تقرير دولي ينتقد تواضع مشاركة الشباب العربي في الحركات المناخية

xgvrgira
xgvrgira

فرح عطيات

عمان - كشف تقرير جديد عن أن مشاركة الشباب العربي في الأردن ومختلف الدول العربية في الحركات المناخية لم يتردد صداها بشكل كبير ومسموع، كتلك التي اجتاحت العالم في الآونة الأخيرة؛ اذ اقتصرت استجابتهم على بيانات عامة صدرت عن أفراد وجمعيات، ينتمون غالباً إلى الجيل الأكبر سناً، ولا يمثلون الصغار والشباب.اضافة اعلان
ورغم ما أظهره التقرير الأخير الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري حول عدم وجود بلد محصن من آثارها بما في ذلك الأردن والعالم العربي، إلا أن هناك نقصا كبيرا في الوعي بهذه القضية، لا سيما بين الشباب الذين قد يكونون قادرين على التحدث عن الأنشطة المناخية الإقليمية والعالمية.
وفي مقال بعنوان "أفضل سلاح في العالم العربي ضد تغيُّر المناخ هو شبابه"، نشره المنتدى الاقتصادي العالمي، كجزء من اجتماعه السنوي الأخير في دافوس، فإن "الخصوصية الجيولوجية والإيكولوجية للمنطقة تعرضها لخطر كبير يتمثل في ندرة المياه، وانعدام الأمن الغذائي، والجفاف وموجات الحرارة والمرض، والعديد من القضايا المهمة الأخرى، وأن الشباب هم أصحاب مصلحة حاسمة في استجابة البشرية لأزمة المناخ".
وتأتي هذه الحاجة إلى الوعي مع "إدراك أن العالم العربي يواجه بالفعل مشكلات هائلة نتيجة لتغير المناخ"، وفقا لبحث أجرته مؤسسة (MIT) خلال هذا القرن؛ إذ يمكن أن تتعرض أجزاء من منطقة الخليج لأحداث غير مسبوقة من الحرارة القاتلة نتيجة لتغير المناخ، وفقا لدراسة نماذج المناخ عالية الدقة.
وبرر بعض الشباب العربي عدم مشاركة الطلاب العرب في الحركة الاحتجاجية البيئية، وفق ما جاء في تقرير نشر على موقع مجلة البيئة والتنمية مؤخرا، بأن "التصرف الأفضل يتمثل في الدعم المعنوي من دون الغياب عن مقاعد الدراسة، علماً أن الإضراب اقتصر على يوم واحد فقط. هذا الموقف يتعارض مع الغرض الفعلي منه، وهو جذب الانتباه -عن طريق الإخلال بجدول الأعمال الثابت- إلى القضايا التي يتم الدفاع عنها، ووضع جدول أعمال جديد على طاولة الحوار.
ويعتقد البعض، وفق مقال المنتدى الاقتصادي، أنه قد "فات الأوان، بينما يعتقد آخرون أن بإمكاننا العمل للحد من المزيد من الأضرار التي تلحق ببيئتنا"، ومع ذلك، يبدو أن قضية الأزمة المناخية بأكملها ساحقة، "والحكومات متشككة وبطيئة في العمل؛ حيث دفعت القضايا الاجتماعية والصراعات التي طال أمدها في الشرق الأوسط تغير المناخ إلى أسفل جدول أعمال كل من الرأي العام ومنافذ الأخبار في معظم البلدان العربية".
ومع ذلك، فإن تكنولوجيا المعلومات الجديدة والتركيز المتزايد على زيادة الوعي بتغير المناخ تشير إلى قنوات بديلة للاتصال في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلاوة على ذلك، فإن الشباب -الذين يشكلون الجزء الأكبر من سكان العالم العربي- يشاركون في القضية من خلال وسائل مختلفة.
ولفت الى أن "صغار العرب لديهم مخاوف ومسؤوليات خاصة فيما يتعلق بالبيئة؛ حيث يؤثر عدد من المخاطر البيئية بشكل غير متناسب على الشباب، الذين سيتعين عليهم التعايش مع البيئة المتدهورة التي ورثتها لهم الأجيال السابقة، وسيتم إجبارهم، عاجلاً وليس آجلاً، على الانخراط في أشكال جديدة من النشاط من أجل توليد استجابات فعالة للتحديات البيئية".
ويلعب التعليم البيئي دورا مهما في تعزيز الوعي بقضية التغير المناخي وغيرها في العالم العربي، وتشكل قاعدة المعرفة في المجتمعات أحد الجوانب المهمة لقدرتها على معالجة القضايا البيئية والتعامل معها، ويكون ذلك من خلال إعادة توجيه البرامج الحالية لإدراجها فيه، وتلك المتخصصة في التعليم والتوعية الأساسية في المدارس والجامعات، وتوعية البالغين والمجتمع، وفي التعليم والتدريب والتوعية للمهنيين والتقنيين، والأهم من ذلك من خلال حملات التوعية الجماهيرية القائمة على المنظمات غير الحكومية.
وبالتالي، فإن زيادة التوعية والوعي بالقضايا البيئية ستفيد الشباب في الأردن والمنطقة العربية وتمكنهم من بناء قدراتهم على إنشاء وتفعيل مشاركة المجتمع في القضايا البيئية؛ حيث سيكون لدى العربي الأصغر سناً وعي أكبر في جهود الاستدامة والابتكار على المدى الطويل، التي ستعمل على تحسين نوعية الحياة بشكل حقيقي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع نتائج أفضل بشكل كبير لرفاهية الإنسان والنمو الاقتصادي والصحة.
وجاء في المقال ذاته، أنه "لدى الشباب موهبة خاصة للاختراع وتطوير أشكال جديدة من العمل والنشاط، ومن الصعب معالجة شواغل الأجيال المقبلة في سياق صنع السياسات الحالي في العالم العربي، ومع ذلك، لن يمر وقت طويل حتى تسمع أصواتهم على مستويات صنع القرار والسياسة".
ويبلور تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ما تم الحديث عنه بالفعل بشأن مخاطر تغير المناخ، ما يتطلب سرعة في التحول ليس فقط تقنيات جديدة ولكن طرق مبتكرة لتنظيم الأنفس، عبر بذل جهود أكبر لضمان استعداد الشباب للاستفادة من فرص العمل الجديدة الموجهة نحو البيئة.
وتعد إعادة التركيز على بناء جهاز الابتكار التكنولوجي وتعليم الطلاب على المستوى العالمي في المجالات ذات الصلة، وتوفير الهياكل المناسبة لتمويل المرحلة المبكرة، وتقديم هذه التقنيات إلى الأسواق، جزءا أساسيا من الحل.
ويوفر الاهتمام المتزايد بتغير المناخ والتنمية المستدامة، فرصة مثالية للنمو الاقتصادي الأخضر في العالم العربي؛ إذ لا يوفر التعليم الأخضر الوعي بحاجة الشباب إليه فقط، بل يمنحهم أيضا منفذاً يمكنهم من خلاله المساهمة مباشرة في مكافحة تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال تبني السلوك الأخضر في مكان العمل وكذلك في حياتهم الخاصة.