"تكيس المبايض".. قلة الوعي تنذر بتأخر الإنجاب

"تكيس المبايض".. قلة الوعي تنذر بتأخر الإنجاب
"تكيس المبايض".. قلة الوعي تنذر بتأخر الإنجاب
ريم زايد عمان- تروي تسنيم الخطيب (22 عاماً) رحلة إصابتها بمتلازمة تكيس المبايض في سنتها الجامعية الأولى، "كانت آلام الدورة الشهرية لا تحتمل وأشعر بألم دائم في منطقة المبايض". وتقول إنها تلقت أدوية عدة مهدئة للألم حينها "كتركيبات الفولتارين والإبر المسكنة"، وأهملت زيارة الطبيب ولم تهتم لما يصاحب آلام الدورة من أعراض وخيمة، مبررة ذلك أنها مخاوف داخلية تمنعها من زيارة الطبيب خوفاً من اكتشاف مرض خطير. وتشرح الخطيب معالم اليوم الذي اكتشفت فيه إصابتها صدفة بالمتلازمة "ذات يوم أخذت مسكنات لآلام الدورة الشهرية بطريقة مضاعفة إلى أن سقطت أرضاً وأسعفت إلى المستشفى، وبناء على تشخيص الأطباء تم استئصال الزائدة وأثناء العملية لاحظ الطبيب انفجار الأكياس على المبايض، ما أدى إلى تسمم في الدم المحيط بالرحم والمبيض". وحول الأسباب التي أدت إلى إصابتها بالمتلازمة وصولاً بها إلى مرحلة متفاقمة كهذه، تؤكد أنها كانت تستخدم المسكنات بطريقة غير صحيحة، وتتناول المأكولات الجاهزة بشكل مستمر، وعدم انتظام دائم في أيام الدورة الشهرية، أو تأخرها عن موعدها، وتلفت إلى أهمية زيارة طبيبة نسائية بشكل دوري ومستمر خوفاً من الوصول إلى درجات لا يمكن حلها لاحقاً. اختصاصية التغذية مرح نظيف، تنوه إلى أن الاستعداد الوراثي قد يكن مسببا للمتلازمة، أما السمنة فهي سبب رئيسي للإصابة به، وحول المؤشرات التي ينذر بها الجسم كظهور الشعر على الصدر والوجه وخشونة الصوت أو تأخر الدورة الشهرية، فهي شكوك بالإصابة لكنها تثبت عند زيارة الطبيب. وتضيف لـ"الغد"، أن السمنة، بدورها، ستزيد من نسبة الإصابة، وتحديداً السمنة الوسطية، وهي تراكم الدهون بالنصف العلوي من الجسم، وتبين ذلك من خلال إصابة 70 % من النساء بمقاومة الأنسولين. المأكولات الجاهزة أحد أسباب التكيس وحول الأطعمة التي يجب تناولها للحد من أعراض الإصابة، تتابع نظيف أن المصابة يجب أن تتجه للأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي القليل كالفريكة والأرز البني، والأكل الغني بالألياف كالسبانخ والملفوف والخس، والمنتجات كافة التي تزيد من نسبة الحرق في الجسم كالزنجبيل والقرفة. وتستعرض أهم المأكولات التي يجب الابتعاد عنها تجنباً لحدوث أعراض مضاعفة، كالأطعمة المليئة بالدهون، والسكريات، "الفاست فود"، والأكل المصنع الذي يحتوي على كميات كبيرة من الدهون غير النافعة. وتشدد نظيف على أهمية ممارسة الرياضة بشكل دائم، وبالتحديد تمارين "الكارديو"، ومحاولة النزول بالوزن ستخفف الأعراض بشكل كبير. وبالرغم من شح المصادر العلمية الحديثة التي أدلت بأعداد ثابتة حول عدد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، إلا أن مجلة "علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائية" العالمية، أصدرت دراسة بعنوان "مراجعة: نظرة موجزة عن متلازمة تكيس المبايض"، أظهرت فيها نتائج أخلصتها منظمة الصحة العالمية للعام 2017 تبين فيها أن أكثر من 116 مليون امرأة حول العالم مصابات بمتلازمة تكيس المبايض. اختصاصي النسائية والتوليد في الخدمات الطبية الملكية سابقاً د. وسام الجمال، يقول "إن المتلازمة بشكل رئيسي هي عبارة عن مجموعة من الأعراض كالتأخر في الحمل للمتزوجات، ونمو الشعر في الجسم في الأماكن الذكورية كالوجه والصدر، وتأخر في حدوث الدورة الشهرية بشكل كبير". ويرى أن تضافر العوامل الجينية والبيئية والاستعداد الجيني للسيدة أو الفتاة والإهمال الصحي في مراجعة الطبيب وعدم ممارسة الرياضة والإكثار من السكريات وعدم معالجة نقص فيتامين "د"، هي الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الإصابة بالمتلازمة. ويواصل حديثه حول عدم وجود حلول جذرية للمتلازمة سوى تحسين النمط المعيشي مثل معالجة نقص فيتامين "د" إن وجد، واتباع حمية غذائية تركز على الدهون النافعة والبروتينات وتقلل من النشويات، والاستعانة بشرب بعض الأعشاب الطبيعية مثل القرفة وأخذ بعض الأدوية إن لزم تحت إشراف الطبيب. سرطان بطانة الرحم نهاية الإهمال ويلفت الجمال إلى أن تأثير المتلازمة السيئ يظهر في تأخر الدورة الشهرية أو عدم حدوثها لفترة طويلة، وفي حال كانت المتلازمة شديدة وتم إهمال علاجها، يؤدي ذلك إلى تأخر الحمل، ومن أخطر المراحل التي قد تصل إليها المتلازمة، مع الإهمال وعدم المتابعة المستمرة، أن تؤدي إلى سرطان في بطانة الرحم. أعراض مفاجئة تستوجب زيارة الطبيب توضح الصيدلانية نور ربابعة، أن متلازمة تكيس المبايض هي اختلال هرموني سببه هرمونا الإندروجين والإستروجين؛ الإندروجين "الهرمون الذكري" وقد تكون نسبته عالية أو الإستروجين "الهرمون الأنثوي" معدله أقل من الطبيعي، وأن هذه الاختلالات تسبب أكياسا تنمو على المبايض، تمنع من انطلاق البويضة أو تطورها، وأن عدم نموها بشكل طبيعي يحدث خللا في الدورة الشهرية وظهورا لحب الشباب، لذا يفترض مراجعة طبيب في حال حدوث أي من الأعراض بشكل مفاجئ. وتعتبر أن العلاج يكون لما تحتاجه الحالة من الأدوية وحسب شدتها، فمثلاً لو ارتفع "الإندروجين" يتم إعطاء المريض حبوب مثبطات لهرمون الإندروجين، وعادةً ما توصف موانع الحمل مع دواء "ميتفورمين" الذي يقلل من مقاومة الأنسولين، وإن عددا لا بأس به من الأطباء اليوم يلجأ لوصف المكملات الغذائية التي تحتوي على القرفة والبردقوش والأعشاب بعيداً عن الأدوية ذات التركيبات العضوية.اضافة اعلان