تقرير: مستقبل اقتصاد الطاقة يكمن في الهيدروجين والهواء والماء

فرح عطيات

عمان - أكد تقرير متخصص أن تغير المناخ يأخذ منعطفا مهددا وخطرا، وهناك حاجة لخطوات عاجلة للتصدي له، من خلال خلال التحول إلى اقتصاد الطاقة الذي يكمن مستقبله في الهيدروجين وخلايا الوقود والبطاريات والهواء والماء.اضافة اعلان
وكشف التقرير عن أن من شأن إنتاج الهيدروجين بكفاءة في العالم العربي، وخاصة الأردن، استخدامه كمصدر للكهرباء، والتسخين، ووقود النقل، والمواد الكيميائية المتخصصة والإنتاج الصناعي وحتى لإنتاج مياه الشرب.
وبحسب تقرير حديث، بعنوان "اقتصاد الهيدروجين للدول العربية"، فإن "للهيدروجين الأخضر إمكانات هائلة لتوليد طاقة نظيفة يمكن أن تكون خارج الشبكات واللامركزية، أو يمكن أن تكون مصدر تغذية مباشرا في شبكة المرافق الحالية".
ويعرف اقتصاد الهيدروجين بأنه نظام مقترح لتوزيع الطاقة باستخدام الهيدروجين الذي يتم إنتاجه من التحليل الكهربائي للماء أو أحد الطرق المعروفة الأخرى.
ووفق التقرير، الصادر عن المؤسسة الدولية للطاقة النظيفة في ألمانيا، فإن العالم العربي ومن بينه الأردن، يواجه تحديات استدامة كبرى في تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، لذلك يمكن لاقتصاد الهيدروجين أن يساعد الحكومات العربية والشركات والمواطنين، على توفير مليارات الدولارات كل عام من فواتير الطاقة المخفضة وإدارة النفايات المستدامة، وفي نفس الوقت تقليل آثار الكربون.
ومن التحديات "الفريدة"، التي أوردها التقرير، وتواجه البلدان العربية، بما فيها الأردن "المناخ الجاف للغاية، وندرة المياه الحاد، واستهلاك الطاقة المرتفع، وصناعة النفط والغاز الملوثة". وأشار التقرير، الذي نشر على موقع مبادرة "ايكومينا" البيئية، الى أن "حوالي خمس السكان العرب يعتمدون على أنواع الوقود غير التجارية لاستخدامات الطاقة المختلفة، إلا أن جميع قطاعات الاقتصاد - السكنية والتجارية والنقل والخدمات والزراعة تتطلب خدمات الطاقة الحديثة.
وحدد التقرير، المجالات التي من الممكن إنتاج الهيدروجين منها، مثل إدارة النفايات المستقبلية عبر تكنولوجيات التغويز (التحويل للغاز)، بحيث يتم تجديد بخار جميع نفايات الكتلة الحيوية، والذي سيحل تماما المشكلة الرئيسية للتخلص من النفايات في الشرق الأوسط، والتي تكافح حاليا حكوماتها لإدارة النفايات البلدية والصناعية.
وتخضع النفايات البلدية والنفايات الصناعية والنفايات الأخرى لعملية تحويل حراري متقدم تؤدي إلى إنتاج غاز توليفي عالي القيمة من حيث القيمة الحرارية ومعدن ثمين، وفق ما جاء في التقرير، وفي مجال مكافحة تغير المناخ قدم التقرير حلا لمكافحة هذه الظاهرة من خلال نشر كميات هائلة من الطاقات النظيفة، والوقود الخالي من الكربون وخاصة الهيدروجين وخلايا الوقود.
واكد التقرير ضرورة "حماية الهواء والماء والتربة، وتقليل أي استهلاك للموارد بشكل كبير، وإعادة استخدام جميع أنواع النفايات"، فالأفراد يحتاجون إلى طاقة نظيفة وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم، والعالم العربي ليس استثناءً، مبينا ان أكثر من 40 % من السكان العرب في المناطق الريفية والحضرية الفقيرة لا يحصلون على خدمات الطاقة الكافية، ويلاحظ أن حوالي خمس السكان العرب يعتمدون على أنواع الوقود غير التجارية لاستخدامات مختلفة للطاقة.
ولفت التقرير إلى أن مستقبل الطاقة في العالم يكمن في الهيدروجين وخلايا الوقود والبطاريات، والهواء والماء، بيد أن تغير المناخ يأخذ منعطفاً مهدداً وخطراً، وهناك حاجة لخطوات عاجلة للتصدي له، من خلال إيجاد حلول النقل الجديدة والمبتكرة لمكافحة تغير المناخ في شكل السيارات الكهربائية.
ومن اجل ذلك، لفت التقرير إلى أهمية وجود المركبات التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية، والتي يتم فيها تشغيل المحركات الكهربائية في أي مركبة من البطاريات أو خلايا الوقود، حيث يتم إنتاجها عن طريق تحويل الهيدروجين النظيف والصديق للبيئة (والأكسجين من الهواء) في خلايا الوقود مباشرة على متن المركبة، وبعد حوالي 500 كم وأكثر، يتم ملء خزان الهيدروجين في محطة تعبئة خاصة، ويمكن مواصلة الرحلة. وهناك مزايا كبيرة على زمن شحن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات (السيارات، الشاحنات، الحافلات، القطارات، القوارب، السفن، أو الطائرات)، والتي يمكن شحنها حتى في المنزل أو في محطات خاصة لتلك الغاية في المدينة وفي غضون ساعات.
وستساعد حلول النقل الكهربائية الحضرية، بحسب التقرير، على تجنب تلوث الهواء، والحفاظ على الوقود الأحفوري المستنزف بسرعة.
وبخصوص التنمية الحضرية المستدامة، تعتبر الطاقة النظيفة والنقل والتخطيط الحضري وحلول الهواء النقي عنصراً هاماً في التخفيف من تغير المناخ، إذا عملت هذه القطاعات معاً، وخططت في مرحلة مبكرة وتطورت على أساس خلايا الهيدروجين والوقود، حيث ستظهر مجتمعات مستدامة في مدن العالم العربي. ووفق التقرير "ستتغير بنية المباني بشكل كبير، وسيتم تبسيط البناء باستخدام خلايا الوقود اللامركزية التي تنتج الكهرباء والحرارة في الموقع لتلبية متطلبات الطاقة، وبالتالي، لن تعتمد المباني على محطات الطاقة المركزية الكبيرة لمتطلباتها من الطاقة والتدفئة".