تلوث سيل الطفيلة بمياه الصرف الصحي يهدد بجفاف أشجار المنطقة

فيصل القطامين

الطفيلة – يشكو مزارعون من تسرب مياه الصرف الصحي إلى سيل الطفيلة، حيث يتسبب ذلك بحدوث تلوث بيئي لمياه السيل والينابيع المتدفقة على طول مجراه، ما يهدد الثروة الزراعية التي تشكل أشجار الزيتون أغلبها. اضافة اعلان
ويرى المزارعون أن تلوث المياه يتهدد الثروة الزراعية ويحدث جفافا في أشجار الزيتون، التي أصبحت تحرم من الري من مياه السيل بسبب تلوثها جراء تفجر مناهل الصرف الصحي وتكسر مجاريه في أجزاء من السيل. 
ويبدي هؤلاء خشية من ظهور آثار التلوث على صحة السكان المجاورين، خصوصا مع تزايد كميات مياه الصرف الصحي المتسربة من المناهل وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة مع حلول فصل الصيف، حيث تتكاثر للحشرات وتنتشر الأوبئة.
ويبين المواطن أحمد محمد سالم أن مياه السيل تحولت إلى مياه سوداء اللون، ذات رائحة كريهة ما يدلل على اختلاطها بمياه الصرف الصحي، والتي باتت مثارا للروائح الكريهة وانتشار البعوض والذباب والحشرات المختلفة، وأصبحت مصدر إزعاج بيئي للسكان في منطقة المنصورة.  ويلفت سالم إلى أنه وفي ظل غياب حملات الرش لمكافحة الحشرات المختلفة، بات الوضع لا يطاق خصوصا مع الانتشار الكثيف للذباب والبعوض وغيرها من الحشرات التي تؤثر سلبا على حياة المجاورين.
ويقول المواطن حازم الغبابشة إن مياه السيل التي تروي أشجار الزيتون الرومي باتت غير صالحة للري، وإن العديد من المزارعين أوقفوا ري تلك الأشجار من مياه السيل نتيجة تلوثها بمياه الصرف الصحي التي تمر مناهلها على طول الوادي. وأضاف الغبابشة أن المياه الجارية في الوادي حاليا تشوبها روائح كريهة، علاوة على ما يمكن أن تنقله من أمراض لكونها مياه صرف صحي قادمة من عدة مناطق قبل عملية تكريرها، لتسبب بيئة ملوثة على طول مجرى الوادي ، ولما لذلك من آثار بيئية خطيرة بدأت تظهر آثارها على المنطقة.
ويشير أن ينابيع مياه الدردور والهمامية تلوثت واختلطت مياهها التي كانت نقية وصالحة للاستخدام الزراعي بمياه الصرف الصحي ما حال دون القدرة على ري البساتين في المنطقة وعلى طول مجرى الوادي.
يوضح مدير صحة الطفيلة الدكتور غازي المرايات أن لجنة قامت بالكشف على المياه المتسربة من مناهل الصرف الصحي في منطقة سيل الطفيلة نتيجة تضررها من السيول في الشتاء الماضي، وأكدت وجود فيضان لمياه الصرف الصحي وانسيابها على طول مجرى الوادي، ووعدت إدارة المياه حينها بمعالجة الخلل وإجراء الصيانة اللازمة.  وأكد المرايات أنه سيتم الكشف من جديد على منطقة السيل للتأكد من استمرار وجود فيضان أو تسرب للمياه العادمة لما يشكله ذلك من خطورة وتهديد بيئيي.
ويبين مدير مياه الطفيلة المهندس مصطفى زنون أن مناهل وبعض خطوط الأنابيب البلاستيكية الناقلة مياه الصرف الصحي تعرضت في الشتاء الماضي للإغلاق والانسداد نتيجة كثافة الأمطار التي هطلت، وتسبب بتلف أجزاء منها علاوة على انسداد بعض المناهل الرئيسة ما أدى إلى فيضانها.
ويؤكد أن الاعتداءات التي يقوم بها المواطنون في المنطقة تتسبب أيضا بإغلاق لتلك المناهل حيث تتم الصيانة لها بشكل دوري حيث يعثر بداخلها على حجارة تتسبب بإغلاقها كليا ما يؤدي إلى فيضانها وانسيابها في مجرى الوادي، فيما تقف صعوبة الوصول إلى تلك المناهل عاملا آخر في عدم القدرة على متابعتها بشكل دائم أو الرقابة عليها.
ولفت إلى أن عطاء أحيل على مقاول للقيام بعمليات الصيانة وإعادة التأهيل لتلك المناهل أو للبرابيش البلاستيكية الناقلة التي تعاني من خلل فيها، خلال شهر حزيران (يونيو) الحالي أو مطلع شهر تموز (يوليو) المقبل، لحل تلك المشكلة.