادرات".
وتضيف الزين أن "تعليلة" تهدف إلى "الانفتاح على الآخر" ومحاولة إحداث تغيير إيجابي في المجتمع ونظرته ومعتقداته بخصوص العديد من القضايا، فضلا عن "كسر الحواجز بين فئات المجتمع" سواء من ناحية "طبقية أو اجتماعية" أو حتى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مثل الصم والبكم والأيتام، بحسب الزين. 
وتجمع "تعليلة" جمهورا ومشاركين من جميع الخلفيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويتشارك أفراده بأفكار أصيلة أو مقتبسة أو حتى اهتمامات مختلفة.

[email protected]