تقرير وطني يحذر من تداعيات التغيرات المناخية على إنتاجية المحاصيل الزراعية

314A6163
314A6163
فرح عطيات عمان- حذر تقرير وطني من "نقص إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتغير خريطة توزيعها الجغرافي في الأردن، نتيجة تأثير التغيرات المناخية، وانعكاساتها السلبية على الزراعات الهامشية، وزيادة معدلات التصحر، والاحتياج للماء، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة". وكشف التقرير وعنوانه "تقييم تأثير التغيرات في المياه المتاحة على إنتاجية المحاصيل الزراعية- دراسة الحالة في الأردن"، أن تأثيرات الظاهرة على الزراعة، ستصحبها أخرى اجتماعية واقتصادية، وزيادة الحرارة، بحيث تقلل من إمكانية زراعة المناطق الهامشية. وأعد التقرير في إطار المشروع الإقليمي حول "تعزيز الأمن الغذائي والمائي من خلال التعاون وتنمية القدرات في المنطقة العربية" الذي تنفذه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا). وقال "إن التغيرات المناخية ستتسبب بزيادة الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية، ونقص تغذية خزانات المياه الجوفية، وتراجع كميات مياه الري السطحية العذبة المتاحة للزراعة وتدني نوعيتها". ولتقييم الإنتاجية الزراعية، درست فرق وطنية أردنية، التأثيرات المناخية على محصول البندورة في محافظة المفرق، بين 2007 و2016، ومحصول القمح في محافظة مادبا بين 1997 و2014، لتظهر النتائج انخفاضا للإنتاجية المتوقعة للبندورة في: 2030 و2020 و2050 و2040 في كلا السيناريوهين RCP4.5 وRCP8.5 عند ثبات تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يدل على التأثير السلبي للتغيرات المناخية. ويعرف RCP4.5 بأن مسار التركيز التمثيلي RCP) 4.5)، وهو سيناريو للانبعاثات العالمية طويلة الأجل للغازات الدفيئة، والأنواع قصيرة العمر، في حين أن RCP8.5 يتوافق مع المسار ذي أعلى انبعاثات غازات الدفيئة، والذي يجمع بين الافتراضات حول ارتفاع عدد السكان، ونمو الدخل البطيء نسبيا مع المعدلات المتواضعة للتغيرات التكنولوجية، وتحسين كثافة الطاقة. وأشارت نتائج التقرير إلى ارتفاع الإنتاجية المتوقعة للبندورة في الفترات السابقة ذاتها، في كلا السيناريوهين المذكورين عند زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يشير الى التأثير الإيجابي لذلك على التركيب الضوئي، وإنتاج الكتلة الحيوية، والذي فاق التأثير السلبي للتغيرات المناخية (ارتفاع درجات الحرارة الصغرى والعظمى وتغير الهطول المطري) على إنتاجية ذلك المنتج في المفرق. وفيما يتعلق بالإنتاجية المتوقعة للقمح في الفترات ذاتها وفي كلا السيناريوهين، فإنها تشير لارتفاع الإنتاج عند ثبات وزيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، بسبب الانزياح في الهطول المطري نحو منتصف موسم نمو القمح وبعده؛ أي إلى المراحل التي تزيد فيها حاجة المحصول للنتح. كما أثبتت النتائج؛ ارتفاع الإنتاجية المائية في تلك الفترات، وفي السيناريوهين، لمحصول البندورة عند زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، ولمنتج القمح في حالتي ثبات وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في منطقتي المفرق ومادبا. ولفتت الى قصر طول موسم النمو المتوقع للبندورة والقمح في الفترة الزمنية نفسها، ولدى ثبات أو زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بفترة الأساس 2005-1985، بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتوقعة. كما تظهر انخفاض كميات الري 17 % لتتدنى بذلك إنتاجية محصول البندورة في كلا السيناريوهين، وعند ثبات تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة بإنتاجيته خلال 1985 و2005 عند الري الكامل. ومن التوصيات التي تضمنها التقرير أن سيناريو تخفيض الري بسبب النقص المتوقع في الموارد المائية، أظهر انخفاضاً لإنتاجية محصول البندورة في المفرق، لذا يتعين استخدام أصناف منه، ذات دورة نمو أقصر، بحيث تحتاج لعدد مرات ري أقل، مع إمكانية تحقيق الإنتاجية الحالية نفسها. ولا بد من "الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة عبر تقنيات الري الموفرة للمياه، والتوسع باستعمال تلك المعالجة، بما يتوافق مع تعليمات وشروط استعمال المياه العادمة المعالجة". ودعت التوصيات إلى اعتماد خطة مستقبلية للتوسع في تطبيق برنامج AquaCrop، في مناطق زراعية، تخضع لظروف مناخية مختلفة، لدراسة تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية المياه والزراعة، لمحاصيل استراتيجية في المملكة. وقد أظهرت نماذج التنبؤات المناخية لمنطقتي المفرق ومادبا، فروقاً مهمة في نمط الهطول المطري المتوقع، ما أدى لانخفاض إنتاجية البندورة عند ثبات تركيز ثاني أكسيد الكربون، وارتفاع إنتاجية القمح عند الثبات والتغير في التركيزات. وشددت على أهمية "الحد من استنزاف مياه الري، عبر تحديد الاحتياجات المائية للمزروعات وجدولة الري، وإدخال الأصناف النباتية المتحملة للجفاف، وذات الاستهلاك المائي القليل وعالية الإنتاج والمردود الاقتصادي، وتطوير وسائل الحصاد المائي، لتحسين مخزون المياه الجوفية والاستفادة من المياه السطحية". ويهدف المشروع لتقييم الإنتاج الزراعي العربي، نتيجة تغير وفرة المياه، عبر استخدام توقعات موثوقة للمناخ والمعلومات القياسية الهيدرولوجية على المستويين الإقليمي والوطني. وأعدت فرق وطنية عربية مشاركة في المشروع تقارير، تتضمن مقترحات وتوصيات للتكيف مع تغيرات وفرة المياه، نتيجة تأثيرات تغير المناخ؛ إذ شاركت 9 دول بتنفيذ المكون الأول؛ وهي: العراق، الأردن، مصر، لبنان، المغرب، فلسطين، السودان، تونس واليمن.اضافة اعلان