تفكيك "القائمة المشتركة" سيقود لـ3 قوائم انتخابية

p6kkar23
p6kkar23

برهوم جرايسي

الناصرة- أكدت مصادر سياسية موثوقة لدى فلسطينيي 48 لـ "الغد" أمس، أن استمرار تفكك تحالف "القائمة المشتركة" الذي تشكّل في العام 2015، وحقق 13 مقعدا، وهو أكبر تمثيل في الكنيست لفلسطينيي 48، سيقود إلى طرح ثلاث قوائم انتخابية، قد تواجه احداها خطر عدم اجتياز نسبة الحسم المرتفعة، بالنسبة لحجم أصوات فلسطينيي 48. في حين شنت الصحافة الإسرائيلية، هجوما شرسا على المحاضر د. عوفر كسيف، المناهض للصهيونية والمناصر لحق العودة الفلسطيني، الذي ضمن مقعده البرلماني ، في قائمة "الجبهة الديمقراطية". اضافة اعلان
يذكر أن"القائمة المشتركة" تضم في عضويتها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وفي صلبها الحزب الشيوعي، والحركة الإسلامية (التيار الجنوبي)، والتجمع الوطني الديمقراطي، و"الحركة العربية للتغيير"، التي أسسها ويرأسها د. أحمد طيبي منذ العام 1996، وقرر قبل شهرين، الانفصال عن "القائمة المشتركة"، مبررا خروجه، بأن تمثيل حركته في القائمة المشتركة لم يعد ملائما، في حين تؤكد القوى الثلاث الأخرى، أنه لم تجر أي مفاوضات حتى الآن لبحث طلبات الأطراف.
وتقول مصادر سياسية في الحركة الإسلامية، إنه في حال أصر الطيبي على عدم العودة إلى القائمة المشتركة، فإن الحركة الإسلامية ستخرج هي أيضا من "المشتركة" لتشكل قائمة منفصلة، ما يعني أن فسخ تحالف "القائمة المشتركة" سيقود إلى ثلاث قوائم، هذا إذا ما قررت "الجبهة" و"التجمع" الاستمرار في التحالف الانتخابي في الانتخابات القريبة.
وأكدت المصادر لـ "الغد"، أن مجلس شورى الجماعة الإسلامية الذي عقد جلسته الأربعاء الماضي في مدينة كفر قاسم، أقر أنه في حال أصر طيبي على الخروج من "القائمة المشتركة"، فإن الحركة الإسلامية ستخوض الانتخابات بقائمة منفصلة، وأنها لن تتحالف مع أيّ من المركّبات الثلاثة الأخرى في القائمة المشتركة، إذ أن خيارها الأول هو الحفاظ على القائمة المشتركة بتركيبتها الرباعية. وهو ذات الخيار الأفضل الذي تطرحه كلٌ من "الجبهة" و"التجمع".
الجدل القائم، حتى اللحظة ، مطالبا بالانتهاء قبل الـ 20 من الشهر الجاري، موعد تقديم القوائم للجنة الانتخابات المركزية. و المزمع مشاركتها بانتخابات الكنيست، التي تساندها وتشارك في الاقتراع لها غالبية القوى السياسية الناشطة بين فلسطينيي 48، وغالبية فلسطينيي 48، بنسب متفاوتة .
وكانت قد جرت في نهاية الأسبوع الماضي، انتخابات داخلية لاختيار المرشحين في كل من "الجبهة" و"التجمع". في حين أن مجلس الشورى في الحركة الإسلامية كان قد انتخب ممثليه قبل عدة أشهر، إذ سيرأس قائمة الحركة د. منصور عباس، ومعه النواب الثلاثة الحاليين، عبد الحكيم حاج يحيى وطلب أبو عرار وسعيد الخرومي.
وانتخب "التجمع مرشحيه الأوائل وهم د. امطانس شحادة، وتليه هبة يزبك، ثم رئيس بلدية سخنين السابق مازن غنايم.
كما انتخب المجلس العام للجبهة مرشحيه الأوائل، وهم النواب الثلاثة الحاليين أيمن عودة وعايدة توما سليمان، ويوسف جبارين، الذي حلّ رابعا، فيما كان المقعد الثالث، للمحاضر الجامعي د. عوفر كسيف، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، الذي اشتهر بمواقفه الحادة المناهضة للصهيونية، ويُقارن ممارساتها بالنازية، وهو رافض للخدمة العسكرية، وقبع في السجون مرارا، وهو مناصر للحقوق الفلسطينية بما فيها حق العودة.
وقد برز كسيف بتصريحاته الحادة ضد ساسة إسرائيل وجيشها والصهيونية، خلال محاضراته في الجامعات. وقد لوحق مرارا، وطالبت عصابات اليمين الاستيطاني بفصله من العمل في عدة حالات.
وصدرت الصحف الإسرائيلية أمس الأحد تتضمن مقالات تحريض عديدة على كسيف، الذي وصفوه بـ "المتطرف" و"اللا سامي"، فقد قال المحلل في صحيفة "هآرتس" حيمي شليف، إن عوفر كسيف جاء مع سجل مؤثر من التصريحات، التي أثارت اليمين عليه، ومنها مقارنات مستمرة بين إسرائيل في عهد نتنياهو وبين المانيا النازية، والوصف الذي ألصقه بوزيرة القضاء أييليت شكيد، حثالة نازية جديدة. وفي خطابه أمام أعضاء مجلس الجبهة، تفاخر كسيف بماضيه كرافض للخدمة، ودعا إلى التوصل إلى اتفاق شامل وإلى حق العودة. وأشار شليف إلى أن كسيف سيثير بلا شك غضب اليمين في الكنيست.
وقال الكاتب المتشدد، بن درور يميني في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، "إن سلسلة من التصريحات التي أطلقها كسيف مثيرة للغثيان. فقد قال عن الوزيرة أييليت شكيد أنها حثالة نازية، وأنها مسؤولة ليس فقط عن الفاشية الإسرائيلية، بل أيضا شريكة بشكل غير مباشر عن الجرائم ضد الإنسانية في أفريقيا"، في إشارة للسلاح الإسرائيلي الذي يغذي الحروب الأهلية هناك.
ويضيف درور يميني، "من ناحية كسيف، فإن الصهيونية هي اسم عائلة: عائلة العنصرية والقومجية، والاقصاء الاضطهاد، والاحتلال وإثارة الحروب، والاستغلال الطبقي وخدمة الامبريالية". وطالب الكاتب، باستخدام بند في القانون يمنع كسيف من المشاركة في الانتخابات، لكونه يرفض اعتبار إسرائيل "دولة يهودية وديمقراطية".