تقرير اسرائيلي: اتساع الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين اليهود والعرب

برهوم جرايسي

الناصرة - كشف تقرير لمركز اسرائيلي يعنى بالقضايا الاجتماعية، اتساع الفجوة  بين اليهود والعرب في الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، ويكشف التقريرعن الفجوة الواسعة في معدلات الرواتب بين الطرفين، إذ تتراوح الفجوة ما بين 65 % الى 215 %، وآخذة بالاتساع في السنوات الـ 11 الأخيرة، كما يبين التقرير سلسلة من القضايا الاجتماعية والتعليمية، التي تبرز هذه الفجوة، الناتجة عن سياسة التمييز العنصري التي يواجهها فلسطينيو 48 منذ العام 1948.اضافة اعلان
وقال مركز "أدفا" لأبحاث القضايا الاقتصادية الاجتماعية في تقريره السنوي، إن الفجوات الاجتماعية قائمة في اسرائيل، وهي آخذة بالاتساع على الدوام، وحسب التقرير، فإن الفجوة بين اليهود الغربيين (الاشكناز) واليهود الشرقيين ما تزال قائمة وقد اتسعت كثيرا في العام قبل الماضي 2012، كما استمرت الفجوة بين الرجال والنساء في جميع النواحي الاقتصادية، باستثناء التعليمية.
ويظهر من التقرير الذي اطلعت "الغد" على أبوابه الأساسية، أن الفجوات التاريخية في اوضاع العرب واليهود اتسعت بشكل كبير في العام قبل الماضي 2012، ففي حيت تحسنت اوضاع اليهود بقليل، فقد ساءت أوضاع العرب، ويؤكد التقرير على معدلات البطالة، ففي حين أن نسبة البطالة العامة في اسرائيل في حدود
6,5 %، فإنها بين اليهود تقل بشكل دائم عن 5 %، بينما النسبة لدى العرب تتراوح ما بين 23 % الى 25 %، وأسوأ نسب البطالة نجدها في بلدات الجنوب (صحراء النقب) إذ تتراوح البطالة في تلك البلدات ما بين 31 % الى 37 %، تليها البطالة في مدينة الفحم، ثالث مدن فلسطينيي 48، إذ تصل الى نسبة 30% في المعدل وفي بلدات الشمال، تتراوح النسب ما بين 22 % وحتى 27 %، وفي مدينة الناصرة، كبرى مدن فلسطينيي 48، تتجاوز البطالة نسبة
14 % بقليل.
واستعرض التقرير معدلات الرواتب منذ العام 2002 وحتى العام 2012، وتبين أن معدل رواتب اليهود الأشكناز في العام 2002، كان يعادل 126 % من معدل الرواتب في حينه، ولدى اليهود الشرقيين 100 % من معدل الرواتب العام، أما بين العرب فقد كان المعدل 71 %، إلا أنه منذ ذلك الحين بدأت الأمور تزداد سوءا لدى العرب، إذ هبط معدل الرواتب بينهم الى 66 % من معدل الرواتب العام، بينما ارتفع معدل الرواتب لدى اليهود الأشكناز الى 142 % واليهود الشرقيين الى 109 %.
وكان تقرير الفقر الرسمي في اسرائيل، الصادر في الشهر الماضي عن العام 2012، قد دلّ على أن الفقر بين فلسطينيي 48 ما زال عميقا، وبنسبة تصل إلى أربعة أضعاف الفقر بين اليهود، وحتى في حساب ما، يصل الفارق إلى ستة اضعاف، فقد قال، إن الفقر شهد في العام الماضي 2012 تراجعا طفيفا من 24 % في العام 2011 إلى 23,5 % في العام 2012، وعلى الرغم من أن الفقر تراجع بشكل طفيف، ولأول مرّة بين فلسطينيي 48، إلا أن الفجوة بقيت كبيرة جدا بين العرب واليهود، فنسبة الفقر على مستوى الافراد بين اليهود في حدود 15,6 %، بينما بين فلسطينيي 48 ترتفع إلى 50,5 %، أما بين الأطفال فإن نسبة الفقر العام في حدود 33 %، وبين أطفال اليهود وحدهم، نحو 21,5 %، لترتفع بين أطفال فلسطينيي 48 إلى 59,5 %.
ولكن في حال تم فصل اليهود المتدينين المتزمتين "الحريديم"، الذين يعيشون حياة تقشفية اختيارية، ويرفضون الانخراط كليا في سوق العمل، عن سائر اليهود، فإن نسبة الفقر بين اليهود تنخفض إلى ما دون 11 %، والحال نفسه بين أطفال اليهود، إذ أن نسبة الفقر بين اليهود من دون الحريديم تنخفض هي أيضا إلى 11 %.
ويقول مركز "ادفا" في تقريره المذكور، إن الفقر بين العائلات في اسرائيل ارتفع منذ العام 2002 الى العام 2012 بنسبة 7,1 %، ولكن بين العائلات اليهودية وحدها ارتفع بنسبة 1,4 %، أما بين العائلات العربية فقد ارتفع بنسبة 14 %.

[email protected]