تغير مقاييس اختيار الشريك

مريم نصر

عمان- عندما يتساوى الرجل والمرأة في أي مجتمع، فإن بحث الرجل عن امرأة جميلة يقل، فيما تتوقف المرأة عن البحث عن رجل ثري.اضافة اعلان
يسعى الرجل حين يفكر بالارتباط من فتاة أن تكون صغيرة السن وفاتنة الجمال، في حين تركز الفتاة بحثها على أن يكون ثريا وذا مكانة اجتماعية.
ويرى علماء النفس التطوري أن هذه التفضيلات العامة في التزاوج الإنساني هي تفضيلات عامة وعالمية، تعتمد على علم الأحياء، بيد أن الأبحاث الجديدة تقترح أن هذه التفضيلات لم تعد حقيقة وهي في طريقها إلى الاضمحلال، خصوصا في ظل تحقيق المساواة المالية بين الجنسين من حيث القدرة على كسب المال وحرية التجارة.
الفكرة الكامنة وراء النظرية القديمة بسيطة جدا، فمن الناحية البيولوجية فإن الحمل يكلف المرأة تسعة شهور ليحضر الطفل.
ونتيجة لذلك، كما يناقش أصحاب النظريات التطورية، ستكون المرأة أكثر انتقائية من الرجال في البحث عن الشريك المناسب، فهي ستميل إلى رجل يملك الموارد اللازمة للاستثمار في أبنائها، في حين أن جل ما يفكر به الرجل هو البحث عن فتاة لديها خصوبة وتتجلى ملامح الخصوبة في صغر السن وملامح الوجه الجميل، المرتبط تلقائيا بالصحة الجيدة.
ولكن هذه الأفضليات في البحث عن الشريك المناسب تغيرت، وهي فرضية طرحتها جامعة يورك في لندن وقررت الخوض في دراستها لترى إذا كانت العوامل الجديدة التي تحدد خصائص مجتمعنا في العصر الحديث؛ مثل زيادة إمكانية المرأة في كسب المال وأخذها مكانة اجتماعية مرموقة، قد أحدثت فرقا على هذه التفضيلات.
في دراسة نشرت في دورية علم النفس، درس الباحثون مجموعتين كبيرتين من الناس تم استطلاعهم حول الصفات التي يرغبونها في شريك الحياة؛ إحدى هذه الدراسات أجريت في أواخر الثمانينيات وشملت 8953 شخصا من 37 ثقافة مختلفة؛ المسح الثاني أجري في وقتنا الحالي على نحو 3177 شخصا من 10 دول عبر الإنترنت.
مع ملاحظة نتائج الاستطلاع السابق، وجد أن النساء اللواتي يتوقعن الحصول على دوام كامل لا يقلقن بشأن اختيار شريك "ممول".
وكتب الباحث "عند حدوث تغييرات على أدوار الرجال والنساء الاجتماعية، فإن تفضيلات اختيار شريك الحياة بين الجنسين تتغير لأن الإنسان يبحث عن شريك يلائم توقعات حياتهم المستقبلية في الظروف المجتمعية السائدة".
لمعرفة ما إذا كانت هذه النتيجة صحيحة، قام الباحثون بتقسيم الأمم وفقا لهذه القياسات الجديدة للمساواة الاجتماعية التي عرضت في المنتدى الاقتصادي في العام 2006. وبحث العلماء في أكثر من مجتمع عن الفجوات بين الجنسين ومدى تأثيرها على التفضيلات التي يختارها المرء في شريكه، وبالفعل وجد الباحثون أنه كلما زادت المساواة في السلطة بين الجنسين، كانت الصفات التي يبحث عنها الجنسان متماثلة.
في فنلندا؛ أكثر البلدان التي فيها المساواة بين الجنسين من الدول الـ10 التي تم اختيارها للدراسة، كان هناك فرق ضئيل في تفضيلات الذكور والإناث مما كان في تركيا، على سبيل المثال؛ حيث كانت الفجوة أكبر بين الجنسين.
وهذا يعني، أساسا، أنه كلما تساوى الجنسان في المجتمع، قل تركيز الرجال في البحث عن فتاة شابة وجميلة وقل بحث المرأة عن الرجل الثري. وكلما كانت الدولة تحرص على المساواة كانت الصفات التي يبحث فيها المرء عن الشريك مختلفة عن تلك المجتمعات التي تقل فيها المساواة.
ومن بين الصفات التي يريدها المرء في شريكه في المجتمعات التي تكثر فيها المساواة؛ الذكاء واللطف وروح الدعابة أكثر من الجمال أو صغر السن أو الثراء والمكانة.
ووجدت الدراسة أن الدول الاسكندنافية هي الأكثر في المساواة بين الجنسين، بينما كانت دول الشرق الأوسط وأفريقيا آخر الدول في المساواة بين الجنسين.

[email protected]