تغطية إقامة الشعائر اليهودية في مقام النبي هارون.. أسئلة حائرة لم يثرها الإعلام

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

عمان- الغد- انتقد تقرير رصد أداء الإعلام الأردني خلال الأسبوع الماضي اختلال معايير مصداقية الإعلام في تغطية إقامة الإسرائيليين لشعائرهم الدينية في مقام النبي هارون، قائلا إن "تلك المعايير لم تتم مراعاتها من قبل عينة الرصد المتمثلة بأربع صحف يومية و10 مواقع إلكترونية".اضافة اعلان
وقال التقرير الصادر عن مركز حماية وحرية الصحفيين أول من أمس إن قصور عينة الرصد في متابعة القضية والإحاطة بكامل جوانبها والتعمق في طرحها وتجليتها "ظل قاصرا بسبب الاكتفاء بما يتوفر من بيانات وأخبار مكررة عن القضية"، متسائلا عن الأسباب التي منعت وسائل الإعلام في عينة الرصد عن مراجعة اتفاقية وادي عربة لـ "معرفة ما إذا كانت الاتفاقية تسمح للإسرائيليين بإقامة شعائرهم الدينية في المقام أو في أية أماكن أخرى في الأردن؟".
وأشار التقرير الى أن العديد من الأسئلة الكاشفة والضرورية كان يجب أن يطرحها ويلاحقها الإعلام وغابت عنه رغم أهميتها.
ونوه التقرير الى أن وسائل الإعلام الأردنية سعت الى متابعة وتغطية حدث إقامة السياح الإسرائيليين لشعائر دينية في مقام النبي هارون، ورغم ذلك ما تزال الكثير من التفاصيل تنقصها وأسئلة كثيرة لم يجب عنها على نحو "هل كانت هذه الشعائر الإسرائيلية في مقام هارون تتكرر كل سنة؟، ومن الذي كان يقوم بتسهيل أداء هذه الشعائر من الجانب الأردني، وهل هذه الشعائر تقام على مدار العام أم في مناسبات محددة دينية محددة؟ ولماذا تم الكشف عنها هذه المرة؟ ولماذا قام الإسرائيليون- وهم المصدر الأساس للصور- بنشرها؟ وكيف وصلت إلى وسائل الإعلام الأردنية وتحديدا إلى منصات التواصل الاجتماعي التي نقلتها عنها الصحافة الأردنية وتبعتها؟".
وبين التقرير أن عينة الرصد لم تقم بالتأكد من مصداقية صور السياح بدليل أن الأخبار التي نشرت الصور الأولى قيل عنها أنها من الشعائر المقامة مؤخرا في المقام؛ ليتبين لاحقا أن غالبيتها صور قديمة نشرت سنة 2013، كما أن أحدا من عينة الرصد لم يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية ليتعرف على تفاصيل أكثر عن تلك الحادثة.
وبحسب نتائج تقرير الرصد، ما تزال الكثير من المعلومات غائبة تماما عن تفاصيل القضية، "على نحو لماذا لم تقم أية وسيلة إعلامية في عينة الرصد بسؤال المكتب السياحي المسؤول عن إحضار السياح الإسرائيليين إلى البتراء؟".
ويشير التقرير في معرض اختبار المصداقية والدقة الى أهمية طرح التساؤلات التالية: لماذا لم تتقص وسائل الإعلام في عينة الرصد عما قاله حارس المقام عن وجود مرافقين رسميين لليهود ودليل سياحي يتحدث عن التقليد السنوي لليهود في زيارة المقام وإقامة الشعائر الدينية فيه، وكم عدد المرافقين الرسميين؟ وإلى أي جهة يتبعون؟ وكم عدد الأدلاء السياحيين؟ وهل يتبعون شركات سياحية؟ ومن هي؟ ولماذا لم تسأل الصحافة عن عدد المرات والمناسبات التي يحضر اليهود فيها إلى هذا المكان؟
وأشار الى أن عينة الرصد اكتفت بتقديم صورة عن مخاطر مثل تلك الزيارات السياحية عن طريق مقالات الرأي بالدرجة الأولى، ثم عن طريق البيانات، في الوقت الذي ظلت فيه المعلومات ناقصة تماما عن مصدر الملابس والأدوات المصاحبة للشعائر اليهودية؟ وهل تم إدخالها معهم عن طريق الحدود؟ أم أن أحدا هنا في الأردن وفي البترا تحديدا يقوم بتأمينها لهم في مثل هذه المناسبات؟ خاصة وأن رسالة مدير المكتب السياحي تتحدث عن مصادرتها من 13 سائحا فقط، فهل سمح للباقين بالمرور بها إلى البترا أم لا؟.
وكشف التقرير عن أن مجموع ما تم رصده وتوثيقه في عينة الرصد بلغ 162 مادة صحفية بلغت حصة الصحف اليومية الأربع منها 24 مادة مكررة وبنسبة 14.8 %، وحصة الصحافة الإلكترونية 138 مادة مكررة بنسبة 85.2 %.
وقال التقرير إن عدد المواد التي اعتمدت على المصادر المعرفة بلغ 138 مادة مكررة وبنسبة 85.2 % مقابل 24 مادة مكررة اعتمدت على مصادر مجهولة وبنسبة 14.8 %، بينما كانت نسبة المواد التي اعتمدت على تعددية المصادر وتعددية الآراء متساوية وبلغت 6.8 % تمثل 11 مادة مكررة لكل منهما.
وأكد التقرير أن المعالجة الحقوقية والقانونية ظلت في أدنى مستوياتها في إجمالي التغطيات برصد مادة واحدة فقط وبنسبة 0.6 %.
ووفقا للتقرير فقد بلغ عدد المواد المكررة 120 مادة وبنسبة 74.1 % من أصل 162 مادة مكررة، حيث احتلت البيانات الصحفية المرتبة الأولى في التكرار. فمن بين 43 بيانا تم رصدها فإن 41 بيانا منها تم تكرار نشره وبنسبة بلغت 95.3 % من إجمالي البيانات التي تم رصدها، يليها في المرتبة الثانية الأخبار التي بلغت نسبة التكرار فيها 92.3 % تمثل 60 خبرا مكررا، من أصل 65 خبرا تم رصدها.
وأضاف التقرير، ان التصريحات الصحفية حلت في المرتبة الثالثة من حيث التكرار وبنسبة 71.4 % تمثل 5 تصريحات صحفية مكررة من إجمالي 7 تصريحات تم رصدها وتوثيقها، فيما جاءت التقارير الصحفية في المرتبة الرابعة من حيث التكرار وبنسبة 50.0 % تمثل 7 تقارير تكرر نشرها من إجمالي 14 تقريرا تم رصدها في عينة الرصد، لتحل المقالات الصحفية في المرتبة الخامسة من حيث التكرار وبنسبة 21.2 % تمثل 7 مقالات تكرر نشرها من أصل 33 مقالا تمثل إجمالي ما تم رصده في عينة الرصد.