تكدس 750 سيارة معدة للتصدير إلى ليبيا في العقبة ونويبع يلحق خسائر فادحة بأصحابها

أحمد الرواشدة

العقبة - أدت أزمة تكدس نحو 750 سيارة معدة للتصدير إلى ليبيا بميناءي العقبة ونويبع المصري إلى تكبد التجار الأردنيين خسائر فادحة نتيجة "التعليمات المفاجئة للسلطات الليبية" بحسب العديد منهم.اضافة اعلان
وكانت السلطات الليبية أصدرت تعليمات جديدة اشترطت فيها عدم ادخال أي سيارة إلى ليبيا يزيد عمرها على خمس سنوات، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون السيارة مسجلة باسم السائق أو الشخص المعني مباشرة في الوقت الذي كانت فيه 750 سيارة قد وصلت إلى ميناءي العقبة ونويبع المصري، للتصدير إلى ليبيا.
وقال تجار السيارات وسائقون إنهم يتكبدون خسائر فادحة نتيجة "الأرضيات" التي يدفعون أجورها إلى الجهات الرسمية، عدا عن الغرامات التي تصل إلى أكثر من خمسين دينارا يومياً، إضافة إلى سرقة بعض محتويات السيارات التي تم تصديرها برا حين وصولها إلى ميناء طبرق أو بنغازي، مضيفين أن عمليات الشحن تكلفهم أكثر من 1300 دولار.
وأشاروا إلى أنهم أصبحوا في "عداد التائهين"، مبينين أن السلطات الأردنية تلقي مسؤولية منع دخولها على السلطات المصرية والسلطات المصرية تؤكد أنها تلقت أوامر من الحكومة الليبية بعدم مرور السيارات إلا عن طريق الشحن البحري.
وقال سائقون إلى "الغد" إن كل يوم تأخير يرتب عليهم رسوم أرضيات تبلغ عشرة دنانير، موضحين أنهم يواجهون ظروفاً صعبة في العقبة من ناحية مبيتهم في الشوارع، وعدم اكتراث الجهات المعنية لمشكلتهم التي تتحمل مسؤوليتها شركة الجسر العربي.
وبين السائقون أنهم تفاجأوا بتعليمات السلطات الليبية بعد أن أبرموا عقود بيع لسياراتهم مع تجار ليبيين، الأمر الذي يسبب قطعاً لأرزاق المئات من سائقي هذه السيارات والذين يبلغ عددهم أكثر من 400 سائق سيارة، كانوا قد دفعوا رسوم الترانزيت على أساس الشحن عبر نويبع وتحميلها عبر بواخر شركة الجسر العربي التي تفاجأت هي الأخرى بالتعليمات.
وأكدوا أن أزمة تكدس السيارات المصدرة إلى ليبيا في ميناء نويبع مستمرة على أرصفة الميناء وخارج وداخل بواباته، بعد رفض البدو هناك خروجها من الميناء قبل دفع "الأتاوات" عن كل سيارة، ما دعا أصحابها للاحتماء بالميناء من تهديدات البدو.
من جهته، قال مدير عام شركة الجسر العربي المهندس حسين الصعوب إن المشكلة تكمن في الجانب الليبي الذي اشترط منع دخول السيارات التي يزيد عمرها على خمسة أعوام من دخول ليبيا، وان تكون مسجلة باسم السائق أو الشخص المعني مباشرة.
 وأضاف الصعوب "تفاجأنا بهذا القرار، ولكنه أمر سيادي للدولة ونحن كجسر عربي ناقل فقط ونلتزم بالقرارات"، مشيراً الى التباحث مع الجانب المصري في اجتماعات مطولة استمرت لعدة ساعات لم تسفر عن أي نتيجة. وأكد اللواء نبيل لطفي نائب مدير عام شركة الجسر العربي للملاحة أن إنهاء أزمة السيارات الليبية بميناءي العقبة الأردني ونويبع المصري، مرهون بمواجهة تهديدات بدو سيناء، الذين يهددون باعتراض السيارات العابرة للأراضي المصرية إلى ليبيا، في حالة عدم دفع "أتاوة" 500 جنيه عن كل سيارة.
وبين لطفي أنه عقد اجتماعا أمس مع رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر وشرطة وجمارك نويبع المصري، لمناقشة حل الأزمة المستمرة منذ أكثر من 3 أسابيع، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على عدم نقل أي سيارات من العقبة من موديل 2008، وفقا لطلب الجانب الليبي الذي أكد أنه لن يسمح بدخول سيارات إلى أراضيه دون 2008.
وأضاف لطفي نائب مدير الشركة المشغلة للخط الملاحي (العقبة/ نويبع) أنه تم الاتفاق على نقل السيارات من ميناء نويبع عبر الأراضي المصرية لتدخل ليبيا من منفذ السلوم من خلال كساحات، أو السيارات فرادى بحيث يتم تخليصها جمركيا باسم سائقها ليدخل ليبيا عقب ذلك بمعرفته الشخصية.
وأوضح لطفي أنه سيتم إخراج أعداد السيارات من ميناء نويبع وفقا للقوات الأمنية التي سترافقها لمواجهة تهديدات البدو.
وأكدت مصادر صحفية في مصر أن الأوضاع في نويبع ما تزال متأزمة بين بدو سيناء والسلطات بعد إصرار بدو سيناء على دفع أصحاب السيارات الاتاوة الإجبارية وهي 500 جنيه عن كل سيارة تعبر نويبع.

[email protected]