تقرير: الأردن سيستنزف موارده القابلة للتجدد نهاية تشرين الأول

عدد من الأشخاص يتسوقون في أحد المحال التجارية بعمان -(تصوير: ساهر قدارة)
عدد من الأشخاص يتسوقون في أحد المحال التجارية بعمان -(تصوير: ساهر قدارة)

فرح عطيات

عمان - كشف تقرير دولي عن أن "الأردن سيستنزف موارده القابلة للتجدد نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بسبب ارتفاع معدلات الاستهلاك وتزايد عدد السكان، الذي وصل لنحو عشرة ملايين نسمة".اضافة اعلان
وبلغت نسبة العجز في القدرة البيولوجية للأردن وإنتاجه لموارد معينة مثل تلك الطبيعية، وامتصاصه لمواد أخرى مثل ثاني أكسيد الكربون، وتصفية الجو منها، وفق التقرير الصادر عن شبكة البصمة البيئية العالمية "جلوبال فوتبرنت نتويرك" غير الحكومية، أمس، 1.8 مليون هكتار عالمي.
وتعرف القدرة البيولوجية بأنها "كمية الموارد المتوفرة في لحظة زمنية محددة لشريحة سكانية معينة (أي المؤونة)، ويجب التمييز بينها وبين البصمة البيئية، وهي المطالب البيئية لنظام بيئي محلي".
وأشارت الشبكة في تقريرها الى أنه "مع الثلث الأخير من آب (أغسطس) الماضي تجاوز طلب البشر على الموارد الإيكولوجية على كوكب الأرض ما يمكن للطبيعة أن تجدده، وفي حال خفض هدر الطعام إلى النصف يمكن تحريك هذا اليوم 13 يوما".
ووفق التقرير فإن "الاستدامة تتطلب توازنا بيئيا وضمانا لرفاهية الناس على المدى الطويل، وبالتالي لا يمكن الخلط بين الانكماش المفاجئ للبصمة البيئية لهذا العام والتقدم، لكنه يسلط وبشكل أكثر من أي وقت مضي الضوء على الحاجة إلى إستراتيجيات تزيد من المرونة لجميع الدول".
وقدم التقرير حلولا يمكن تبنيها على مستوى المجتمع، أو بشكل فردي للتأثير بشكل كبير على نوع المستقبل الذي يجب أن يتم الاستثمار فيه، من بينها إعادة النظر في كيفية إنتاج الطعام، ومقدار الاستطاعة على حماية الأرض من أجل الحياة البرية، والتي ستؤدي الى تقليل البصمة الكربونية بنسبة 50 %، وتحريك تاريخ استنزاف الموارد بمقدار 93 يوما.
ونظرا لأن الأنظمة الغذائية تستخدم حاليا 50 % من القدرة البيولوجية للكوكب، فإن ما يتم استهلاكه من غذاء أمر في غاية الأهمية، بحسب التقرير الذي أظهر أن "السياسات التي تهدف إلى الحد من كثافة الكربون في الغذاء، وتأثير إنتاجه على التنوع البيولوجي، مع تحسين الصحة العامة، تستحق اهتمامًا خاصًا".
وبدأ التجاوز العالمي في أوائل السبعينيات، والآن أصبح الدين البيئي التراكمي يعادل 18 سنة أرضية، وبعبارة أخرى، سيستغرق الأمر 18 عاما من التجديد الكامل للكوكب لعكس الضرر الناجم عن الاستخدام المفرط للموارد الطبيعية، بافتراض أن الإفراط في الاستخدام كان قابلاً للعكس تمامًا.
حالياً، يعيش 86 % من سكان العالم في بلدان تطلب من الطبيعة أكثر مما تستطيع نظمها الإيكولوجية تجديده، ووفق حسابات شبكة البصمة البيئية العالمية، "تحتاج البشرية إلى أرض ونصف أرض إنتاج الموارد الإيكولوجية الضرورية لدعم البصمة البيئية الحالية للبشرية".