تفاؤل بين مزارعي وادي الأردن باستئناف الحركة على معبر جابر

جانب من افتتاح معبر جابر مع سورية- (تصوير: محمد أبو غوش)
جانب من افتتاح معبر جابر مع سورية- (تصوير: محمد أبو غوش)

حابس العدوان

وادي الأردن - أجواء من التفاؤل يعيشه مزارعو وادي الأردن، بعد الإعلان عن افتتاح معبر جابر- نصيب الحدودي بين الأردن وسورية، والذي أغلق قبل 3 سنوات بشكل كامل نتيجة الأحداث الدائرة في سورية وسيطرة الجماعات المسلحة على المناطق المحاذية للحدود.اضافة اعلان
هذا الإغلاق الذي تسبب على مدى 7 سنوات بانهيار تدريجي للقطاع الزراعي في وادي الاردن، أنهك المزارعين بديون طائلة حدت من قدرتهم على زراعة أراضيهم لتصل المساحات التي لم يتم تجهيزها للزراعة للموسم الحالي إلى ما يقارب من 70 % من مجمل الأراضي الصالحة للزراعة.
وكان الجانبان الأردني والسوري قد اتفقا على فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، بدءا من أمس الأول ولمدة ثماني ساعات يوميا للركاب والشحن.
ويؤكد مزارعون أن إعادة فتح معبر نصيب الحدودي سيبعث الحياة في القطاع ويمنح الأمل للمزارعين، ما سيدفعهم إلى زراعة أراضيهم التي تركوها بورا منذ سنوات، لافتين الى ان السوق السوري هو الرئة التي يتنفس منها القطاع الزراعي في وادي الاردن، واعادة فتح المعبر سيكون بمثابة عملية انعاش ناجحة.
ويرى نواش العايد أن اغلاق الحدود مع سورية كان له تداعيات سلبية كثيرة على القطاع الزراعي كارتفاع المديونية وتراجع المساحات المزروعة، وهجران عدد كبير من المزارعين لاراضيهم، لعدم جدوى زراعتها في ظل انعدام التصدير إلى الأسواق الخارجية، مشيرا إلى أن إعادة فتح المعبر سيعيد جزءا من الثقة المفقودة بين المزارع والشركات الزراعية، التي أحجمت خلال السنوات الماضية عن تقديم الدعم اللازم له.
ويطالب العايد الحكومة بالعمل على مساندة القطاع الزراعي بالتزامن مع فتح المعبر، لمساعدته على تخطي محنته من خلال حل القضايا العالقة، خاصة قضية العمالة الوافدة والمديونية، والتي ستعطي دفعة قوية للمزارع للاستمرار بالعمل في القطاع.
ويعتبر رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام إعادة فتح المعبر اهم خطوة تقوم بها الحكومة للنهوض بالقطاع الزراعي، وخاصة في وادي الاردن لما له من اهمية بالغة على جميع مكونات القطاع، مضيفا ان عودة انسياب البضائع الى السوق السوري ستشكل دفعة قوية للمزارع الاردني، الذي سيتمكن من بيع انتاجه دون خسائر منذ سنوات.
ويلفت الخدام الى ان فتح المعبر سيحسن من الاجواء التي تسود مزارعي الوادي منذ سنوات، اذ ان تصدير المنتوجات الزراعية الى السوق السورية ومنها إلى أسواق تركيا ولبنان وأوروبا وروسيا سيمكنه من العودة بقوة لزراعة الارض وخدمتها وتخليص نفسه من براثن الديون التي حطمت اجنحته، متوقعا ان يعود الكثير من المزارعين الذين هجروا اراضيهم الى زراعتها من جديد ما سيقلل من مساحات الاراضي غير المزروعة.
ويصف رئيس جمعية الاتحاد التعاونية لمصدري الخضار والفواكه سليمان الحياري اعادة فتح المعبر "فرحة لا توصف طال انتظارها للشعبين الشقيقين"، موضحا ان الوطن هو الرابح الاكبر من هذا الاجراء ومن ثم مزارعو وادي الاردن، الذين يعولون على عودة حركة التصدير عبر الحدود لبيع انتاجهم الزراعي بأسعار معقولة تمكنهم من سداد ديونهم.
ويبين الحياري أنه تم اجراء اتصالات مع القطاع الخاص السوري، والذي ابدى استعداده لاستقبال المنتوجات الزراعية كما كانت عليه سابقا قبل الإغلاق، والمساعدة في ايصال المنتوجات الأردنية الى اوروبا الشرقية عبر ميناء طرطوس، متوقعا أن ينعكس هذا الأمر على مزارعي الوادي بدفعهم الى العودة لزراعة اراضيهم وخاصة محصول الباذنجان.
ويوضح الحياري أن الجانب السوري ملتزم بتفعيل اتفاقية التجارة الحرة العربية سارية المفعول منذ 1/1/2005 والاتفاقية الثنائية الموقعة في 30/5/2010، والتي تضمنان تسهيل انسياب المنتوجات الزراعية بين القطرين الشقيقين، متوقعا ان تبدأ حركة التصدير منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
بدوره توقع مصدر في وزارة الزراعة أن تتحسن الصادرات الزراعية بشكل كبير بعد إعادة فتح المعبر، الأمر الذي سينعكس ايجابا على كافة اطراف القطاع الزراعي.